• ٥ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٣ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

كيف أتقرب الى الله؟

أسرة البلاغ

كيف أتقرب الى الله؟

السلام عليكم ورحمت الله وبركاته, ماهي الأمور الذي تجعلنا نتقرب بإخلاص إلى الباري عزوجل وإلى درجه الكمال، وإذا أمكن أن تدلونا على كتاب للتغذيه الروحية_ يوفقكم الله.


الأخ الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد..
خير كتاب يغذي الروح وينميها ويزكيها هو القرآن الكريم، وقد قال تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) (الإسراء/ 9).
ففي القرآن بيان لسنن الحياة وذكرى وعبرة من كل الوجود، حاضره وماضيه، للسير نحو الله تعالى وكمال النفس الإنسانية، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الإنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ) (الإنشقاق/ 6).
وأمضى سبيل للقرب إلى الله تعالى هو التمسك بكتابه وإتباع سنن نبيه (ص)، ومن أولويات ذلك الصلاة والصيام... قال تعالى: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ) (البقرة/ 44).
وقد ورد في التفسير أن إحدى معاني الصبر هو الصيام.
ويكون ذلك بالإلتزام بالفرائض في أوقاتها، ومن ثمّ النوافل، وأفضل النوافل صلاة الليل، كما قال تعالى: (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلا) (المزمل/ 6)، ووقتها من منتصف الليل حتى الفجر، وهي أحد عشر ركعة، ثماني ركعات، اثنتان اثنتان كصلاة الصبح، ثمّ ركعتي الشفع، وركعة الوتر.
وأفضل الصلوات الواجبة صلاة الفجر، بل روي أنها تعدل سائر الصلاة في فضلها وأهميتها.
ومما يساعد على قيام الليل وأداء صلاة الفجر تخفيف العشاء وتبكيره والنوم مبكراً.
ويستحب صيام يوم في الأسبوع تطوعاً، وهي سنّة بنوية، حيث رُوِي أنّه كان يصوم الخميس من أسبوع ثمّ الأربعاء من الثاني، فالخميس من الثالث، وهو يقوي الصلة بالله ويقوي العزيمة والإرادة ويضعف كيد الشيطان.
ومن المستحبات الأكيدة: التصدق في سبيل الله.
ومنها خدمة الناس، وقد ورد في الحديث: "خير الناس أنفعهم لهم"، وقد قيل أقرب طريق إلى الحق: خدمة الخلق.
وممّا يزيد القرب والتقوى: ذكر الله على أي حال، في القلب، وكذا في اللسان، وكذلك الدعاء فإنّه من أوسع الأبواب، قال تعالى: (... ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ...) (غافر/ 60).
وقال تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (البقرة/ 186).
وأخيراً، (حُسن الخلق) فإنّه هدف البعثة، كما في الحديث: "إنما بُعثت لأُتمم مكارم الأخلاق"، وفي الأثر: "ما تقرب إلى الله بشيء أفضل من حُسن الخلق".
ورُوِي عن الإمام علي بن أبيطالب تعريفه لحُسن الخلق بالسلوك القويم والتصرف السليم، قال: "حُسن الخُلق إجتناب المحارم وطلب الحلال والتوسّع على العيال".
وهكذا، فالطريق إلى الله تعالى: واضح وبيِّن، وهو الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم عليهم، من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.
ولا ننسى أن يكون الله هو الملجأ دوماً وإليه ننيب ومنه نطلب العون والتوفيق (إياك نعبد وإياك نستعين).
والحمد لله رب العالمين.

ارسال التعليق

Top