• ٢٨ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٨ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

كيف تحسن دخلك؟

يوسف ميخائيل أسعد

كيف تحسن دخلك؟

◄إنّ الناس جميعاً يبحثون عن حياة أفضل. ولا شك أنّ الدخل الأكبر يضمن للإنسان حياة أفضل. فأنت تريد المال الذي يسد مطالبك ويضمن لك مستقبلك. ولكنك ربما تجلس قابعاً في مكانك تشكو من الغلاء أو من قلة الدخل وضيق ذات اليد.

ونحن نؤكد لك أنّك تغمض عينيك عن الواقع. لا يكفي أن تشكو لغيرك. إنّك بالشكوى تخدّر نفسك، وتجهض جهدك، وتفقد نشاطك. والطريق الصحيح لحلّ مشكلاتك المالية ليس الإحساس بالمرارة والتعبير عنها. إنّك مهما ملأت الدنيا من حولك بالشكوى والضيق بحالك، والتبرم بما أنت فيه، فإنّك ستظل كما أنت محدود الدخل.

والأحرى بك أن تفهم أوّلاً واقع المجتمع الذي تعيش فيه. إنّ لكلّ عصر حضارة تميزه. وتخطئ إذا ظننت أنّ المجتمع سيحني رأسه أمامك ويتعدل وفق مزاجك. إنّ عليك أنت أن تحني رأسك أمام المجتمع، وأن تعدل من أفكارك، وما اعتدنه من عادات.

اعلم يا صديقي أنّ مفتاح الحياة الناجحة يتمثل في شيئين اثنين فقط: الشيء الأوّل: تعلّم أشياء جديدة، والشيء الثاني: بذل الجهد والمثابرة، ومقاومة العقبات، والتخلص من الكسل واليأس.

والواقع أنّ هناك مهارات معينة مطلوبة لمجتمعنا في الوقت الراهن. وهناك مهارات كانت رائجة في عصر سابق، ولكنّها ليست رائجة اليوم. ومهمتك أن تعرف ما يريده عصرنا وأن تتعلمه. لا تتعلم أشياء لا يريدها المجتمع ولا يقبل عليها.

نحن نعرف أنّ المصريين كانوا يرتدون الطرابيش على رؤوسهم. كان التلميذ والطالب والموظف وغيرهم لا يستغنون عن ارتداء الطربوش. ولذا فإنّ صناعة الطرابيش كانت صناعة رائجة. ولكن ماذا كانت النتيجة وقد استغنى الناس عن لباس الرأس؟ بوار هذه الصناعة. لقد أغلقت محلات الطرابيش أبوابها. ونفس الشيء بالنسبة لمحلات السروجية. والسروجي كان يصنع سرج الحصان. كان وجهاء القوم يتفاخرون بخيولهم وما يستخدمونه في ركوبها من سرج جميلة موشاة بالذهب. وكان من الطبيعي أن تغلق محلات السروجية بعد انتشار السيارات واستغناء الناس عن خيولهم.

والشاب الذكي هو ذلك الشاب الذي يعرف الرائج من الصناعات والأعمال والحرف ويسعى إليها. إنّك في أي موقع أو في أيّة وظيفة تستطيع أن تحسّن دخلك. فقط عليك باختيار الصناعة الرائجة فتتعلمها وتبذل فيها الجهد. اللازم لتعلمها وممارستها.

ولكن من دواعي الأسف أنّ الكثير من شبابنا يركنون إلى الكسل. إنّ البعض منهم يمني نفسه بالهجرة ظناً منه أن مَن يهاجر سوف يجد بشوارع المهجر الذهب والمال الوفير. والكثير من شبابنا لا يجدي معهم الإقناع بأنّ مفتاح النجاح يمكن أن يتأتى لهم هنا بالجهد والعرق بعد الحصول على خبرات جديدة مناسبة.

لماذا لا تجرب يا صديقي العمل والاجتهاد في بلدك قبل أن تجرّب العمل والاجتهاد في بلاد غيرك؟ إنّنا نؤكّد لك أنّه بقليل من الذكاء وبكثير من الاجتهاد يمكنك أن تحصل على الرزق الوفير. إبدأ فوراً في تعلم حرفة جديدة أو تجارة رائجة. لا تركن إلى الوظيفة الحكومية وحدها. إنّ القانون لا يحرّم عليك العمل الحرّ. إنّه يحرّم عليك الاشتغال في وظيفتين حكوميتين في وقت واحد فقط. إنّه لا يحرّم عليك أن تسعى للحصول على الرزق في أي مجال تختاره لنفسك. فانفض إذن غبار الكسل عن نفسك وفكِّر جيداً وإبدأ فوراً. لا تظن أنّ الرزق يقرع أبواب الكسالى الغارقين في أحلام اليقظة الفارغة. إنّك أنتَ الذي تقرع الأبواب المغلقة بإلحاح حتى تنفتح لك على مصاريعها.► 

المصدر: كتاب شخصيتك بين يديك

ارسال التعليق

Top