• ٢٠ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١١ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

لماذا يعزف شبابنا عن الزواج المبكر؟

لماذا يعزف شبابنا عن الزواج المبكر؟

◄لكلّ منهم حجّته وأسبابه ونظرته المختلفة..

في الماضي ليس بالبعيد، اشتهر المجتمع العربي عموماً بالزواج في سن مبكرة. ولكن، مع تغير الظروف، أصبحت هناك حاجة لتأخير مشروع الزواج لمصلحة تقديم مشاريع أخرى دراسية ومادية وغيرها.. فهل الناس راضون حقاً عن هذا التغيير؟

الزواج في بواكير الشباب وفي بدايات مشوار الحياة، خطوة تلقى من يتفق معها، كما تلقى من يعارضها، ولدى كلا الفريقين حججه ومبرراته التي يستند إليها. وما بين مزايا التبكير بمشروع الارتباط والزواج، وبين عيوب الإقدام على تلك الخطوة المصيرية، في هذا الموضوع استطلاع آراء ووجهات نظر مختلفة ومتباينة عن مزايا وعيوب الزواج المبكر، وهي وجهات النظر التي يبينها هذا التحقيق..

 

أولادي أصدقائي:

من واقع تجربته الشخصية، يؤكد أبو هيثم (موظف) أنّه أحد المناصرين والمؤيدين للزواج المبكر، حيث يتحدث عن تجربته في الزواج المبكر، فيقول: "تزوجت قبل أن أكمل العشرين، وها أنا الآن أرى أبنائي شباناً وشابات وأنا ما زلت أحتفظ بشبابي أيضاً، لدرجة أنّ البعض عندما يرونني يحسبون أنهم إخوتي، ولا أتحدث عن هذا فحسب، إنما الزواج المبكر له الكثير من الفوائد والمميزات المستقبلية للزوجين وللأبناء" ومن تلك الفوائد التي يعددها أبو هيثم: "أنّ الزواج المبكر يعني إنجاب الأبناء في سن مبكرة، وهذه ميزة عظيمة تيسر الكثير من الأمور، ومنها أنّ الوالدين الشابين يكوننان أكثر قدرة على السيطرة على الأبناء والقيام بمسؤولية تربيتهم، التي ربما تصعب عليهما في حال كانوا كباراً في السن، وهذا الأمر الذي يجعل من تربية الأبناء أكثر سهولةً ويسراً، عدا عن العلاقة التي تربط الأهل بالأبناء تكون كعلاقة الأصدقاء، فيحكي الأبناء للوالدين مشاكلهم ويبوحون لهم بما يشغلهم معتمدين على تقارب الأعمار في ما بينهم الذي يسمح بنوعٍ من التقارب الفكري أيضاً"، ويختم أبو هيثم متسائلاً: "مَن مِن الأهل لا يتمنى علاقة مع أبنائه وبناته بهذه الدرجة من الوضوح والشفافية؟ إضافةً إلى أنّ الأولاد يتعلمون ويكتسبون مختلف الخبرات والتجارب التي تحدث في المنزل، فيتعايشون معها ويفهمونها ويستفيدون منها في المستقبل".

 

حفظ النفس:

نبدأ بالآباء التي تؤيد الزواج المبكر، إذ يرى أحمد عبدالعزيز (متقاعد) "أنّ الأمر يحتمل الجانب الإيجابي أكثر من السلبي"، ويتابع: "إذا بكر الشاب في الزواج فإنّه يحفظ نفسه من احتمالات الزلل والانجراف نحو الحرام، وخاصة في أيامنا هذه، التي تعددت فيها المغريات. ونحن وإن كنا نخاف في الماضي على بناتنا فقط، فاليوم الخوف هو على الشبان أكبر وأكثر"، مضيفاً: "نجد بين الشبان اليوم من لا يفكر في الزواج لتعوده على الحرية الذاتية، وذلك بسبب تأخيره مشروع الزواج، حيث يصبح أقل قدرةً ورغبةً في تكوين أسرة وتحمل مسؤولية زوجة وأبناء، الأمر الذي ينذر بالخطر، لذا فإن تعجيل الشبان بالزواج المبكر هو الخيار الأفضل بجميع المقاييس، خصوصاً في ما يتعلق بحفظ الشباب من الوقوع في الشبهات".

 

زوج على حسب الطلب:

كذلك، تؤيد صبحية ضياء يوزباشي (محاسبة) فكرة الزواج المبكر بقولها: "كلما كبر الشاب والفتاة عاشا تجارب أكثر ووجدا خيارات مختلفة، وعندها تكثر طلباتهما ويرتفع سقف توقعاتهما بشأن مواصفات زوج أو زوجة المستقبل، لذا فإنّ الزواج المبكر هو الأفضل لكليهما". تضيف صبحية ميزة أخرى تراها في الزواج المبكر بقولها: "الزواج المبكر يجنب الفتيات مخاوف الوقوع في براثن العنوسة، ونحن نعلم أن معدلات العنوسة في ازدياد، ويعود ذلك في معظم الحالات إلى أنّ الفتاة تريد زوجاً "مُفصلاً" وعلى حسب مزاجها". لتأكيد وجهة نظرها، تستشهد صبحية بتجربة إحدى معارفها، فتقول: "ابنة جيراننا تقدم لخطبتها شبان كثيرون، لكنها دأبت على انتقاد كلّ من يتقدم لها، حتى كبرت وتجاوزت سن الزواج وتوقف الخطاب عن طرق بابها". تختم صبحية بأن "مثل هذا الأمر غير وارد الحدث في مجتمعات أخرى، ففي الضفة الغربية على سبيل المثال نجد أن نسبة العنوسة فيها 0%، وذلك بسبب تشجيع الناس هناك فكرة الزواج المبكر".

 

مواصلة التعليم:

رداً على الذين يفضلون إرجاء مشروع الزواج إلى حين انتهاء البنت من دراستها الجامعية، تخوفاً من أنّ الزواج المبكر ربما يصبح عائقاً يحول دون إكمال الزوجة لتعليمها الجامعي، يقول ناصر الجنيبي (متقاعد): "لا يختلف اثنان على أهمية التعليم، وأنّه غدا بمثابة حق للمرأة كما هو حق للرجل. وعندما يتعلق الأمر بمواصلة التعليم فلا أتصور أنّ الزوج يمكن أن يعارض أو يعترض على قيام زوجته بمواصلة تعليمها، بل على العكس من المفترض أن يصبح الزوج ظهراً وسنداً لزوجته، يشجعها ويدعمها لمواصلة تعليمها". ولا يكتفي ناصر بذلك بل يحكي تجربته الشخصية في هذا المجال، فيقول: "كانت زوجتي قد أنهت دراستها الثانوية حين تزوجتها، ولكنني لم أجعل من الزواج عائقاً يقف أمامها، بل شجعتها وساعدتها على مواصلة تعليمها وهي بين الحمل والإنجاب، ولم يمنعها ذلك من السعي نحو تحقيق هدفها، لذا لا أعتقد أنّ الزواج يمكن أن يصبح مانعاً يحول دون إكمال المرأة تعليمها الجامعي، شرط أن يتفهم زوجها ذلك، ويساندها حتى تتمكن من الحصول على شهادتها".

 

مسؤولية مبكرة:

على الجهة الأخرى، ثمّة فريق يتحفظ على فكرة الزواج في سن مبكرة، ومن المنتسبين إلى هذا الفريق ناهد محمَّد (ربة بيت)، تقول: "إن بنات اليوم غير بنات الأمس، فالبنت اليوم أقل قدرة على تحمل مسؤولية كبيرة مثل مسؤولية زوج وأولاد، وهي ربما تعجز عن الوفاء بتلك المسؤولية، الأمر الذي يضعها تحت ضغط نفسي ومجتمعي شديد نظراً إلى صغر سنها ومحدودية خبرتها في تجارب الحياة، وجميعها أمور تؤثر سلباً في استقرار الأسرة ونجاح الحياة الزوجية". نقطة أخرى تضيفها ناهد تفسر من خلالها عزوف عدد غير قليل من بنات هذا الجيل عن الزواج في سن مبكرة" أن ظروف العصر اليوم أثرت كثيراً في أسلوب تفكير بناتنا، فبدلاً من أن تفكر البنت في تكوين أسرة وإنجاب أطفال، أصبحت تفكر في مستقبلها العلمي والعملي وتعطيه الأولوية".

 

خبرة ومسؤولية:

من وجهة نظر مقاربة، تربط بين حداثة السن ومحدودية الخبرة، يقول بطي خلفان (مدرس جغرافيا): "يحتاج الشاب قبل إقدامه على خطوة الزواج وتكوين أسرة، يحتاج إلى اكتساب قدر مناسب من خبرات الحياة والتعايش مع كثير من الأمور الحياتية حتى يصبح قادراً على التعامل مع المسؤوليات والمواقف التي سوف يتعرض لها مستقبلاً"، ويرى خلفان أن: "عدم توافر تلك المهارات والخبرات، سواء لدى الشاب أم الفتاة، يجعل من التبكير بالزواج خطوة متسرعة، ربما تجعلهما يواجهان صعوبات ومتاعب كان يمكن تجنبها في حالة إرجاء مشروع الزواج بعض الوقت".

 

قصة حب:

عدم الاستقرار العاطفي المرتبط بحداثة السن يبدو سبباً وجيهاً لتفضيل إرجاء خطوة الزواج إلى حين وصول العروسين إلى مرحلة النضج والاستقرار العاطفي. من وجهة نظر الدكتورة آمال شاكر (طبيبة أورام) وتضيف د. شاكر موضحة: "في بعض الأحيان يجمع الزواج المبكر زوجين ربطت بينهما قصة حب منذ صغرهما، ولكن في ضوء المُشاهد على أرض الواقع فإنّه يمكن القول إنّ الأغلبية العظمى من تلك الزيجات تفشل بعد فترة بسيطة من الزواج، لأنّ الإدراك العاطفي عند كليهما لم يكن قد وصل إلى درجة معقولة من النضج، ولأن كلاً منهما لم ينل فرصته كاملة لدراسة الآخر، وبالتالي يسهل توقع مشاعر الإحباط والانزعاج التي تلازمهما، والتي تؤثر بدورها في احتمالات استقرار واستمرار الزواج".

 

العلم والوظيفة:

وفي عودة إلى نقطة تقديم المشاريع العلمية والعملية على مشروع الزواج، يعلن ناصر المنصوري (متقاعد)، أنّه من أنصار عدم التبكير في الزواج، حيث يقول: "أعتقد أن سلبيات الزواج المبكر تفوق إيجابياته، خصوصاً في ما يتعلق بأن الزواج المبكر يمثل عائقاً يحول بين الشاب والفتاة وتحقيق أهدافهما العلمية والوظيفية قبل الدخول إلى عش الزوجية"، ويوضح المنصوري "أنّ الوفاء بمسؤوليات الزواج والأسرة يكون غالباً على حساب الطموح الدراسي والمهني"، لافتاً إلى أنّ "النجاح الدراسي والمهني هو الأساس الذي يقوم عليه الاستقرار الأسري". ويضيف قائلاً: "أنا مع أن يسعى الشاب إلى إنهاء دراسته الجامعية على الأقل، وكذلك الفتاة، ويشقا طريقهما في ميدان العمل، ليبدآ بعد ذلك في التخطيط للزواج كهدف لاحق".

 

مزايا عديدة:

"هناك أسباب وعوامل كثيرة تقودنا إما إلى تفضيل الزواج المبكر أو عدم تفضيله، فللوضع الأسري دور، وللحالة الفيزيولوجية والسيكولوجية والفكرية كذلك دور، وفي الغالب نؤيد الزواج المبكر لما له من فوائد نفسية ومستقبلية لكلا الزوجين" هذا ما يقوله الموجه الأسري وخبير التنمية البشرية والتدريب الدكتور عبداللطيف العزعزي، لافتاً إلى أنّ "للزواج المبكر الكثير من الإيجابيات منها: أنّه صون للفتاة، خاصة في زماننا هذا، وعندما نقول صوناً لا نعني به، كما يعتقد بعض الناس ويروج له، أننا نتهم الفتاة في سلوكها وأخلاقها، وإنما نسعى إلى عمل ما يحفظها ويحفظ لها كيانها وقيمتها ومستقبلها". ويتابع د. العزعزي مضيفاً: "أن تقارب السن بين الآباء والأبناء له طعم خاص، وسعادة ومتعة لا يشعر بها إلا من يعيشها، فكم من الأُمّهات يقفن وبجانبهنّ بناتهنّ وكأنهنّ أخواتهنّ، بل وجدت بعضهنّ لا يصرحن أمام الناس بأن تلك الفتاة التي معها هي ابنتها، بل ويتعاملن كالأخوات أو الصديقات". ويؤكد أن من مزايا الزواج المبكر وبالتالي الإنجاب المبكر أنّ التخاطب والحوار بين الآباء والأبناء يكون أكثر سلاسة بفضل التقارب الفكري والشعوري، كما أنّه يعطي سعة بعد ذلك للآباء للاستمتاع بالحياة بعد كبر الأبناء وهم في حالة جسدية وصحية جيدة، ويضيف مؤكداً: "إنّ هذا الأمر ليس فلسفة فكرية، بل واقع لمسناه من كثير من الأُمّهات، وهذا ما رأيته في مركزي عندما كنت أقدم استشارة لسيدتين وكنت أعتقد أنهما صديقتان، فإذا بهما أم وابنتها".

 

.. وسلبيات أيضاً:

قد يتخذ بعض أولياء الأمور موقفاً سلبياً تجاه الزواج المبكر، وفي هذا الشأن يبين د. عبداللطيف العزعزي "أن هناك حالات لا يمكن اعتبار أنّ الزواج المبكر يمثل فيها الخيار الأمثل، ومن تلك الحالات: عدم نضج الفتاة المقبلة على الزواج بما يؤهلها لتحمل مسؤوليات الزواج وتكوين أسرة، أو عدم تحصل الفتاة على خبرة مكتسبة كافية من الأُم لسبب أو آخر مثل وفاة الأُم، أو أن تكون الفتاة لديها انطباع سلبي عن الزواج بسبب نشأتها في أجواء أسرية مشحونة بالخلافات بين والديها". ويحذر د. العزعزي "من تبعات الزواج المبكر في مثل هذه الحالات وأنها قد تنعكس سلباً على طريقة تعامل الزوجة مع الزوج والأبناء".

ومن واقع خبرته العملية يستحضر د. العزعزي نماذج عدة تؤكد رأيه، فيقول: "هناك حالات عدة تتردد على المركز لسيدات يعانين جراء الزواج المبكر وهن غير راضيات عن حياتهنّ الزوجية بسبب كثرة المشاكل والخلافات الناجمة عن محدودية خبرتهنّ في التعاطي مع مسؤوليات الزواج، إحداهنّ سيدة قالت "تزوجت في سن 18 سنة وقالت الشيء نفسه". ويعقب د. عبداللطيف العزعزي لافتاً إلى أنّ "نجاح بعض الحالات"، ويقول: "نحن لا ننكر وجود حالات نجح فيها الزواج المبكر على الرغم من عدم إلمام الفتاة بمسؤوليات الحياة الزوجية، ولكن لا يصح تعميم ذلك نظراً إلى وجود اختلافات فردية بين الفتيات والشباب في ما يتعلق بدرجة النضج الفكري والنفسي والقدرة على تحمل مسؤوليات الزواج ومهارة إدارة المشكلات والخلافات الزوجية". نقطة أخرى يحتسبها د. عبداللطيف العزعزي في غير مصلحة التبكير بالزواج: إذ يكشف أنّه في كثير من الحالات نجد أن هناك تعارضاً قوياً بين التبكير بالزواج وفرص الفتاة في إكمال دراستها الجامعية، وفي حالة كانت قد أقدمت على الزواج وهي تأمل متابعة دراستها، إلا أن ظروفها حالت دون ذلك، فهي ربما تصاب بإحباط شديد قد ينعكس على علاقتها بزوجها".

 

ظروف وأجواء:

يعد مصطلح الزواج المبكر بالنسبة إلى المختصين كلمة ليس لها مدلول ثابت، إذ يقول رئيس المجلس الاستشاري الأسري الدكتور خليفة محمد المحرزي: "إنّ المقصود بالزواج المبكر لدى الطرفين يختلف من مجتمع إلى آخر، فبعضهم يرى أن سن الخامسة عشرة مناسبة للزواج، بينما عند البعض الآخر يعتبر زواجاً مبكراً، وكذلك سن العشرين عند البعض مبكرة، لكنها عند الفريق الآخر تعتبر مشارف العنوسة وهكذا، لكننا لو رجعنا إلى منهجية الدين الإسلامي لوجدنا أنّ الزواج المبكر مرتبط بالبلوغ فمتى بلغ الشاب أو الفتاة كانا مهيأين للزواج، والحديث خير برهان لقوله (ص): "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج"، وهذا جدير بأن يتبنى فكرته علماء الاجتماع والنفس". ويتابع د. المحرزي موضحاً: "ولكن تبقى الظروف المحيطة بالشاب أو الفتاة هي العامل المؤثر، هل هي مواتية للزواج أم لا؟ فمتى توافرت الأجواء المناسبة التي تدعم قيام الحياة الزوجية، وتساعد على بنائها بشكل إيجابي، كانت فرص النجاح كبيرة، وأما إذا كان أحد الطرفين يرى غير ذلك، فإنّ العلاقة تكون أقرب إلى الفشل منها إلى النجاح".

 

إيجابيات وسلبيات:

أمّا الجوانب الإيجابية للزواج المبكر، فتنحصر في نقاط عدة يذكرها د. خليفة المحرزي في أنّ "الزواج المبكر عفة للطرفين ويعمل على ردم الهوة بين جيل الآباء وجيل الأبناء، كما يضمن الزواج المبكر الفرصة لأن يعتاد كلا الزوجين طباع الآخر ويتأقلما معاً بسهولة، إضافةً إلى أنّ الزواج المبكر يعمل على تعويد الزوجين على تحمل المسؤولية في سن مبكرة وعدم الاعتماد على الآخرين". وعلى الجانب الآخر لا يخلو الزواج المبكر من سلبيات، يوضحها د. خليفة المحرزي في النقاط التالية: "تتمثل سلبيات الزواج في سن مبكرة في الصعوبات التي تكتنف هذا النوع من الزيجات بسبب عدم نضج الزوجين، وعدم قدرتهما على تسيير حياتهما الزوجية كما ينبغي، كما يُلاحظ أيضاً سهولة طلب الطلاق وإيقاعه لأسباب تُعد بسيطة وتافهة، ويعود ذلك إلى عدم قدرة الطرفين على استيعاب الأمور والتعامل مع الخلافات اليومية العادية بشكل عقلاني بسبب عدم اكتمال النضج العقلي وتحكم العاطفة في تصرفات الزوجين". ويتابع د. خليفة المحرزي حديثه عن سلبيات الزواج المبكر، سواء على المستوى النفسي أم الاجتماعي، مشيراً إلى نتائج كشف عنها دراسة حديثة أعدها "المركز القومي للبحوث الاجتماعية"، وجاء فيها "أنّ الفتيات اللواتي تزوجن مبكراً، لم يستطعن التكيف عاطفياً مع أزواجهنّ في السنوات الأولى للزواج". ويتابع د. المحرزي قائلاً: " أشارت بعض الفتيات إلى أن زواجهنّ كان أشبه بالشراكة الوظيفية، أكثر من كونه شراكة عاطفية. فضلاً عن ذلك، فإن زواجهن في سن مبكرة حرمهنّ من تعلم مهارات الحياة بشكل عام، سواء في مجال العناية بالأسرة والزوج والأطفال، أم بالتعامل مع محيطهنّ الاجتماعي، حيث تشير إحصاءات الطلاق إلى أن نسبة الطلاق تكون أعلى بين فئة الزواج بسبب جهل الزوجة بمسؤوليات ومتطلبات الزواج، ومنهنّ من طلّقت بعد يومين وأخرى طلّقت بعد أربعين يوماً، وثالثة بعد 6 أشهر، وللأسف كانت حاملاً".

وفي ما يتعلق في رأيه الشخصي يقول د. المحرزي: "على الرغم من أنني من أنصار التبكير في الزواج، وأحث على ذلك، ولكنني أرى أنّه ينبغي عدم التفكير إلا بعد أن يكون الزوجان قد أتما الدراسة الجامعية على الأقل".►

ارسال التعليق

Top