أنا بشكركم جدا على كل النصائح دي وأنا بجد بستفيد منها أوي بس أنا عندي سؤال وياريت تجاوبونى عليه, أنا بحب القراءة ومع ذلك مش مثقفة ليه مش عارفة أو مش عارفة نوع الكتب اللي أبدأ بقراتها حتى أكون مثقفة؟ ياريت تخصصوا جزء عن هذا الموضوع لأني بجد حاسة اني متلخطبة مش عارفة أقرأ ايه.
الأخت الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيِّبة وبعد..
الثقافة المطلوبة هي التي تساعد الإنسان على أن يعيش حياته بتوفيق وسعادة، سواء كانت حياته الدنيا أم حياته الخالدة الأخرى.
وبناءً على ذلك، يمكن تصنيف الثقافة مجازياً إلى صنفين وإن كان كلّ منها يؤثِّر في الآخر ويتداخل معه:
- الأوّل: الثقافة الدينية، وهي ثقافة حياة دنيا وآخرة... ولكن حياة عزّ وطهر وشرف ونقاء.
قال تعالى: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (البقرة/ 201)، والمصدر الأساس والنبع الصافي لهذه الثقافة: كتاب الله تعالى، القرآن الكريم، المحفوظ، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، قال تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) (الإسراء/ 9).
ولأنّنا قد لا نفهم اللغة العربية ومصطلحاتها حقّ الفهم وابتعدنا عن عصر نزول القرآن ولا نعرف أسباب نزول الآيات، وبالتالي: قد لا ندرك كل معاني الآيات، فلابدّ من الإستعانة بتفسير، ولو مختصر وميسر لفهم معاني الآيات والتدبُّر فيها، وهذا النوع من التفاسير متوفر بطبعات مختلفة.
ثانياً: يأتي بعد القرآن، الحديث الشريف، كمصدر يفسِّر القرآن ويبيِّن أحكامه ويعرف بمفاهيمه، وبالتالي فإنّ الحديث لابدّ أن يكون موافقاً للقرآن، ولابدّ من تجنب الأحاديث التي لا تنسجم معها، وما دخل من السنّة من الأحاديث الضعيفة أو الموضوعة.
وقد كتب العلماء، والباحثون، الكثير من الكتب والبحوث الإسلامية التي تعرِّف الإسلام ومنهجه في مناحي الحياة، في ضوء القرآن والسنّة، وهي مفيدة، خصوصاً ما كان منها يخص بيان الأحكام الشرعية التي يجب الإلتزام بها، أو ما يعرف الأخلاق الإسلامية التي ينبغي التحلي بها.
ولكن يجب تجنب الكتب التي تدعو إلى التطرّف والتشدّد وتكفير المسلمين والدعوة إلى الإرهاب، لأنّ الإسلام دين الوسطية والإعتدال ودين اليسر والتسامح. قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) (البقرة/ 143).
وقال تعالى: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) (البقرة/ 185).
وقال تعالى: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) (البقرة/ 256).
وقال الرسول الكريم (ص): "المسلم مَنْ سلم المسلمون من لسانه ويده".
ويحتاج الإنسان إلى أن يطّلع على الثقافة المعاصرة خصوصاً ما ينفع منها في تيسير أمور الحياة وتقدّمها، فإنّ الله تعالى قد وهب للإنسان العقل ودعاه إلى اعمال الفكر والتدبُّر في كل ما حوله من الطبيعة والتاريخ وأحوال الأُمم والشعوب، وانتقاء الأحسن من الأقوال والآراء، قال تعالى: (فَبَشِّرْ عِبَادِي * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ) (الزّمر/ 16-17).
ولكن ينبغي أن نعرف بأنّ عمر الإنسان محدود وأوقات فراغه قليلة فلا يصرف وقته في ما لا ينفعه من الكتب، كما ينبغي أن يعرف الإنسان بأنّ ما يقرأه يؤثِّر في عقله وقلبه فيتجنّب ما يجده ضارّاً وزائفاً وفاسداً من الكتب والمقالات.
ومن الله التوفيق.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق
تعليقات
ميزان
إن من أهم الأسباب للقيام بأي عمل، والإلتزام به؛ هو وجود الدافع، والرغبة.. وكذلك هو حال القراءة، فوجود الدافع والرغبة الذاتية، تؤدي إلى الإقبال على القراءة، والمداومة عليها. إن هناك مواضيع وعناوين، نحن بأمس الحاجة إليها، وتمثل دافعا قويا للقراءة.. منها على سبيل المثال: - تطوير النفس للإرتقاء بالإيمان والسمو إلى اليقين والإطمئنان. - الأساليب الصحيحة لتربية أبناء أحرار وواثقين. - اكتساب مهارات التعامل الأخلاقية، بما يجعلنا نستحق الإنتماء لصاحب الخلق العظيم، الحبيب محمد (ص)، وأتباعا جديرين لآل البيت(ع). - التعرف على تفسير السور القصار، وهو أمر يسير، وله فوائد نورانية.. فنحن نقرأها في الصلوات اليومية، ولا نعرف تفسيرها. - محاولة فهم ما يدبر من فتن ومكائد دولية، لإحكام السيطرة على بلادنا وثرواتنا. - معرفة أسرار الكون والمجرات والمسافات الكونية الشاسعة، والبعد الزمني اللامتناهي.. ومقارنة ذلك بوجودنا، ومدة حياتنا على الأرض. - زيادة الوعي، والثقافة الصحية (العقل السليم، في الجسم السليم). - و مواضيع أخرى كثيرة ومتنوعة، بل يكفي حب الاستطلاع دافعا قويا للقراءة. وهنا أود أن أنصح وبقوة، ومن واقع تجربة شخصية: بقراءة نهج البلاغة لأمير المؤمنين (ع)، فإن من يداوم على قراءته، ويصطبر في البداية على فهم معاني الكلمات الواردة فيه.. فإنه سيلاحظ وبعد مدة، فيض الفوائد المباشرة من الحكم البالغة، والمعاني السامية، والفوائد غير المباشرة مثل: توسيع مدارك التفكير، وفهم البديهيات المنطقية للأمور الحياتية، وتحسين وارتقاء مستوى ونوعية المنطق والكلام، وغزارة توارد الأفكار وتسلسلها.