• ٢١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

مساعدة أولادكم في فروضهم المنزلية

مساعدة أولادكم في فروضهم المنزلية

ربّما كنتم تظنون أنّ الفرض المنزلي هو واجب طفلكم، وأنّه عليكم أن لا تتدخلوا فيه. وهذا خطأ.

بمساعدة صغيرة منكم، يمكن أن تجعلوا الفرض المنزلي تجربةً جيدة لطفلكم، تقوّي قدرته على التعلّم والاستيعاب في الصف، وتدعم مهاراته التنظيمية على المدى البعيد.

 

لماذا يعتبر الفرض المنزلي مهمّاً؟

الفرض المنزلي هو من أوّل الطرق التي يطوّر الطفل من خلالها حسّه بالمسؤولية نحو عمله الخاصّ. فهو يتعلّم كيف يقرأ، وكيف يستغل وقته لفروض طويلة الأمد مثل التقارير العلمية، وكيف يتقن عمله. وهذه المهارات أساسية لنجاح الطفل في المدرسة وفي العمل مستقبلاً.

كما يمكنك مساعدة طفلك في الفروض المنزلية، بالإشراف على عاداته الدراسية وتطوّره العام، واكتشاف المشاكل قبل تفاقمها.

 

ما هو دورك؟

يجب أن تتعاون مع معلمي طفلك لتحسين عاداته الدراسية وتطويرها، أن تشجّع طفلك عند قيامه بجهد، أو عندما يصمّم على القيام بعمل ما، وأن تمدحه عندما ينال نتائج جيِّدة فهذه تمثل مفاتيح لدفعه إلى النجاح.

يجب أن يكون الفرض المنزلي ممتعاً في الصفوف الأولى، إضافة إلى فائدته التعليميّة، ويجب أن يكون سهلاً. وبحسب دراسة أقامها "المعهد الأميركي للتربية"، يجب أن لا يتجاوز الوقت المطلوب لإنجازه العشرين دقيقة، للتلاميذ في الصفوف من الأوّل حتى الثالث. أمّا تلاميذ الصفوف الرابع حتى السادس، فيجب أن يمضوا بين العشرين والأربعين دقيقة كلّ يوم في حلّ فروضهم.

إذا كان طفلك يمضي الكثير من الوقت، أو أقلّ من الوقت اللازم لإنجاز فروضه، إجلس معه في أثناء دروسه، وراقب عاداته الدراسية. أهو غير قادر على درس مادة معيّنة أو أن انتباهه ينصرف عن عمله بسهولة؟ هل يفهم التعليمات، أو يرى الفرض أصعب ممّا هو فعلاً؟ هل يلهيه التلفاز عن درسه؟ أو الاتصالات الهاتفية؟ أو الحديث مع أفراد العائلة الآخرين؟ إذا كان طفلك يعمل بدون توقف، في أثناء الوقت المخصّص لدرسه، ولكن العمل يأخذ منه أكثر من ساعة لإتمامه، إتّصل بالمعلّمة أو أعطها ملاحظة عن هذا الموضوع.

يمكن للمعلّمين في الكثير من الأحيان أن يوضّحوا الأهداف من الدروس ومن الفروض، أو أن يراجعوا المبادئ التي يعلّمونها في الصف، ليجعلوا الفروض أكثر سهولة، ويتأكّدوا أن طفلك يستوعب ما يتعلّمه.

 

التنظيم:

مع أنّ الامر يمكن أن يكون صعباً، إلّا أنّه من المهم أن تعلّم ابنك تخصيص وقتٍ معيّن للدرس ضمن نشاطاته الأخرى. ومن الممكن أن يكون مفيداً وضع روزنامة يحدد عليها الوقت المخصص للدرس كلّ يوم. فعندما يتعلّم الطفل أنّ الفرض المنزلي هو أولويّة، سيتعرف أهميّة القراءة والتعلّم والدرس.

أما بالنسبة إلى مكان الدراسة فهو مرتبط بعمر ابنك أو ابنتك. وعلى كلّ الأحوال يجب أن يكون مكان العمل مضاء بشكل جيِّد وفيه أقلام وأوراق ومساطر وكتب وأدوات أخرى. مع ملاحظة أنّ الأطفال الصغار يحبّون عادةً العمل في المطبخ أو غرفة الطعام، ويريحهم وجود أحد والديهم أو أحد أفراد العائلة بقربهم لتشجيعهم ومساعدتهم.

 

مساعدة طفلك:

أصبح المكان جاهزاً، والأدوات كذلك، والوقت اللازم للعمل، وبدأ طفلك يدرس وأنت جالس إلى جانبه، ولكنك تجيب عن كلّ الأسئلة. والأطفال المعتادون على أن يساعدهم الكبار لا يفاجئهم تدخّل أهلهم في فروضهم. تذكّر أنّ أوّل الأهداف من وراء الفرض المنزلي هو تقوية الحس بالمسؤولية. هنا دورك تشجيعي وحسب. حمّس طفلك على أن يفكّر ويقيّم، ويجيب عن الأسئلة بنفسه.

مع أنّه من المناسب أن تساعد ابنك على فهم التعليمات، إلّا أنّه ينبغي عليك بعد ذلك أن تجعله يعمل وحده. من المهم ألّا تحلّ الفروض بنفسك، لأنّ ذلك يقلّل من شعور ابنك بالإنجاز، ويمكن أن يقلّل من نسبة ما يتعلّمه.

يجب أن يتركّز مديحك على الجهد الذي يقوم به، وليس على ما إذا كانت الإجابات صحيحة أم لا.

إحدى طرق المساعدة هي أن تلقي نظرةً على فرض ابنك المنزلي، قبل أن يبدأ بالعمل، وهكذا إذا صادفته أي مشكلة في إيجاد الإجابة، يمكنك أن تلمّح له إلى طريقة العمل، ثمّ تدعه يجد الإجابة بنفسه. وهذا الأسلوب يمكن أن يساعد على بناء ثقة ابنك بنفسه، ليستطيع العمل بمفرده. وعليك أن تمدحه عندما ينهي واجبه.

وعندما ينتهي من القيام بفروضه، راجعها قبل أن يسلّمها للمعلم، فهذا الأمر يعطيك فكرة عن قدرات ابنك، ويجعلك على اطِّلاع على ما يتعلّمه في المدرسة، وإذا وجدت أخطاء لا تنتقده، فإذا لاحظت أنّه يبذل جهداً كبيراً لإتمام فروضه عليك، في هذه الحالة، مناقشة الأمر مع المعلّمة، لتعرف ماهيّة المشاكل التي يواجهها، وتجد لها الحلول في وقت مبكّر.

جرّب أن توسّع مفاهيم بعض الدروس بتطبيقها على حالات قريبة يمكن أن يدركها ابنك بسهولة.

إسأل ابنك مثلاً: "ماذا يمكننا أن نفعل لتخفيف نسبة التلوّث في حيّنا؟ هذا النوع من الحوار يزيد من التواصل بينك وبين طفلك، ويشجّعه على أن يفكِّر بأبعد مما هو بيّن للوهلة الأولى".

 

متى تطلب المساعدة؟

لا تدخل في جدال مع طفلك حول موضوع فروضه، فإذا كان يتذمّر طيلة الوقت حول مدى صعوبتها، أو إذا لاحظت أنّه يعاني من مشاكل متكررة مع دروسه، يمكن أن يدلّ هذا الأمر على خللٍ في قدرته على التعلم، ومشاكل أخرى مثل عسر القراءة والفهم أو مشاكل أخرى.

فإذا كان الأمر كذلك، استشر معلّمه، أو المشرف عليه في المدرسة، أو طبيبة، وعندما تحدّد المشكلة، يمكن أن يساعده المعلّم، أو تطلب مساعدة متخصصة بتقويم النطق.

أحياناً، يحتاج الطفل إلى تطوير عادات دراسية أفضل، كأن يكون أكثر تحديداً في إجاباته، أو أن ينظّم المعلومات في دفاتره، وهذه العادات مهمّة للصغار وللتلاميذ الأكبر سناً.

هناك حلّ لبعض مشاكل طفلك الدراسية وهو أن يدرس مع طفل آخر في صفّه، وهكذا يمكن أن تتأكد من ماهيّة الفروض المطلوبة منهما، وتقارب عملهما، وهذه العملية ناجحة وبخاصة للأطفال في الصفوف الإبتدائية من الرابع إلى السادس.

واطلب من معلّم ابنك أن يطلعك على نتائج مسابقاته، ولكن لا تقيّم تطوّره من خلال علاماته، فقط فإنّ التقييم الأفضل لتطوّره الطفل يأتي من اجتماعات الأهل مع المعلّمين، والتي تعرف من خلالها مدى انتباه ابنك في الصف، وكيفية مشاركته.

وتذكّر أنّ الهدف الأساسي من المدرسة الابتدائية هو وضع الأسس، فهذه العلامات ليست كثيرة الأهمية فيما بعد، كالمرحلة الجامعية مثلاً. فالمهم هو، أن تطور لدى طفلك مهارات تعليميّة وتنظيميّة، وأن يفهم ماذا يتعلّم ولماذا يتعلّمه.

 

المصدر: مجلة الملف التريوي

ارسال التعليق

Top