• ١٨ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ٩ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

مشكلة تفجر المعلومات

د. عبد الأمير الفيصل

مشكلة تفجر المعلومات
◄يشير مصطلح "تفجير المعلومات" Information Explosion إلى اتساع المجال التي تعمل فيه المعلومات ليشمل كافة مجالات النشاط الإنساني بحيث تحوّل إنتاج المعلومات إلى "صناعة" أصبح لها سوق كبير لا يختلف كثيراً عن أسواق البترول أو الذهب، وقد يزيد ما ينفق على إنتاج المعلومات على المستوى الدولي عما ينفق على الكثير من السلع الإستراتيجية المعروفة في العالم.

وتتخذ مشكلة "تفجر المعلومات" مظاهر عديدة أهمها:

 

النموّ الهائل في حجم الإنتاج الفكري:

هناك من يرى أنّ معدل النموّ السنوي للإنتاج الفكري وصل إلى (12.5%)، ومعنى هذا أنّ حجم المعلومات يتضاعف كلّ ثماني سنوات!

وتبيّن الإحصائيات أنّ الإنتاج السنوي من المعلومات مقدر بعدد الوثائق المنشورة يصل إلى حوالي (13-14) مليون وثيقة.

ولقد بلغ رصيد الدوريات على المستوى الدولي ما يقرب من مليون دورية، يضاف إليها كلّ عام ما يقرب من (15) ألف دورية جديدة، وليست الزيادة قاصرة على إعداد الدوريات فحسب، وأما هناك أيضاً زيادة في عدد المقالات والدراسات المنشورة في الدوريات، فلقد أكّدت الإحصائيات صدور ألفي (2000) مقالة علمية في الكيمياء، و(3500) مقالة في الطب، وما يزيد عن (10000) مقالة في العلوم الاجتماعية شهرياً.

ولم يقتصر هذا التطور على الدوريات والمقالات والدراسات، انطلاقاً من أنّ وسائل الطباعة قد أتاحت الفرصة للباحثين في نشر أفكارهم وتوزيعها سواء عبر الكتب التي بلغ الإنتاج السنوي منها حوالي (600) ألف عنوان، أي (1650) كتاباً في الساعة.

أو عبر براءات الاختراع حيث يشير أحد المختصين في ميدان قياس الإنتاج بأنّ هنالك أكثر من (20000) براءة اختراع تودع سنوياً، وإنّه تم طبع أكثر من (100) مليون عنوان منذ اختراع الطباعة، منها (90) مليون ما بين سنة 1900 و1970.

وهناك جملة من الأسباب أدت إلى هذه الزيادة الهائلة في حجم ما ينشر من معلومات، أوّلها الزيادة العددية الهائلة فيمن تصدر عنهم المعلومات، فقد تزايد عدد المشتغلين بالبحث العلمي زيادة هائلة وصلت إلى حوالي (30-35) مليون شخص.

ومن الأسباب الأخرى: نموّ العلوم والتخصص المتزايد في الموضوعات وزيادة الإنفاق على البحث والتطوير، فقد تضاعفت النفقات التي خصصتها الدول الغربية الصناعية الرئيسية للأبحاث والتطوير من (100) مليار مارك ألماني إلى (180) مليار مارك بين عامي 1971-1978.

وبلغ إجمالي الإنفاق الفيدرالي في مجال المعلومات المتعلقة ببحوث التطوير في مجال الزراعة والتعليم والداخلية والعلوم حوالي (15) مليار دولار سنوياً.

كما ساعدت التطورات التكنولوجية على الزيادة في الإنتاج الفكري، فقد كان لتطوير أساليب الطباعة والاستنساخ والتصوير أثره الواضح، كما كان لاستخدام الحاسبات الآلية في اختزان المعلومات واسترجاعها واستعمال وسائل الاتصال المختلفة السلكية واللاسلكية أكبر الأثر في سهولة وسرعة نقل المعارف البشرية وتداولها في جميع أقطار العالم.

 

تشتت الإنتاج الفكري:

كان للتخصص الزائد في الموضوعات العلمية أثره الواضح في بزوغ فروع جديدة أخذت أصولها من أفرع مختلفة، ومن الأمثلة على ذلك الهندسة الطبية، والكيمياء الحيوية، وهناك ملاحظة أخرى مؤداها أنّ الباحثين يميلون إلى دراسة موضعات ضيقة غاية الضيق، والنتيجة هي أنّه كلّما إزداد الباحثون تخصصاً، وكبر حجم الإنتاج الفكري المنشور، قلت فاعلية الدوريات التي تعمل على تغطية قطاعات عريضة أو مجالات واسعة، وبالتالي يكون من الصعب على الباحث متابعة كلّ هذا الإنتاج الفكري والإلمام به من مصادره الأولية، بل إنّه من الصعب على وسائل الضبط البيلوجرافي متابعة هذا الإنتاج وتقديمه للباحث رغم أنّ هذا يساعده كثيراً. ►

 

المصدر: كتاب دراسات في الإعلام الإلكتروني

ارسال التعليق

Top