• ٢٦ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ٢٤ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

معاملة الأبناء.. فن

معاملة الأبناء.. فن

اترك لطفلك بعض الحرية:

إنّ أسوأ شيء في دورنا ومدارسنا- كما قال أحد المربين- المراقبة المتصلة التي تضايق الطفل وتثقل عليه، فاترك له شيئاً من الحرية، واجتهد في إقناعه بأن هذه الحرية ستسلب إذا أساء استعمالها.

إن الطفل يشعر بدافع قوي للمحاربة من أجل حريته، فهو يحارب من أجل أن يتركه الأب يستخدم أغراضه بالطريقة التي يهواها، ويحارب من أجل ألا يستسلم لا رتداء الجوارب بالأسلوب الصحيح.

وباختصار: لا تجعل أكتاف الطفل ملعباً تلهو به بكرة القلق الزائد.

 

أوامر حازمة.. لكن بحكمة:

ينبغي أن تكون الأوامر حازمة، وأن تتضمَّن اللهجة أيضاً استعداد الأب والأم لمساعدة الطفل، فإذا كان الطفل قد فرش ارض الغرفة بلُعبه الكثيرة فيمكن للأم أن تقول له: هيا نجمع اللعب معاً.. وهنا تبدأ الأم في جميع لعب الطفل، وسيبدأ الطفل فوراً في مساعدة الأم.

 وكثيراً ما نجد الطفل يتلكأ، بل قد يبكي ويصرخ عندما تطلب منه الأم بلهجة التهديد أن يذهب ليغسل يديه أو أن يدخل الحمام؛ فكلما زاد على الطفل الإلحاح شعر بالرغبة في العناد، وعدم الرغبة في القيام بما نطلب منه من أعمال.

وبعض الآباء يتفاخرون بأن أبناءهم لا يعصون لهم أمراً، ولا يفعلون شيئاً لم يؤمروا به!.. والبعض الآخر يتعاملون مع أطفالهم وكأنهم ممتلكات خاصة لا كيان لهم.. وآخرون يكلِّفون أبناءهم فوق طاقتهم، ويحمِّلونهم من المسؤوليات ما لا يطيقون.. في كلّ هذه الحالات بعد عن الأسلوب الحكيم في التربية.

 

قللوا من التوبيخ:

انتبهوا أيها الآباء والأمهات إلى ضرورة التقليل من التوبيخ الأوتوماتيكي وغير الضروري؛ فالطفل ليس آلة نديرها حسبما نشاء.. إن له إبداعه الخاص في إدارة أموره الخاصة، فلماذا نحرمه من لذة الإبداع.. وكثيراً ما يُواجه الطفل بالعديد من الأسئلة والأوامر: "لماذا تضحك هكذا؟ لماذا تمشي هكذا؟ انطق الكلمات نطقاً سليماً.. لا تلعب بشعرك.. اذهب ونظف أسنانك".

وكلّ ذلك قد ينعكس في نفس الطفل فيولِّد حالة من عدم الاطمئنان، أو فقدان الثقة بالنفس.. وكثيراً ما ينال الطفل الأول الحظ الأوفر من الرقابة الصارمة من قبل الأبوين، ثم ما يلبث الأبوان أن يشعرا بأنهما قد تعلما الكثير من طفلهم الأول، فيشعران أنهما بحاجة لإعطاء وليدهما الثاني بعض الحرية، فيتصرفان مع الطفل الثاني بمزيد من الثقة خلافاً للطفل الأول.

 وعلى الأم أن تنمِّي عادة الحوار الهادى مع طفلها، فتطرح عليه بعض الأسئلة لترى كيف يجيب عليها، وتعوِّده على عدم رفع الصوت أثناء الحديث، وعدم مقاطعة المتحدثين، وهكذا..

تسأله مثلاً: "ماذا تفعل لو رأيت أخاك يضربه رفاقه؟ زماذا تفعل لو رأيت طفلاً مجروحاً في الطريق؟".

فالأطفال الذين لا يكلّمهم آباؤهم إلا نادراً ينشؤون أقل ثقة بالنفس من الذين يعوِّدهم آباؤهم على الكلام والحوار الهادئ.

 

المصدر: كتاب سهرة عائلية في رياض الجنة لـ(حسان شمسي باشا)

ارسال التعليق

Top