يمكن تعريف الحوار على أنّه فن الكلام والحوار، وهو شكل من أشكال الاتصال والتفاهم، وطريقة للعلم والمعرفة، ومنهج للتوعية والثقافة في الحوار بين شخصين أو أكثر، لا يكون الهدف مجرد نقاش أو تبادل للآراء، بل هو وسيلة للتواصل والثقة والتفاهم والتحدي والنمو والتنمية.
يمكن تعريف الحوار على أنّه نشاط عقلي لفظي يقدم فيه المحاورون أدلة وحجج توضح وجهة نظرهم مشكلة أو توضيح لمشكلة ما، إنّه نقاش تجريه الأطراف في الحوار بطريقة متوازنة ومتوازنة وحرة، من خلال تبادل الأفكار والآراء بين المتحاورين، بهدف التعاون في معرفة الحقيقة.
الحوار ضروري لتلبية حاجة الإنسان للتكامل والتواصل مع البيئة. وفي القرآن الكريم يوجد الكثير من النماذج التي تبين لنا ما هو الحوار، وبأنّه يكون بين عدة أطراف، كالحوار الذي حدث بين الله والملائكة في موضوع خلْق الله لأدم، كما جاء في سورة البقرة: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) (البقرة/ 30).
وكذلك الحوار بين الله وإبراهيم (عليه السلام): (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (البقرة/ 260).
وكذلك حوار الله وموسى (عليه السلام): (وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ) (الأعراف/ 143).
أنواع الحوار وتقسيماته
يتم تقسيم الحوار إلى نوعيين رئيسسين وهما:
النوع الأول للحوار
هو الحوار مع الآخر، وهو بين شخصين أو أكثر حول قضية من أجل الوصول إلى الحقيقة، ومراعاة أخلاقيات الحوار المختلفة، وبطريقة علمية دون الحاجة للوصول إلى النتيجة فوراً، يتميز هذا الشكل من أشكال الحوار بتكرار استخدام الجمل من الإعجاب والإلهام والجمل التي تحتوي على النظام والطلب.
الحوار مع الآخر قد يكون سلبياً أو إيجابياً، إذا كان الحوار يأخذ مساراً عدائياً، فهو سلبي عديم الفائدة ما عدا الخلاف والعناد إذا كان الحوار هو إيصال رسالة، أو الوصول إلى حقيقة واقعة، والأطراف ملتزمة باحترام وواقعية وقبول الآخر، فإنّه حوار إيجابي يعزز الأمة.
النوع الثاني للحوار
هو الحوار مع الذات. على هذا المستوى، سيتفاعل الشخص مع نفسه روحياً أو داخلياً، سراً، دون أن يشارك الآخرون الأفكار التي تدور داخله هو أشبه شخص يتحدث إلى شخص آخر، وهنا صوت داخلي يمثل الشخص نفسه هذا الحوار مهم للإنسان، إنّه يقلل من الاضطراب، ويولد الانسجام والتوافق مع الشخص مع نفسه.
فائدة الحوار للمجتمع
يحقق الحوار العديد من الأشياء، بما في ذلك:
- المساهمة في وجود مجتمعات جيدة للحوار الذي يخلقه للناس، والقدرة على التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم في بيئة آمنة.
- بناء المجتمعات من خلال الحوار الفعال، يتشارك أعضاء المجتمع الأفكار والمعلومات، ويبنونها ويعيدون بناءها، ويساهمون في تنمية المجتمع والأفراد.
- الحوار هو وسيلة فعالة للتواصل مع أفراد الأسرة.
- عندما يكون الآباء محاورين جيدين مع أطفالهم، لديهم الفرصة للتعلم عن الجوانب الإيجابية والسلبية لأنفسهم وأطفالهم.
- لا يمكن تحقيق العدالة إلّا بالاستماع إلى الأفراد، والاستماع إليهم ومناقشة أي قضية أو مشكلة يتشاركون فيها.
- إن غياب الحوار الفعال يعني واقعاً ناقصاً وعدالة مشوهة.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق