• ٢٠ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١١ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

من سيرة الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)

عمار كاظم

من سيرة الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)

الجانب الروحي: إن الإعداد الأصيل، الذي توفر للإمام الحسن السبط عليه السلام قد وفر لكيانه الروحي سموا شاهقا، فكان تقربه إلى الله وانشداده إليه سبحانه أمرا يهز القلوب ويخشع له الوجدان. وهذه إضمامة من هذه المظاهر التي تكشف هذا الجانب من شخصيته. فعن الإمام الصادق عليه السلام قال: «إن الحسن بن علي عليهما السلام كان أعبد الناس في زمانه، وأزهدهم وأفضلهم». وورد في روضة الواعظين: إن الحسن عليه السلام كان إذا توضأ ارتعدت مفاصله وإصفر لونه، فقيل له في ذلك، فقال: «حق على كل من وقف بين يدي رب العرش، أن يصفر لونه وترتعد مفاصله». وعن الإمام الصادق عليه السلام: «إن الحسن بن علي عليهما السلام حج خمسا وعشرين حجة ماشيا، وقاسم الله تعالى ماله مرتين، وقيل ثلاث مرات»

- الجانب الخلقي: وهنا نعرض نماذج من أخلاق الإمام الحسن عليه السلام وأسلوب تعامله مع الناس، لكي تكون مثلا يحتذى ومنهجا يقتدى. تواضعه عليه السلام: - روت كتب السيرة أنه عليه السلام مر على جماعة من الفقراء، قد وضعوا على وجه الأرض كسيرات من الخبز، كانوا قد إلتقطوها من الطريق، وهم يأكلون منها، فدعوه لمشاركتهم في أكلها، فأجاب دعوتهم قائلا: (إن الله لا يحب المتكبرين) . ولما فرغ من مشاركتهم، دعاهم لضيافته، فأغدق عليهم المال وأطعمهم وكساهم. - روي عنه أنه عليه السلام مر على صبية يتناولون طعاما، فدعوه لمشاركتهم فأجاب الدعوة، ثم دعاهم إلى داره وأجزل لهم العطاء. - ورد أنه كان جالسا في مكان، وعندما عزم على الانصراف، دخل المكان فقير، فحياه الإمام السبط عليه السلام ولاطفه، ثم قال: «إنك جلست على حين قيام منا، أفتأذن لي بالإنصراف؟». فأجاب الرجل: نعم يا ابن رسول الله. والحديث يكشف عن حسن المعاشرة بالإضافة إلى التواضع.

- إحسانه لمن أساء إليه: «روي أنه وجد شاة قد كسرت رجلها، فقال لغلام له: (من فعل هذا؟). قال الغلام: أنا قال الإمام: (لم ذلك؟). قال الغلام لأجلب لك الهم والغم. فتبسم عليه السلام وقال له: (لأسرك). فأعتقه وأجزل له في العطاء.

- سخاؤه عليه السلام: لعل أبرز صفات الإمام السبط وأكثرها جلاء من بين أخلاقه السامية؛ السخاء، فهدف المال لديه أن يكسو به عريانا، أو يغيث به ملهوفا، أو يفي به دين غارم، أو يرد به جوع جائع. وقد قيل له مرة: لأي شيء لا نراك ترد سائلا؟ قال عليه السلام: «إني لله سائل، وفيه راغب، وأنا أستحي أن أكون سائلا، وأرد سائلا، وإن الله عودني عادة، أن يفيض علي، وعودته أن أفيض نعمه على الناس، فأخشى إن قطعت العادة أن يمنعني العادة».

ارسال التعليق

Top