• ٢٢ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٢٠ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

موجز أحكام الصوم

موجز أحكام الصوم
لا يستطيع الإنسان مهما أوتي من علم أن يلم بالأسباب الحقيقية لأحكام الله عزّ وجلّ، وبالرغم من كثرة المنافع التي تدر على الإنسان من تطبيق لنهج الله في الأرض، فالإنسان لا يستطيع أن يعلل أن هذه العبادة فرضت لهذه المنفعة وحسب. والصيام كغيره من العبادات تفنن البعض في إيجاد الأسباب المبررة له (لم فرض الله الصيام...؟)، فقال بعضهم أنّه لأجل الصحة وقال آخرون أنّه من أجل الاحساس بالآخرين، وربطه فريق ثالث بتزكية روح الإنسان وإنماء قدرته في السيطرة على شهواته وغرائزه. ومع أن كل ذلك صحيح ومثبوت بالأحاديث والآيات إلا أنّ الحكمة الجوهرية من الصيام لا يعلمها إلا الله سبحانه، فقد تكون مجتمعة في هذه الحكم وقد تكون لشيء آخر لم تستطع عقولنا بعد إدراكه. والصيام أحد فروع الدين الإسلامي وهو واجب على كل عاقل بالغ ولابدّ لصحته من تحقق الإسلام والنية والخلو من الحيض والنفاس. والصيام يعني الامساك عن المفطرات من طلوع الفجر حتى غروب الشمس وقد اتفق علماء المذاهب على المفطرات التالية: ·                الأكل والشرب وان كان قليلاً كأكل المتبقي بين الأسنان أو كان من غير المعتاد كأكل التراب أو شرب البنزين. ·                الجماع.. في القبل أو في الدبر زنا كان أم لواط. ·                الاستمناء... ولو قصر اخراج المني بأي وسيلة كانت. ·                تعمد التقيؤ. كمن أكل شيئاً مضراً به في الليل وتعمد تقيؤه في النهار، أو كان مريضاً فلجأ إلى التقيؤ عامداً كي لا يشتد به مرضه. ·                الاحتقان بالمائع في الدبر. ·                إيصال الغبار الغليظ إلى الحلق، والحق به الفقهاء الدخان. هذه المفطرات يمنع عنها الصائم في نهار الصوم فقط.   - الصوم المحرم: هناك من الصوم ما هو محرم كمثل صوم العيدين وصوم المرأة تطوعاً بدون إذن زوجها. أما صيام أيام التشريق وهي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة فقد نقل عن الفقهاء القول بتحريم صومها للحاج ونقل عن آخرين تحريم صومها للحاج وغيره.   - الصوم المستحب: لما للصوم من دور فعال في تزكية النفس والارتقاء بها عن عالم الشهوات نحو عالم القيم فقد أكدت عليه الشريعة الإسلامية في أيام أخر غير شهر رمضان واعتبرت صيام هذه الأيام مستحباً. وجاءت الأحاديث تبين فضل صيام التطوع "عليك بالصوم فإن جنة من النار وإن استطعت أن يأتيك الموت وبطنك جائع فافعل" وفي الحديث أيضاً: "من صام يوماً تطوعاً ابتغاء ثواب الله وجبت له المغفرة" وفيه أيضاً "لكل شيء زكاة وزكاة الأبدان الصيام"، كما نقل عن رسول الله (ص) أنه كان يصوم حتى يقال ما يفطر ويفطر حتى يقال ما يصوم ثمّ غير ذلك فأخذ يصوم يوماً ويفطر يوماً – صيام داوود (ع) ثمّ عدل عن ذلك فاخذ يصوم 3 أيام من كل شهر ثمّ ترك ذلك وأخذ يصوم يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع وقبضه الله إليه وهو على هذا الصيام. الصيام مستحب في جميع أيام السنة ماعدا الأيام التي نهي عن الصيام فيها لكن يتأكد الاستحباب في بعض الأيام منها صيام ثلاثة أيام من كل شهر والأفضل أن تكون الأيام البيض وهي (الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر) من الشهر القمري، ومنها يوم عرفه – يوم التاسع من ذي الحجة – ومنها صيام رجب وشعبان وكل يومي اثنين وخميس.   - زكاة الفطرة: بعد أن يكون الصائم قد زكى نفسه "طهرها" بالصيام بتدريبها طوال هذا الشهر الكريم على اجتناب الشهوات وتنظيم الغرائز، يكمل هذا التدريب بتزكية أمواله. وقد فرض الإسلام لذلك زكاة الفطر حتى يربى في الفرد المسلم روح المشاركة مع الآخرين وحتى يعلمه بأنّ العبادة ليست فقط شعوراً بالآخرين وبما يقاسونه وإنما هي ترجمة هذا الشعور إلى عمل يساعدهم ويرفع عنهم ما يعانونه من فاقه، قال رسول الله (ص): "ان من تمام الصوم اعطاء الزكاة – يعني الفطرة – كما أنّ الصلاة على النبي وآله من تمام الصلاة".   - كفارة رمضان: كفارة الافطار في رمضان على نوعين وهي: أ- كفارة مَن أفطر متعمداً في رمضان عن غير علة أو سفر (بدون سبب شرعي) وكفارة الافطار هي عنق رقبة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين فإن لم يستطع فاطعام ستين مسكيناً والأحاديث شددت كثيراً على عدم التهاون في الصيام فجاء في الحديث أن من أفطر عمداً في شهر رمضان لم يكفه صوم الدهر كله. ب- كفارة الشيخ والشيخة الذين لا يطيقون الصيام أو المرضعة والحامل التي تخاف من تضررها أو تضرر جنينها أو طفلها. والكفارة عبارة عن مد من الطعام ما مقداره ثلاثة أرباع الكيلوغرام. ويزداد على المرضعة والحامل قضاء ذلك اليوم. وعندما يخرج الصائم – كما جاء في الأحاديث – من ذنوبه ويكون خالياً منها كيوم ولدته أمه بخروجه من هذا الشهر الكريم. ويكون له هذا الشهر المبارك بداية عهد جديد ومسيرة موفقة بإذن الله إلى حياة أكثر إشراقاً وتوجهاً نحو الخير والصلاح.   * العمل المضاعف: قال رسول الله (ص): مَن صلّى ركعتين في رمضان يحسب له ذاك بسبعمائة ألف ركعة في غير رمضان، فإنّ العمل يضاعف في شهر رمضان. فقيل يا رسول الله: كم يضاعف؟! قال: اخبرني جبريل (ع) قال: تضاعف الحسنات بألف ألف، كل حسنة منها أفضل من جبل أُحد، وهو قوله تعالى: (وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ) (البقرة/ 261). قال سيدنا علي (ع): مَن صلى ليلة النصف من شهر رمضان مائة ركعة، في كل ركعة قال هو الله أحد عشر مرات، أهبط الله عزّ وجلّ إليه من الملائكة عشرة يدرؤون عنه أعداءه من الجن والأنس، وأهبط الله إليه عند موته ثلاثين ملكاً يؤمنون من النار.

ارسال التعليق

Top