وهذه ميزة لشهر رمضان على سائر الشهور، فقد جعل الله له من الحُرُمات الكاملة التي توحي بقداسته في ما يلتزمه الناس من حدود الله فيه، ومن الفضائل المشهورة في ما جعل له من الخصائص الروحيّة والعمليّة، مما يوحي فيه بالخير والفضل الكبير على مستوى النتائج الكبيرة التي يبلغها العاملون فيه في علوّ الدرجه عند الله...
وهكذا حرّم الله فيه المآكل والمشارب واللذّات التي لم يحرّمها في غيره، كإيحاء بعظمته من خلال ما يستهدفه هذا التحريم من غايات عظيمة على مستوى مصير الإنسان في الدنيا والآخرة، وكمظهر من مظاهر الإكرام له في ما أراد الله للناس أن يتعبّدوا له بذلك، ليكون الالتزام بترك المطاعم والمشارب عبادةً يتقرّبون بها إليه، كما يتقرّبون بالعبادة إليه، وحدّد له وقتاً معيّناً، لا يتسع للتقديم وللتأخير في المساحات الزمنية الأخرى، لأنّ الله أراد للزمن العمليّ أن يخضع للنظام العام الذي يريده الله للحياة في التزام الناس به وخضوعهم له، حتى يتعرّف الناس في علامات الزمن، علامات الطريق إلى الله...
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق