• ١٩ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٠ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

نزيف الأنف.. مرض الصيف والشباب

نزيف الأنف.. مرض الصيف والشباب

معرفة الأسباب تجعل تجنبه ممكناً..

يشكو الكثير من الناس ظاهرة نزيف الأنف حيث تبدأ الدماء بالنزول من الأنف من دون أية مقدمات، ليس هذا فقط بل إنّ النزيف عادة ما يحدث من دون ألم سواء قبل النزيف أو في أثنائه أو بعده.

تشير التقارير الطبية إلى أنّ الشباب هم أكثر عرضة لنزيف الأنف وأنّ الشباب من الذكور أكثر عرضة له من الأناث، في حين أنّه من النادر أن يتعرض الأطفال أو كبار السن لهذه الظاهرة المرضية.

ويعد الجزء الأمامي الداخلي من الأنف هو الجزء المعرض للنزيف، وذلك لعدة أسباب أهمها أنّ هذه المنطقة تحتوي على أغشية رقيقة جدّاً من السهل خدشها وبالتالي نزول الدم منها.

إضافة إلى ذلك أنّ هذه المنطقة هي أكثر مناطق الأنف تأثراً بالعوامل الجوية، فعندما يدخل الهواء البارد على سبيل المثال إلى الأنف يؤدي ذلك إلى تقلص الأوعية الدموية الرقيقة الموجودة في تلك المنطقة، وعندما تتقلص الأوعية الدموية تصبح غير قادرة على استيعاب الدم المتدفق إليها، ولأنّ الهواء البارد تكون كثافته كبيرة، فإن عملية التنفس المستمرة للشخص تؤدي إلى زيادة الحالة سوءاً ويستمر نزول الدم من دون توقف حتى يتم وضع قطعة من القماش داخل الأنف فتبدأ بالضغط على الأوعية الدموية وإغلاقها.

كما أنّ جفاف الهواء وحرارته العالية في فصل الصيف يؤديان إلى جعل الطبقة الأمامية الداخلية للأنف جافة، فيصبح انسياب الدم فيها صعباً، كما أنّ الجفاف يحدث تشققات في جدران الأوعية الدموية لذا ما يكاد الشخص يلمسها أو يحاول إخراج المادة المخاطية عن طريق ضغط الهواء إلى الخارج حتى يتدفق الدم منذراً ببداية المشكلة التي تسبب للمريض الكثير من العناء.

يحدث نزول الدم من الأنف لأسباب أخرى منها أنّ الشخص يكون مصاباً بالزكام الشديد، أو بعيب خلقي في عظمة الأنف أو بسبب الحساسية المفرطة. ومهما تكن الأسباب فإنّه من الضروري معالجة هذه الظاهرة التي قد تتفاقم ويكون لها عواقب غير جيدة، خاصة إذا كانت أسبابها وجود عيب خلقي في عظمة الأنف، حيث إنّه من الضروري إجراء عملية جراحية يتم من خلالها إصلاح هذا العيب. وعند نزول الدم من الأنف على الشخص محاولة تقليل نسبة الدم الراجع إلى الخلف، والذي يمكن أن ينزل في الحلق، فوجود الدم في الحلق يسبب الكثير من المشكلات خاصة في عملية التنفس.

 

العلاج بالكي:

تشير مجلة Prospect of Seience Energy إلى أنّه على الشخص المصاب بنزيف في أنفه أن يذهب مباشرة إلى الطبيب المختص لتحديد الأسباب التي تقف وراء النزيف وعلاجها. وهنا يلجأ الكثير من الأطباء إلى "كي" الأوعية الدموية للمصاب عن طريق إدخال أنبوب كهربائي دقيق إلى الأنف "وكي" الطبقة الأمامية الداخلية للأنف.

وعلى رغم أنّ هذا العلاج يؤدي إلى توقف النزيف لعدة أيام أو أسابيع فإنّ النزيف يعود من جديد عند تعرض الشخص لأيّة ظروف غير عادية، فعندما يشعر الإنسان بغضب شديد أو انفعال فإن نسبة الـAdrenaline ترفع في الدم فيزيد تدفق الدم إلى منطقة الرأس ومنها الأنف، وعندما لا تستطيع شعيرات الدم استيعاب الدم المتدفق إليها تنفجر فيحدث النزيف.

 

النزيف الخلفي:

معظم الأشخاص المصابين بالنزيف تكون المشكلة لديهم في الجزء الأمامي من الأنف، ولكن هناك نسبة قليلة من الأشخاص يعانون نزيفاً في الجزء الخلفي من الأنف وهذه مشكلة حقيقية، حيث إنّ 95% من الدم ينزل مباشرة في الحلق، وليس من فتحتي الأنف كما هو معتاد؛ لذا فإنّ هذه المشكلة يجب علاجها من دون تأخير.

وتصبح المشكلة أكثر تعقيداً إذا حدث النزيف والشخص نائم حيث يؤدي ذلك إلى ابتلاعه للدم من دون أن يدري ونزول الدم في الحلق عادة ما يسبب جفافاً فيه، وإذا كانت كمية الدم كبيرة فإنها تصبح خطيرة حيث يشعر  الشخص بالألم وعدم قدرته على أخذ الشهيق والزفير.

وفي حالات كثيرة فإن كمية الدم التي تدخل إلى الحلق يدخل جزء منها إلى المعدة فالأمعاء والجزء الآخر يجف فيصبح جهاز التنفس شبه عاطل عن العمل، حيث تفقده المادة المخاطية لزوجتها ويصبح الجهاز التنفسي متيبساً وليست فيه أيّة مرونة.

 

حالات النزيف المتقطع:

هناك أشخاص يصابون بحالات النزيف المتقطع، فإذا كانت كمية الدم قليلة وعلى أسابيع أو أشهر متباعدة فلا خطورة في ذلك، ويمكن للشخص أن يتجنب نزيف الأنف من خلال تجنب الهواء الجاف (الساخن أو البارد) وذلك بترطيب جدار الأنف الداخلي بالفازلين أو أي ملين آخر.

-         أيضاً تجنب وضع أي شيء مدبب في الأنف وعدم استخراج المادة المخاطية عن طريق ضغط الهواء بعنف.

-         الخضوع لفحص الدم لمعرفة نسبة التخثر في الدم.

-         عدم استنشاق مواد مثيرة تؤدي إلى العطس المتكرر.

-         التوقف عن التدخين لأنّ الدخان يؤدي إلى جفاف الأنف وقتل المادة المخاطية التي هي مهمة جدّاً لسلامة الأنف.

-         تجنب أيّة عوامل تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.

-         في حال كانت عظمة الأنف غير مستقيمة فيجب إجراء عملية لتصحيحها.

ارسال التعليق

Top