• ١٩ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٠ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

نصفك الآخر.. ما الذي تحبه فيه وما الذي تكرهه؟

تحقيق: عصام القدسي

نصفك الآخر.. ما الذي تحبه فيه وما الذي تكرهه؟
◄الحياة الزوجية شراكة بين الرجل والمرأة يجب أنّ يراعي فيها الإثنان، مبادئها في أن يحفظ كل للآخر حقوقه فلا يظلمه ولا يتجاوز على كيانه كإنسان، بدافع الأنانية والتسلط ولا يصادر حقه في ممارسة حياة عادية ولا يحرمه حق التمتع بالسعادة والبهجة كما أن عليه أن يتنازل عن بعض ممارساتها التي إعتادها قبل الزواج وباتت تشكل تهديداً لكيانه الزوجي، والسعي لإكتساب عادات وممارسات جديدة تدخل الراحة والسرور إلى نفس شريك العمر. ومما يدهش في العلاقة بين الزوج والزوجة إن أموراً غاية في البساطة تكون أحياناً سبباً لمحبة الظرف الآخر كأن تكون كلمة يرددها كثيراً أو إيماءة أو تصرف لا يلحظه الآخرون أو صفات معينة تمثل الشيء الكثير للمقابل، وتدفعه إلى التعلق به والعكس هو الصحيح فكلمات بسيطة أو ردود فعل يقوم بها إحدهما تجاه الآخر قد تكون الدافع إلى كرهه والنفور منه. وهنا نلتقي ببعض المتزوجين ونتوجّه لهم بالسؤال التالي ما الذي تحبه في نصفك الآخر وما الذي تكرهه؟   -        أحب طيبته وأكره عناده: تقول آمال راضي 40 عاماً "أحب بزوجي إبتسامته وإيماءاته وعفويته حين يتحدث كما أحب وسامته فقدر من الوسامة ضروري للرجل، كما أحب فيه فحولته التي لا تكل ولا تمل، وطيبة نفسه وتفاعله مع الآخرين فهو محبوب من الجميع وحريص على بيته. أما ما أكرهه فيه فساعات غضبه وعناده الذي لا يستند أحياناً إلى شيء ولكن لمجرد العناد حتى إعتدته وصرت لا أخالفه حتى يتراجع عنه من تلقاء نفسه".   -        زوجتي تقرأ أفكاري: نجم سعد 60 عاماً يكشف ما يحبه في زوجته قائلاً "إنها تفهمني لدرجة أنها تشعر بما أحس به وتعرف ما أريده وتلبيه قبل أن أطلبه وتحس بضيقي وبشعوري بالسعادة أو الحزن وتدرك ما أحبه وأكرهه وإذا ما واجهتني مشكلة في العمل حالما أدخل البيت تكتشف ذلك وإذا ما كنت عطشاناً تسقيني أو جائعا تسرع لإعداد الطعام وتقرأ رغبتي بالفراش في عيوني فتلبيها دون تأخير حتى ظننت في بداية زواجي منها إنها تقرأ أفكاري والأمر الآخر الذي أحبه فيها إنها لا تكبر فهي دائماً متألقة وجميلة تهتم بنفسها غاية الإهتمام وهذا ما لا نراه لدى كثير من النساء فمعظمهنّ يهملن أنفسهنّ بحجة الإنشغال بالأولاد والبيت فكيف إذا تجاوزت سنّ الأربعين أو الخمسين. لذا فأنا كنت ومازلت حتى هذه السن متيما بها، احرص على أن ألبي جميع رغباتها وأحقق لها وافر السعادة ولا أظن شيئاً سيتغير بعلاقتنا هذه برغم بلوغنا هذه المرحلة المتأخرة من العمر. أما في يضايقني فيها – ولست أكرهه – هو مبالغتها بالإهتمام في وتفضيلها لي على أولادها وكل شيء. ففي بعض الأحيان يحب المرء أن يكون حراً بعيداً عن الوصاية والإهتمام".   -        تؤلمني طيبته الزائدة! أما سعاد ناصر 41 عاماً فقالت "تزوجنا عن حب، أحببت فيه طيبته وعزة نفسه وخصاله الحميدة حتى رأيت فيه ملاكاً. قيل لي إنّه سيتغير بعد الزواج ولابدّ أن تغيرين رأيك فيه. ولكنني والحمد لله كنت أكتشف كل يوم خصلة حميدة لم أعرفها فيه من قبل، أما ما أكرهه فيه فلا شيء يدعوني إلى كرهه سوى إنني أتألم أحياناً لطيبته الزائدة عن اللزوم خاصة حين يستغلها الآخرون ويعدونها ضعفاً وعلى سبيل المثال إن بعض الأهل يستدين منه مبلغا من المال ولا يرده، ولما أحث زوجي على المطالبة بالمبلغ يجد ألف عذر لهذا القريب كأن يقول لي (خطية ظروفه صعبة وما عنده) أو يقول (إعتبر المبلغ هبة مني له وما يضيع عند الله) والأمثلة كثيرة على طبيعته الزائدة التي لا تنفع مع بعض الأشخاص".   -        مدبرة من الطراز الفريد: بينما جاسم محمد 28 عاماً قال "زوجتي موظفة وأعدها صنفاً من النساء نادر الوجود حسب رأيي فهي دقيقة في تدبير أمور حياتنا وهي لا تحسب حساب يومنا بل تتعدى حساباتها إلى المستقبل، وتدخر وتصرف بالمعقول ولا تشتري ما لا يلزمنا فهي ليست ككثير من النساء اللواتي يقتنين كل ما تقع عليه عينها وتعد العدة لنشتري بيتاً وهذا ما يعجبني فيها. أما ما أكرهه فيها فهي غيرتها غير المعقولة التي تصل أحياناً إلى الشك، فهي تغار إذا ما إمتدحت جمال ممثلة تظهر في التلفزيون وقد تحول البيت إلى جحيم إذا ما سلمت على جارة لنا أو رأتني احدث قريبة لي زارتنا".  

-        أحب فيه تفهمه: وهناك أشياء كثيرة تحبها سلوى ناصر 35 عاماً في زوجها، حيث تقول إن بعضها أشياء غاية في البساطة منها انّه كثير التبسم يلقى الآخرين بوجه طلق ويتحدث بروية ويتفهم الأمور ونادراً ما أراه منفعلاً أو متجهماً ودائماً يجد تبريراً لأخطاء الآخرين ولا يهول المشاكل التي تصادفنا. ويواجه أعقدها بالصمت ويردد (إصبر على البلية.. تزول) وبالفعل هذا ما يحصل فدوام الحال من المحال وهذه الصفات التي لديه تشعرني بالأمان مهما كانت الظروف قاسية. أما ما أكرهه فيه فلا شيء ولكنني أتضايق من مساعدة ونجدة كل من يطلب منه المساعدة وفي أي وقت حتى إنّه أحياناً يمضي اليوم بكامله عند فلان من الأهل أو الأصدقاء يعمل لساعات طويلة وحين يحتاج إلى المساعدة لا يجد من يساعده لذا أتمنى أن يكف عن هذه الخصلة أو يحد منها ولا يضيع وقته وجهده بمساعدة من لا يستحق.   -        تراعيني في الفراش! أفكار جميل 54 عاماً زوجتي ربة بيت من الدرجة الأولى يهمها النظافة والترتيب ولكن ما أعشقه فيها إنها تراعيني في فراش الزوجية فهي كلما طلبت منها بل لمحت لها أجدها مستعدة ولها أساليبها الرائعة في الإقبال على هذه العملية وإيصالي إلى النشوة خاصة إنني تجاوزت الخمسين وأتعرض لضغوط العمل والتعب وأعاني بعض الأمراض كالضغط والسكر وآلام المفاصل وغيرها، وهذا الشيء وحده يكفي لأن أحبها وأتعلّق بها، فأنا أسمع من زملائي معاناتهم من جفاء زوجاتهم وعدم الإستجابة لهم خاصة وهم في مثل سني متذرعات بذرائع شتى. وأما ما أكرهها فلا أظن بعد هذه النعمة التي كرمتني بها ما يدعوني إلى كرهها أو التضايق منها حتى إذا كان هناك ما يدعو إلى ذلك وصدق الشاعر حين قال وعين الرضا عن كل عيب كليلة/ ولكن عين السخط تبدي المساويا.   -        طول المعاشرة تصهر الطباع: جميلة صبار 55 سنة مدرسة قالت إن كثيراً من الأزواج لا يستطيعون تعيين ما يحبونه في شريك حياتهم ولا ما يكرهونه فيه بل يغضون الطرف، لأن طول المعاشرة تنسيهم مثل هذه الأمور ولكل منا سواء الزواج أو الزوجة، عيوبه وله محاسنه ولكن بمرور السنين يكف المرء عن تتبع عيوب وهفوات الآخر ويعتاد حسناته ولا تبح عيوبه أمراً ذا أهمية، إلا إذا كانت فعلاً تهدد حياة الزوجية كأن يكون الزوج مدمناً على الخمر يقصر على أولاده ليشرب ويثير المشاكل ويحول حياة زوجته وأسرته إلى جحيم أو شخصاً كاذباً كثير الكذب في كلامه ووعوده يجعل الآخرين لا يثقون به أو إنّه كثير المشاجات والمشاكل ويحتال ويستدين ولا يرد دينه فترى بابه تطرق كل ساعة أو انّه لا يعير أدنى إهتمام أسرته وكذلك الزوجة إذا ما كانت سيئة الأخلاق والسمعة ولا تقر في بيتها، أو أنها لا تهتم بنظافة بيتها وتربية أولادها عندها تشكل تهديداً حقيقياً يؤدي إلى إنهيار ودمار الأسرة. وعدا ذلك فكما قلت هناك الكثير من الأزواج والزوجات ذابت هذه الإعتبارات وإنصهرت بمرور الوقت وإرتضى الواحد بايجابيات وسلبيات الآخر.   -        السعادة مطلب غير عسير: همام اشرف 61 سنة وهو باحث تربوي يقول "من خلال تجربتي الحياتية وجدت أن بإمكان المرء أن يخلق لنفسه السعادة بأبسط الأمور والحياة الزوجية تمثل الجزء الأكبر من حياتنا لذا يجب أن نوفر لها كل الظروف الطيبة لنجاحها ولتكون هانئة سعيدة ومن أبسط قواعدها هي الحوار البناء والإحترام المتبادل وتفهم الآخر والصبر عليه كي يتغير ويبدل عاداته السيئة بعادات حسنة وبمدح الصفات الحسنة لدى الآخر بين حين وآخر وأما التشنج والعصبية والمكابرة والعناد والتحدي والعبث والإستهتار بقدسية الزواج وبحقوق الزوجة أو الزوج وكرامته، والتكاسل والإتكال في أداء الواجب والغض عن الحقوق وغيرها من الأمور السلبية، فإنها تحكم على هذه العلاقة السامية بالفشل الذريع. هناك من يمتاز بالطيبة والكرم والوعي لكنه بالوقت نفسه يرتكب أخطاء بسيطة تكون هي السبب في تعاسته الزوجية مثل فورات الغضب لأتفه الأسباب أو البخل في أمور ضرورية واللامبالاة وعدم مراعاة مشاعر شريكه.►

ارسال التعليق

Top