عصام فضل الله
◄يقول الباحث التربوي "بياجيه" إنّ نموّ الذكاء عند الطفل يتمحور حول أربع مراحل من عمره.
المرحلة الأولى: من لحظة الولادة إلى نهاية السنة الثانية وفيها يتعلّم كيف يتحكّم بحركات جسده مستعيناً على ذلك بحواسه التي يبدأ بإستخدامها في هذ المرحلة دون كلل (النظر، السمع، اللمس) وغيرها لتعطيه المعلومات وليعرف عبرها وبمساعدتها ما يدور حوله فلو أمسكنا لعبة صغيرة وأحدثنا صوتاً ما فإنّه في هذه المرحلة يستوعب إلى أيّة جهة ينظر ليعرف مصدر صوت معيّن. وفي نهاية السنة الثانية ينتقل الولد كما يسمّيها (بياجيه) إلى مرحلة التطبيق العملي وتستمرّ حتى نهاية السنة السابعة، وفي هذه المرحلة يبدأ الولد بفهم العلاقة بين الشيء الذي أمامه وما يمثله هذا الشيء وإن كانت أحياناً تلتبس الأمور عنده إذ يرى أموراً متشابهة وغير قريبة من بعضها فلا يستطيع أن يميّز إن كانت هي ذاتها وتؤدّي نفس الدور أم مختلفة، وعلى سبيل المثال فوهة المطافئ المزروعة على الطرقات.
وفي هذه المرحلة التي تسمّى "مرحلة الحدس" نختبر فيها تطوّر الذكاء عند الولد بأن نبيّن له قدحين من العصير متشابهين وفي كلّ منها نفس الكمية ونسأله هل الكميّة الموجودة في الكوبين هي ذاتها فإذا كان جوابه بنعم تنتقل إلى مرحلة أخرى، فنفرغ العصير الموجود في أحد القدحين في آخر مختلف الحجم بالطول والعرض ونسأله.. هل الكمّية في القدحين هي ذاتها فيلتبس عليه الأمر وقد يجيب بلا. وفي تجربة أخرى إذا وضعنا حزاماً بشكل دائري وآخر له نفس الطول بشكل طولي يلتبس عليه الأمر أيضاً ويظنّ أنّ الحزام الموضوع بشكل طولي أكبر.
أمّا المرحلة الثالثة التي يصفها (بياجيه) بالعمليّة المحسوسة عند الولد وهي تكون بين سن السابعة والحادية عشرة، خلال هذه المرحلة يضع الولد في رأسه التصوّر لما يريد فعله لاحقاً ويبدأ فعلاً بحسن التمييز بين الأحجام وبين المقاسات وغير ذلك ممّا يقرّبه كثيراً من التفكير البالغين. وفي المرحلة الرابعة التي تبدأ في حوالي السنة الثانية عشرة. في هذه المرحلة يبدأ الولد بالتفكير بشكل مجرّد ويتعزّز عنده التفكير الإفتراضي.►
المصدر: كتاب (أبناؤنا من الطفولة المبكِّرة إلى سن الرشد)
ارسال التعليق