◄يتميز المجتمع النيجيري بكرم بالغ، إذ تتكاثر في مدن الشمال المسلم ظاهرة الأحياء الفقيرة، التي ينفق عليها الأثرياء طوال السنة، حتى أضحت تلك الأحياء تحمل أسماء المحسنين الذين ينفقون عليها.
لكن كرم الأثرياء هذا، يجد منافسة كبيرة في شهر رمضان المبارك، من قبل الفقراء وذوي الدخل المحدود، وشتى الشرائح في المجتمع النيجيري المسلم، الذي ما أن يدخل الشهر الكريم حتى يتنافس أفراده في فعل الخير، من تقديم الطعام واللباس وبذل المال للفقراء.
وتعد ظاهرة الإفطار في الشارع من سمات رمضان في نيجيريا، مثلها مثل عدد من البلدان الإفريقية التي تعيش هذه الظاهرة الفريدة. فبينما عرفت المجتمعات العربية بخيم الإفطار الرمضاني، أو إفطار المساجد، فإن مدينة مكتظة بالسكان مثل مدينة كانوا، وإن وجدت فيها هذه الظاهرة أيضا، فإن ظاهرة إفطار الشارع هي الأبرز في شهر رمضان.
وبدءا من أول يوم في الشهر الكريم، تبدأ السيدات في إعداد الإفطار من الشوربة الساخنة (كوكو)، وشتى المعجنات، والأشربة الباردة مثل شراب "كنو" المصنوع من الدخن وغيره، ليتم إعداد إفطار قدر الاستطاعة من قبل سيدات البيت، ليقدم أمام المنزل حيث سيجلس سيد المنزل أمام بيته بإفطاره لا يدع مارا وقت الإفطار إلا وأقسم عليه أن يجلس معه للإفطار.
وهكذا يجد المارة الذين لم يتمكنوا من العودة مبكراً إلى منازلهم، وغيرهم من الفقراء والمعوزين موائد الإفطار المنزلي منتشرة طوال الشارع من قبل الصائمين الذين يبحثون عمن يشاركهم إفطارا ينالون به أجرا.
تستمر هذه الظاهرة الفريدة طوال الشهر الكريم، الذي يجد فيه الفقراء تضامناً كبيراً من قبل المجتمع، ولا يكاد الشهر الكريم يمضي، حتى تأتي ظاهرة أخرى مماثلة تتسم في توزيع حلة العيد على الناس من قبل الأثرياء.
وهكذا فإن نيجيريا، وبالخصوص شمالها مثل مدن ولاية كانو، وبرنو تعد من أكثر الأماكن كرما وتضامنا ومواساة للفقراء في شهر الخير.►
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق