• ١٨ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١٦ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

التكنولوجيا ليست كلُّها شرّاً على الأطفال

التكنولوجيا ليست كلُّها شرّاً على الأطفال

في عالم تغزوه التكنولوجيا بسرعة فائقة، أصبح من المستحيل أن تجد طفلاً لا يستخدم الهواتف الذكية والكمبيوتر والآيباد، حيث لا يجد الطفل صعوبة في استخدام شاشات اللمس أو الضغط على الأزرار التي تحتويها تلك الأجهزة التكنولوجية الحديثة.

وبذلك أصبحت التكنولوجيا جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية لأي طفل، وهو ما يطرح عدة تساؤلات واختلاف الآراء حول إيجابيات وأضرار التكنولوجيا، وهل لها أخطار تهدد نشأة وحياة الطفل فيما بعد؟ 

ربما يعلم الكثير منا عن سلبيات وأضرار التكنولوجيا الحديثة على الأطفال، لكن ماذا عن الفوائد؟! فللتكنولوجيا فوائد كما لها أضرار، سنحاول ذكرها في هذا المقال:

أولاً: توفير تعليم إلكتروني للأطفال: 

فللتكنولوجيا دور لا يمكن إنكاره في تعليم الطفل وتنمية ذكائه. فمن خلال الأجهزة الحديثة مثل الآيباد والهواتف الذكية للأطفال يمكنهم التعلّم من خلال بعض التطبيقات الحديثة الخاصة بالهواتف الذكية مثل تطبيقات الكتب الإلكترونية الناطقة، بل يمكنهم تعلم لغات جديدة أيضاً عن طريق التطبيقات. هذا بالإضافة إلى أنّها تتيح للأطفال فرصة لقراءة الكتب بشكل سهل في أي مكان وأي وقت بدلاً من الذهاب إلى المكتبات في أوقات محددة. كان هذا واضحاً في فترة جائحة كورونا والحظر الذي عمَّ جميع البلدان، حيث اعتمدت مؤسسات كثيرة منها المؤسسة التعليمية، على التعلّم عن بعد عن طريق التعليم الإلكتروني.

ثانياً: تنمية المهارات الاجتماعية للطفل:

من خلال التكنولوجيا والأجهزة الحديثة يكتسب الطفل المهارات اللازمة لتنمية العلاقات الاجتماعية. فإذا استخدمت هذه الأجهزة بشكل صحيح يستطيع الطفل التواصل مع أصدقائه وأقاربه من خلال برامج التواصل مثل سكايب، ومع والديه خاصة حين يكون أحدهما خارج البلاد لظروف العمل أو الدراسة، وقتها ساهمت التكنولوجيا الحديثة في تقريب المسافات والحصول على بعض الدفء العائلي حتى لو كان عبر الشاشات.

ثالثاً: تحقيق الأهداف: 

الكثير من الألعاب والأنشطة التي يمكن ممارستها باستخدام اللابتوب أو التطبيقات على الهواتف الذكية تسهم في تعليم الطفل ضرورة إنجاز المهام من خلال قيامه بإنهاء مستوى في لعبة أو برنامج تعليمي حتى ينتقل للمستوى الآخر. ويمكن للأم الاستفادة من هذه المهارة بطلب سرعة إنهاء المهام من طفلها قبل تخطّيه الوقت اللازم، ووعده بالحصول على بعض الجوائز والهدايا في حال الانتهاء من واجباته ومذاكرته في الوقت المناسب.

رابعاً: تطوير مهارات الطفل: 

تساعد الأجهزة التكنولوجية الحديثة في تطوير مهارات الطفل بشكل ملحوظ، فهي تساعده في تنمية مواهبه أو دعمه بالمعلومات اللازمة والتوسع في القراءة بمجالات يهتم بها، والتي بكل تأكيد تقوم بتوسعة مداركه وإكسابه ثقافات ومعلومات في مجالات مختلفة، وتدفعه للقراءة والمزيد من البحث.

خامساً: تسهيل الحياة اليومية للأفراد وتيسيرها:

إذ يستطيع الفردُ إنجاز أعمالٍ كثيرةٍ في وقتٍ وجهدٍ قليلين وبسرعةٍ كبيرة، كما ارتبط كثيرٌ من أعمال الأفراد وتحرّكاتهم وتوّجهاتهم وتعاملاتهم المالية والحكومية وتعليمهم وأبحاثهم ومتابعاتهم للأخبار والأحداث والكثير من التّفاصيل بالتّكنولوجيا التي سهّلت عليهم القيام بها بطريقةٍ لم يكونوا ليفعلوها لو لم تكن التّكنولوجيا موجودةً لديهم.

أما عن سلبيات التكنولوجيا فسنذكر منها على سبيل المثال: 

أولاً: التوحد والانعزال: 

تدفع التكنولوجيا الطفل إلى التوحد والانعزال عن عائلته وأصدقائه وينطوي في عالم إلكتروني افتراضي، فتجد أنه يقضي ساعات أمام شاشة التلفاز أو الآيباد، إما لمشاهدة الأفلام أو ممارسة الألعاب حتى إن الطفل يفضّل قضاء أغلب وقته مع الأجهزة الإلكترونية بدلًا من قضاء وقته مع عائلته، وقد تجد أفراد العائلة الواحدة في نفس المنزل يتحدثون فيما بينهم عن طريق الشات أو الواتس، دون اللجوء إلى التحدث مباشرة بالوجه رغم قرب المسافة، مما أدى إلى تقليل التواصل الفعلي بين الأفراد وحل محله التواصل التكنولوجي.

ثانياً: الأضرار الصحية: 

إن قضاء الأطفال ساعات أمام شاشات التلفاز أو اللابتوب أو حتى الهواتف الذكية يعرض الطفل للأشعة المنبعثة منها مما يؤدي إلى ضعف النظر وتحسس العين، هذا بالإضافة إلى مشاكل صحية أخرى مثل السمنة لكثرة جلوس الأطفال، وتناولهم الأطعمة الكثيرة دون إدراك الكمية. ولا بد من الانتباه إلى هذه النقطة ومنع الأطفال من الطعام أمام الشاشات خاصة في حالة الأطفال من ذوي الوزن الزائد.

ثالثاً: الانفتاح غير المحدود من دون مراقبة:

من خلال الأجهزة التكنولوجية والإنترنت قد يتعرض الطفل لمحتوى غير لائق لعمره، فهو عالم مفتوح ليس له حدود أو شروط ومع سن الأطفال الصغيرة لا يدركون كيفية التمييز بين ما هو صحيح وخاطئ مما يؤثر بالطبع في سلوكياتهم، لذا لا بد من مراقبة الأطفال فيما يرونه ويسمعونه، وتوجيههم باللين إلى المحتوى المسموح لهم بمشاهدته، وغير المسموح لهم به.

رابعاً: زيادة متطلّبات الحياة التي يجب على الفرد توفيرها واقتنائها:

مما يُكلّف الأفراد حِملاً جديداً لتوفير هذه الإمكانيّات، فلم يكن من الضّروري سابقاً اقتناء العائلة للتلفاز والأدوات التكنولوجيّة الخاصة بأعمال المنزل، بَيدَ أنّه لا يُمكن لأيّ عائلةٍ احتمالَ غياب هذه الأجهزة.

خامساً: انتشار الكُتب والصُّحف والمجلات الرّقمية: 

وحلّها مكان الوسائل التّقليدية؛ ممّا أثّر على أساليب التّعبير والكتابة، وازدهار الكتب الرقمية، وبدء انحسار الكتب الورقية إلى حدّ ما.

سادساً: اكتساب العنف: 

قد يكتسب الطفل العنف، نتيجة لمشاهدته بعض الأفلام التي تقدم مشاهد عنف بشكل أو بآخر أو عن طريق الألعاب التي تتضمن حروباً أو قتلاً، وعادة ما يتأثر الطفل بما يشاهده بل يحاول ممارسته في الحياة الواقعية.

وهنا يأتي دور الآباء والأمهات في توجيه ورعاية الأطفال للحد من أضرار التكنولوجيا وأجهزتها الحديثة عليهم، حيث إن الإفراط في استخدام أي شيء يقلب مزاياه إلى عيوب وأضرار إذا لم يكن هناك اعتدال ومراقبة.

ارسال التعليق

Top