(إلى جنان ابنتي)
لكلٍّ في قلبه
جنّةٌ أو جنّتان
ولي فيه جنان
جوهرة الروح
ومهجة الأقحوان
أوّل القصائد في ثغاء الحقول
وفي قطيع أحلامي
وفي مطر البيلسان
أوّل اللحن الذي يقطر في دمي
أعراس كمنجاتٍ وبوح كمان.
وتسير حياة الرجال رتيبة
كسلم الحديقة
كفكرةٍ غريقة
حتى تطل ابنتهُ كقوس قزح
كزهرة الحقيقة
فتكبرُ الأكوان
ويحط غيمٌ مغردٌ في يد الأب
وفي طريقه
تتوجه حيث تشاء
تغسله من ثقل أحزانه
ومن وجع خطاه العميقة.
كيف تستطيع بجديلتين ومريولٍ مدرسيٍّ
أن ترتب مسيرة البقاء
وأن تجعل الكون موشى بالحنين وبالكبرياء
وأن تذيب بضحكتها السماء
وأن نفرش الأكوان بلمسة الحناء؟؟
أجملُ ما في الكون أنت
وأحنُ ما في الكون أنت
أعطيت عمري معنى الحياة
أعطيتني دفء الأمل وخشوع الصلاة
فكنت أغنية السماء الحالمة
وكنت فراشة الربيع النائمة
في منازل الفصول
في صبوة الخيول
وفي مرود النقاء
أعانق شذى الأرض فيك
وأحمل لعينيك حرفوها الزرقاء
وأكتب لهما بالضوء والعطر نصوص العناق.
جنانُ
يا جنان
يا جنّة ربي
تصلي علي يديك القناطير
تغردُ فوق أناملك العصافير
وتأوي إليك أحلامي
تلوذ بوجهك الوارف الصغير
يا ملاذ أفراحي وأحزاني
يا طفولتي التي تكتبني كلّ يومٍ قصيدة
في مسيرة العمر
رغم الأسلاك والحدود البعيدة
ورغم بطش القيود
تنير سراج قلبي طفولتك السعيدة.
سبعون عمراً في يديك تدق زهرة الألوان
وعشق سرمدي
وأغنيةٌ جديدة
جنّة جنتان
ما سكبته في مجرات روحنا جنان.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق