• ١٨ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١٦ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

أحب الناس إلى الله

أسرة البلاغ

أحب الناس إلى الله
◄(يَوْمَ تَجِدُ كلُّ نَفْسٍ ما عَمِلتْ مِنْ خَيْر مُحْضَراً وَما عَمِلتْ مِنْ سُوءٍ توَدُّ لوْ أنَّ بَينها وَبَينهُ أمَداً بَعيداً وَيُحَذرُكُم الله نَفسَهُ وَاللهُ رَؤوفٌ بِالعِبادِ ) (آل عمران/ 30)                                                          (يَسْألونكَ ماذا يُنفِقونَ قُلْ مَا أنفَقتمْ مِنْ خَيرٍ فَلِلوَالِدَينِ وَالأقرَبينَ وَاليَتامى والمَساكينِ وابنِ السَّبيلِ ومَا تَفعَلوا مِنْ خَيرٍ فانَّ الله بِهِ عَلِيم) (البقرة/ 215).                                                            سَأل رجل رسول الله (ص) فقال : (أيُّ الناس أحبُّ إلى الله، قال : (أنفعُ الناسَ لِلناسِ)[1]. وروي عنه (ص) قوله: (الخلقُ كُلهم عيالُ الله، فأحبُّ الخَلق إلى الله، أحسن الناس إلى عياله)[2]. وروي عنه (ص) قوله: (الدَّال على الخيرِ كفاعِله)[3] وروي عنه (ص): (خيرٌ مِنَ الخيرِ مُعطيه وشرٌّ من الشرِّ فاعِلُه)[4] وروي عنه (ص): (لا تعمل شيئاً من الخيرِ رياءً ولا تدعه حياءً)[5]. وروي عن علي بن أبي طالب (ع)، انه قال: (قولوا الخير تُعرفوا به، واعملوا الخير تكونوا من أهله)[6].   المبادئ والقوانين والأنظمة والأفكار والنظريات، التي وضعها الإنسان في مجال الأخلاق والسياسة والاجتماع والاقتصاد والنفس والآداب... الخ، تعبّر عن الوضع الفكري والنفسي والاجتماعي لواضعيها ومشرعيها.. وواضح أن طبيعة التكوين الإنساني، هي طبيعة قاصرة ناقصة.. وإنّ الناس في تكوينهم النفسي والفكري والأخلاقي، وتربيتهم الاجتماعية، يختلفون من فرد إلى فرد، ومن بيئة إلى بيئة.. لذا كانت بعض الأفكار والنظريات تحمل أوضاعاً نفسية وأخلاقية مريضة ومعقدة تعبر عن الوضع الأخلاقي والنفسي والاجتماعي، المعقد والمريض، لواضعيها وُمشرعيها والذي اكتسبوه عن طريق البيئة أو الوراثة والتربية.. ولذا نشاهد بعضها يحمل روح الحقد والانتقام، وبعضها يحمل روح التحلل والفوضى.. وبعضها يعكس الطبيعة الأنانية الجشعة لأصحابها.. فهي في كل صورة من صورها، تعكس طبيعة الشخصية والمزاج، والحالة النفسية لواضعها.. إن الفكر هو صورة النفس، وصيغة الذات.. وإنّ مأساة الإنسان في هذا العالم، ومصدر الشرور والمعاناة، تكمن في هذه الإفرازات المرضية، والرشح المسموم للتفكير والاتجاه المرضي، والذي يصاغ ويحول إلى فلسفات ونظريات يُخدع بها الإنسان، أو تُفرض عليه بالقهر والغلبة.. إن الناس ضحايا تجارب وشخصيات منحرفة، غير سوية مضطربة الاتزان والتكوين النفسي والعاطفي.. كماركس ونيتشه، وفرويد، وسارتر، ودركهايم، وأمثالهم من أصحاب النظريات والفلسفات، الداعية إلى التحلل والحقد الهدّام.  وهذا هو الفارق الأساس بين الإسلام وغيره من المبادئ والنظريات، فهو رسالة الله إلى الناس، ودعوته لإصلاح الإنسان والمجتمع، المجردّة من نوازع الذات البشرية الشريرة، وأمراضها الفردية والاجتماعية.. فالإسلام يعبر بقوانينه وأخلاقه ودعوته ومبادئه، عن كمال الخالق العظيم،  مصدر الخير والعلم، والرحمة والحبّ والجمال في هذا العالم. إنّ صفات هذا الخالق العظيم واضحة، ظاهرة، في دعوة الأنبياء والمرسلين، وفي روح الخير والحبّ والسلام، في هذه المبادئ. إن من الأسس التي يبنى عليها النظام الاجتماعي والأخلاقي في الإسلام، هو الدعوة إلى فعل الخير.. وأن يكون الإنسان قوة خير وعطاء، وإصلاح في هذا العالم.. متحرراً من النزعات الشريرة، والأنانية المقيتة، التي تحول بينه وبين التفكير في الخير، وفعله للناس وللمجتمع.. إن مشكلة الإنسان الاجتماعية تكمن في الأنانية.. وحبّ الخير للنفس، وعدم الاهتمام بخير الآخرين، أحياناً، ومنع الخير عن الآخرين، أحياناً أخرى. إن هذه النزعة الشريرة.. (نزعة الأنانية) و (منع الخير عن الآخرين) التي سماها القرآن بـ( الشح ) فاستنكرها، وذمّ الإنسان المتصف بها، وعدّه من المجرمين، والمعتدين على القيم والحياة الانسانية، وتوعّده بالويل والعذاب، لهي مصدر المحنة، والمشاكل في هذا العالم.. فهي السبب في مشكلة الفقر، وهي السبب في العدوان والكراهية،وهي السبب في الحقد والحسد، وهي السبب في الحرمان والمعاناة.. قال تعالى: (أَلقيا فِي جَهَنَّمَ كُلّ كَفّاٍر عَنيدٍ* مَنّاعٍ لِلخَيرِ مُعتَدٍ مُريب) (ق 24-25). قال تعالى: (وَالصُّلحُ خَيرٌ وأحضِرَتِ الأنْفُسُ الشُّحّ وانْ تُحسِنوا وَتتَّقوا فانَّ الله كانَ بِما تَعمَلونَ خَبيراً)(النساء/ 128). وللسبب ذاته، أُعتبر الفَلاح والنجاة، في الوقاية من هذا المرض الأخلاقي الخبيث. فقال تعالى: (وَمنْ يوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فأولئِكَ هُمُ المُفْلِحُون)(التغابن/ 16). ويتحدّث الرسول (ص) عن الخير وفاعله في هذا المجتمع، ليفهم الإنسان المسلم، والمجتمع المسلم، أن المجتمع الإسلامي مجتمع تعاوني، وأنّ الخدمة الاجتماعية التي يقوم بها العالم، والفلاّح، والطبيب، والمعلم، والمفكر، والمصلح الاجتماعي، والأمر بالمعروف، ومن يساهم في مشاريع الخير أو يقدّم عوناً، ومساعدة لفقير، أو محتاج..  إنّ كلّ تلك الخدمات، هي أعمال خير، يساهم الناس الأخيار في إسدائها للمجتمع.. وأنّ هؤلاء الفاعلين للخير، الذين ينطلقون في عملهم من معرفة الله وحبّ الخير لوجهه الكريم، هم خير الناس.. لأنهم أنفع الناس للناس.. إنّ الرسول الكريم (ص) يجعل مقياس التفاعل الاجتماعي فيما قدّم لنا من منهج وطريقة حياة، هو خدمة المجتمع، وتقديم المنافع الاجتماعية، قربة إلى الله تعالى، ومن دون مقابل مادي، أو حساب أناني.. إنّ هذه النظرة الإسلامية، التي تنظر للمجتمع، كأسرة واحدة وعائلة واحدة، والى الخلق – الإنسان والحيوان والنبات – أنه عيال الله، المعتمد عليه في تدبير الشؤون، وتوفير الحاجات والمستلزمات، لتعطي مفهوماً إنسانياً يفيض بالقيم والمعاني الحياتية السامية، التي توسع دائرة الخير، وتعمّق مسؤولية الإنسان في عالم الأحياء، وتضع هذا العالم بجميع أفراده وعناصره، في إطار الوحدة والتكامل، لتعمق الفهم والوعي الحضاري، وتؤكد دور الإنسان في رعاية هذا العالم النامي المتكامل، إنّ الإنسان بحاجة إلى الخير والمنفعة ورعاية أخيه الإنسان، والحيوان بحاجة إلى الخير والمنفعة ورعاية الإنسان، والنبات بحاجة إلى الخير والمنفعة ورعاية الإنسان..  إن الإنسان هو سيد هذه الأرض، والمستخلف فيها، والمكلف بأعمارها ورعاية الحياة فيها، لذلك نجد النبي صالحاً (ع) يخاطب قومه، ويوضح لهم هذه الحقيقة، فيحكيها القرآن للعبرة والموعظة. قال تعالى: ( َاِلى ثمُودَ أخَاهُم صَالِحاً قالَ يَا قَوْمِ اعْبُدوا اللهَ مَا لكُمْ مِنْ الهٍ غَيرُهُ هُوَ أنشأكُم مِنَ الأرضِ واسْتعْمَرَكمُ فيها فَاسْتغفِروه ثمَّ توبوا إليه أن رَبّي قريبٌ مُجيب)(هود/ 61).                                                            ولذلك نجد الرسول الكريم محمداً (ص) يحث على فعل الخير ويعتبر فاعله من خير الناس..  ونجد مصاديق الدعوة إلى الخير، وتوسيع دائرة محيطه، ليشمل الحيوان والنبات واضحاً في قوله (ص) لرجل يسأله: هل يُعد سقي الكلب ماءً صدقة؟ فيجيبه (ص): (في كل كبد حرّاً صدقة). كما نجد مصداق هذه الأخلاق النبوية، مجسداً في سلوك الرسول (ص) وسيرته العطرة، تمرّ بجانبه (ص) قطة عطشى، فيميل لها الإناء بيده الشريفة لتشرب وترتوي. إن دعوة الرسول الكريم (ص) لفعل الخير والمعروف للناس يعطي الحياة قيمة ومعنى، يشعر الناس في ظلها بطعم الحياة وبمعنى الانسانية.  إن الحياة، إن أجدبت، ولم ينبت الخير في مرابعها، والنفوس إن شحت ولم يخصب المعروف في رياضها، تحولت إلى شر وشح لا يطاق، يحكي للإنسان صورة الجحيم والتعاسة..  إن الإنسان في عرف الإسلام مصدر خير وعطاء لا ينضب، إنّ الكلمة الخيّرة التي تفيض الحبّ والسلام، وتخفف الآلام عن النفوس المثقلة بالهمّ، أو تغرس المودّة والطمأنينة في القلوب، أو تزيل الخوف والحرج، أو تصلح الفاسد من أمر الناس وتزيل الخصومة من بينهم، لهي كلمة خير تعبّر عن روح الخير عند قائلها..  وان الابتسامة الصادقة والبشاشة الطافحة يلقى بها المسلم أخاه، فيخفف عن نفسه متاعب الحياة وأجواء التوتر والكآبة، ويشكل من حوله آفاق الود والتآلف، لهي فعل خير يحمد فاعلها ويستحق احترام الناس عليها..  وان السعي في حوائج المحتاجين وإغاثة الملهوف، وتفريج همه وشدته، لهو فعل خير يحبه الله، ويشكره الناس.  وان حالة عطف يبديها الإنسان على الضعيف والمضطر من الإنسان والحيوان لهي فعل خير، يحبه الله ورسوله ويشكره الناس.  وان التصدي لتحمّل مهمة الأمر بالمعروف والدعوة إلى الإسلام لهو فعل خير يحبّه الله ويدعو الناس لفعله..   (وَلتكُنْ مِنكُمْ أمَّةٌ يَدْعُونَ إلى الخَيْرِ وَيَأمُرونَ بِالمَعْروفِ وَينْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وأولئك هُمُ المُفلِحون)(آل عمران/ 104).                                                       وان الإرشاد لفعل الخير والتوسط فيه بالقول والإعداد وتيسير السبل لهو فعل خير يحبّه الله ويثني الناس عليه. إنّ سبل الخير كثيرة.. وان نفع الناس وإسداء المعروف أبوابه واسعة مفتّحة.. إنّ باستطاعة الإنسان أن يعمل الخير، أو يدلّ عليه، فيشارك فيه.. وان باستطاعته أن يكبح جماح الشّح وشرّه، فيقي نفسه من هذا المرض الأخلاقي الهدّام، فباستطاعته أن يكون عامل خير ومصدر نفع بما أوتي من قوة وقدرة وملكة.  لنستكثر من الخير، ولنواظب على فعله، فان فاعل الخير هو أسمى ذاتاً من فعل الخير، الذي يقدمه للناس، لأنه رشحٌ من محتوى نفسه الخيرة، وبَعضٌ من نزعات الخير التي تزدهر بها. إنّ الزهرة توصف بأنها خير من الشذى الذي يفوح منها، لأنها مصدر العطر والشذى. فلذلك وصفه الحديث الشريف بقوله: (فاعل الخير خيرٌ منه). وان فاعل الشر يوصف بأنه أسوأ حالاً من الشر الذي يأتي به، كما توصف الجيفة النتنة بأنها أسوأ حالاً من الرائحة الكريهة، التي تنبعث منها، لأنها مصدر الأذى والرائحة الكريهة. روي عن رسول الله (ص) قوله: (تبسّمك في وجه أخيك صدقة، وأمرك بالمعروف صدقة، ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشاد الرّجل في أرض الضّلال صدقة، وإماطتك الحجر والشّوك والعظم عن الطّريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك صدقة)[7]. إن باستطاعتك أن تكون من خير الناس، فتشعر بالسرور ، وبقرب الله سبحانه، وتحظى باحترام الجميع. لا تدع يوماً يمرّ دون أن تفعل الخير فيه للناس. ولا تترك فرصة لفعل الخير تمرّ عليك دون أن تستثمرها لإسداء ذلك الخير. انك تستطيع أن تزور أحد إخوانك، فتدخل السرور على نفسه، أو تعود مريضاً فتخفف آلام المرض عنه.. أو تصلح بين الناس لتزيل الخصومة والعداوة من بينهم. أو تطلق كلمة السلوى لتعزّي بها نفساً حزينة. أو تساهم بما تستطيع من المال لقضاء حاجة محتاج. أو تفكر في مشروع خير للإصلاح وحلّ مشاكل المجتمع السياسية والاقتصادية والأخلاقية، فتكافح الفساد الاقتصادي والسياسي والاجتماعي. أو تسعى في الوساطة الخيّرة وقضاء حوائج الناس. أو تأوي غريباً أحرقته آهات البعد والغربة. أو تجد ساخطاً فتشيع الرضى والقبول في نفسه. أو تؤمن خائفاً فقد حلاوة الأمن والطمأنينة. أو تداعب يتيماً فتمسح على رأسه وتشعره بالعطف والحنان. أو تستر خطأ وقع أمامك فلا تبديه للناس. أو تغفر زلة وتكظم غيظاً ساقهما الجهل أو الغضب. لنبادر إلى إنشاء مشاريع الخير الفردية والجماعية. فان تشكيل اللجان التي تقوم بجمع أموال الزكاة والتبرعات في المساجد والنوادي والجمعيات الخيرية أو في القرى والأرياف، وصرفها في المجالات التي حددها الإسلام لها، لهو من أعمال الخير التي تصلح المجتمع وتحل مشاكله. وان تأسيس مشروع الصناديق التعاونية، التي توزع على الأفراد في البيوت ومحال العمل، يضع فيها الصغير والكبير ما تيسر له في اليوم من قطعة نقود، لإنشاء مشاريع الخير والإحسان، كالمشاريع الزراعية والصناعية، وأمثالها، التي تعالج الفقر والبطالة، وتكون وقفاً عاماً وذات نفع عام، أو تؤسس بها المدارس والمساجد والمستشفيات ودور العجزة واللاجئين، لهي من أعمال الخير والإحسان التي يحب الله فاعلها.  وان تأسيس صندوق للقرض، يعمل على إقراض المحتاجين ومن يرغبون في العمل، ولا يجدون رأس المال البسيط، أو لمساعدة الشباب الأعزب على الزواج وإنشاء أسرة مسلمة لهو عملية مكافحة للاستغلال والربا والظلم الاقتصادي، ومساهمة في إرساء أسس الحياة الإسلامية السليمة.  إنّ تأسيس جمعية أو منظمة لتأسيس المدارس أو المكتبات أو نشر الثقافة الإسلامية، أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الإسلام، لهي من مشاريع الخير التي يحبها الله سبحانه. إن من حق الله علينا أن نخصص جزءاً من أموالنا وطاقاتنا وخبراتنا لفعل الخير للناس وسد حوائجهم لإصلاح المجتمع وحل مشاكله. إنّ بإمكاننا جميعاً أن نساهم في أفعال الخير فإنها صدقة، وأفضلها الصدقة الجارية، التي لا ينقطع نفعها، ويستمر خيرها وعطاؤها. فقد روي عن رسول الله (ص): (إذا مات المرء انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو ولد صالح يدعو له أو علم ينتفع به). إنّ من مشاكل مجتمعنا المعيقة لتحركه ونموه في كل مجال، هي مشكلة الاتكالية وعدم المبادرة لفعل الخير وتأسيس مشاريع الإحسان وتحمل المسؤوليات. إنّ كلّ فرد منا مدعو إلى التخلص من هذه الحالة غير الصحية، فليبادر أولو الاستعداد وحب الخير لتأسيس مشروع خير، وليخاطبوا الآخرين، ويطلبوا منهم المساهمة في تلك المشاريع. إنّ الله سبحانه هو مصدر الخير والإحسان، في هذا العالم، فتخلق بأخلاقه واتجه نحوه، فان فعل الخير هو طريق الكمال والسعادة. وليكن قول الرسول الكريم (ص) هو منهج حياتك اليومية، ودليل مسيرك في الليل والنهار : (تخلقوا بأخلاق الله). فلنبدأ العمل ولنواصل السعي، لإشاعة الخير وعمل المعروف.►  
[1]الحر العاملي/ وسائل الشيعة/ ج6 /كتاب الأمر بالمعروف. [2] نفس المصدر. [3] نفس المصدر. [4] الحراني/ تحف العقول عن آل الرسول/ ص40. [5] المصدر السابق/ ص40. [6] الطبرسي/ مشكاة الانوار/ ص144/ ط2. [7] المتقي الهندي/ كنز العمّال/ ج6/ انواع الصدقة.

ارسال التعليق

Top