• ١٨ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١٦ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

أيهما أفضل للحماية من كورونا.. القناع البلاستيكي أم الكمامة؟

أيهما أفضل للحماية من كورونا.. القناع البلاستيكي أم الكمامة؟

لا يحبذ كثيرون ارتداء الكمامة لأنّها تجعل التنفس أصعب ولا تمكن الناظر من تمييز ملامح وجه الآخر وانفعالاته بشكل جيد. القناع البلاستيكي للوجه يبدو حلاً مناسباً، ولكن ماذا يقول العلم عن فعاليته للوقاية من فيروس كورونا المستجد؟ وهل هو أفضل من الكمامة؟

التنفس بشكل أفضل وتمييز الابتسامة وتفاهم أفضل عن طريق رؤية ملامح الوجه، تلك أهم مميزات القناع البلاستيكي على الكمامة. بيد أن ارتداء القناع للحماية من الإصابة بفيروس كورونا المستجد أمر ما يزال يثير الجدل من الناحية العلمية.

ولاية هيسن الألمانية سمحت بارتداء القناع البلاستيكي كبديل عن الكمامة، عكس ولاية بادن-فورتمبورغ التي لا تعتبره بديلاً. فماذا يقول العلماء عن قدرة القناع البلاستيكي على توفير الحماية من فيروس كورونا المستجد "سارس كوف 2" المسبب لمرض "كوفيد-19" مقارنة بالكمامة التقليدية؟

لا بيانات علمية كثيرة عن قدرة القناع على توفير الحماية. ومن هنا ليس هناك حكم علمي قاطع. يقول عالم الفيروسات الألماني ألكسندر كيكولي في تصريح صحفي إن القناع البلاستيكي "بنفس جودة" الكمامة القماشية، لكن معهد روبرت كوخ الحكومي لا يعتبره بديلاً بجودة تغطية الفم والأنف.

ويشدد عالم الفيروسات من المشفى الجامعي بهامبورغ يوهانس كنوبلوخ على أهمية التفريق بين حماية النفس وحماية الآخر عند الحديث عن القناع البلاستيكي فـ "لحماية النفس فإنّ قناع الوجه مثالي للحماية من العدوى عن طريق البصاق ولحماية الأغشية المخاطية".

ولكن عند الحديث عن حماية الآخرين من العدوى، فللباحث الألماني رأي آخر فيقول "القناع البلاستيكي للوجه يقي فقط من الفيروسات التي يحملها الرذاذ الذي يصطدم بجدران القناع".

الكمامة القماشية في المقابل توفر حماية أفضل بسبب عدم وجود فراغ بين الفم وجدار القناع، حسب كنوبلوخ، وهو رأي يشاركه فيه معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية. فالرذاذ يمكن أن ينتشر في الهواء بسبب المسافة الكبيرة بين القناع والفم.

ويعود كيكولي ليقول إن القناع يقي نفس درجة الكمامة القماشية عندما لا يوجد الشخص مع آخرين لفترة طويلة جداً في غرفة مغلقة.

الكمامة بدورها كانت مصدر خلاف بين خبراء الأوبئة عند بداية المرض، حيث قلل البعض من قيمتها، ليتضح بعد ذلك أنّها ضرورية، وهو ما أكدته لاحقاً دراسات في الصين وإسبانيا وألمانيا، أن الكمامة ساهمت في تباطؤ انتشار المرض بنسبة 50%، بعدما أقرتها السياسة في الفضاءات العامة.

وكان عالم الفيروسات الألماني هندريك شتريك قد عبر عن تشككه إزاء جدوى ارتداء الكمامات في الحياة اليومية بسبب الاستخدام غير الصحيح لها في كثير من الأحيان.

 

بيئة خصبة

وفي تصريحات سابقة لصحيفة "نويه أوسنابروكر تسايتونغ" الألمانية، قال شتريك "الناس يضعون الكمامات في جيوبهم، ويمسكونها باستمرار، ويضعونها على أفواههم لمدة أسبوعين، وربما بدون غسيل (…) إنّها بيئة خصبة ممتازة للبكتريا والفطريات".

ووفقاً لموقع دويتشه فيلله فإنّ منظمة الصحة العالمية تحذر من أن الكمامات قد تزيد من مخاطر انتقال العدوى، إذا تم لمسها كثيراً أو  إنزالها إلى أسفل الذقن ثم رفعها مجددا فوق الأنف والفم.

كما حذرت المنظمة من أن الكمامات قد تعطي شعوراً زائفاً بالأمان لمرتديها، مما قد يؤدي إلى تقليل عدد مرات غسل اليدين أو عدم الالتزام بترك مسافة كافية بين الأفراد.

وتكون الكمامات مجدية فقط -كما تقول الصحة العالمية- إذا تم استخدامها بشكل صحيح، والإيفاء بكافة الشروط الأخرى.

 

المصدر: دويتشه فيلله

ارسال التعليق

Top