• ١٨ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١٦ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

إتيكيت مرحلة ما قبل المدرسة

إتيكيت مرحلة ما قبل المدرسة

من ثلاث إلى خمس سنوات، تقريباً كلّ طفل يذهب إلى رياض الأطفال في هذه السن ليعود لأُمّه بتصرفات تضاف إلى القائمة المحظورة لديها، تستمر المعاناة اليومية بين زيادة عناد الطفل بفعل كلّ ما يثير جنون أُمّه ومحاولاتها المستميتة لجعله الولد النموذجي.

لنتشارك سوياً بعض الأمور التي تعد حقاً ناجحة، ولكن سنركز فقط على أهم نقطة والتي تعد رأس كلّ شيء والتي ستعتمد عليها بقية الأمور ألا وهي:

 

الطاعة:

لا تتوقعي أن يطيعك أبناءك في كلّ شيء، هذا مستحيل، ولكن على الأقل ليس هناك إصرار على عناد طفلك لشيء معيّن أو في موقف معين. اطلبي حداً أدنى من الطاعة سيكون مقبولاً وسهلاً على كليكما، فهو ليس إنساناً آلياً وبالطبع هو مختلف عن أقرانه، حددي حدك الأدنى في البداية ألا وهو عدم إحراجك كلية أمام الناس أو عدم أذية نفسه بشكل مستمر، ثم ارتفعي رويداً رويداً طالبة طاعة أكثر فأكثر، واكتفي بالنجاح بنسبة 80 بالمئة، فالطاعة العمياء ليست مؤشر طيب أيضاً.

ما هي دلائل الطاعة؟ ولما يطيعونك؟ هذا هو المهم.

إذا كان أبناؤك يطيعونك خوفاً من الضرب أو من التعنيف فهذه ليست طاعة ولا يعد نجاحاً في التربية خاصة لهذه السن. الطاعة تكون بسبب الحب، اجعلي طفلك لا يحب أن يرى دموعك بسببه، أو أن تحزني بسبب تصرفاته. الأمر سيحتاج إلى ثورة في أسلوب بعض الأُمّهات ولكنه يستحق التغيير.

 

ثورة الحب:

إذا كنتِ بعيدة كلّ البعد عن كون ابنك لا يطيعك حباً بل بسبب العقاب، تدريجياً ابدأي في هذه السن بإظهار أنّك حزينة جدّاً ليس لسبب مادي ولكن من كونك تريدين منه فعل ذلك لمصلحته. أظهري قلقك المبالغ على كلّ وجع أو ألم وعلى كلّ غلطة يتسبب فيها بأذى لنفسه، في البداية يجب أن تجعلي عقله يترجم أنّ أُمك تحبك من مجرد كلمات تصحبها مشتريات للعب جديدة، إلى كلمة يفهمها حقاً بمشاعره الفياضة في هذا العمر.

 

العقاب:

العقاب يكون جماعياً، أي أنّكِ ستعاقبين نفسك مثله، إذا كان العقاب هو عدم ذهابه إلى الملاهي، ابقي معه في الغرفة حزينة مليمة إياه أنّك بسبب حبك له لن تستطيعا سوياً الاستمتاع بالملاهي وأنّك تحبينها جداً، وتحبين أن تري ضحكته ولكن بسبب تصرفه غير اللائق حرمكما منها. هكذا رسخي فيه مبدأ الحب وأنّك تحبينه. فور وصل معك لمرحلة أنّه لا يريدك أن تحزني منه دون أي عقاب فقد نجحتي.

 

وضع حدود عن طريق الأولويات:

حدود التصرفات أمام الناس: ليطيعك يجب أن تعليمه بالأولويات، فعلى سبيل المثال هو الأهم وليس الناس ولكن رغم ذلك أنتِ لا تريدين أن يقول الناس عليه أموراً ليست حسنة، لأنّك ترينه أفضل طفل في الدنيا وتريدين أن يراه الناس كذلك لذا فلا بأس من كونه يسعى أن يحسن من تصرفاته أمام الناس. هذا المفهوم يجب أن يعاد مراراً وتكراراً أما طفلك فهذا سيجنبك الكثير والكثير من الإحراج خارج المنزل أو أمام الناس.

حدود المشتريات: تعاني الكثير من الأُمّهات من طلبات أبنائهن المبالغ فيها خارج البيت، ولكنه يجب أن يعلم أنّه مازال هو الأهم ويجب أن يعرف ذلك ولكنه أيضاً يجب أن يتعلم أنّه يريد أن يعطيكِ وأن يخصص لك نصيباً كما تخصصين له.

أوّلاً يجب تعظيم شأن عمل الأب والأُم وكون العمل ليس سهلاً ولا تأتي النقود بسهولة ويمكن صرفها بسهولة أيضاً، هذا سيخلق فيه شخصاً أنانياً ومستهتراً.

الحل ببساطة في العملات المعدنية، في هذه السن الصغيرة هو لا يستطيع الحساب بشكل جيد لذا فخصصي له عملة معدنية أو عملتين كما ستخصصين لنفسك، وأنّه مقابل ما سيشتريه خاصة إن كان عمره ثلاث سنوات سيستمتع بهذا، إذاً فكما ستشترين، سيشتري هو وإذا نفدت منه عملاته فلا حقّ لديه لطلب المزيد وإلّا فالجميع في المنزل معاقب إذا حدث عكس ذلك. 

ارسال التعليق

Top