• ١٨ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١٦ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

الإجازة والشباب

د. علي بن حمزة العُمري*

الإجازة والشباب

◄مع مستهل الإجازة أتمنى لكم أعزائي الشباب أن تقضوا فيها وقتاً ممتعاً ونافعاً، وأتمنى أن تحذروا من الأخطاء الشائعة؛ التي يقع فيها كثير من الشباب الطيب، فيخرج منها كالمُنبتِّ، لا أرضاً قطع، ولا ظهراً أبقى!.

 

ومن هذه الأخطاء:

1-    وضع خطة (كوكتيلية)؛ فهو يريد حفظ القرآن، وبعض كتب السنة، ومطالعة بعض كتب التاريخ والأدب والفكر والدعوة، والمشاركة في بعض الأنشطة الطلابية، مع السفر للسياحة في بعض الأماكن القريبة والبعيدة، وإجابة دعوات الأهل والجيران، وحال هؤلاء كبالُونٍ ينفخون فيه ليطيروا به، فلما طار بهم أوقعهم أرضاً!.

وللاستفادة من الإجازة يمكن أن نسمح بعصير (الطبقات)، لا عصير (الكوكتيل)!، بمعنى وضع أولوية لما ينبغي عمله وترتيبه لا تداخله؛ فحفظ القرآن في ثلاثة أشهر يمكن أن يحصل، ولكنَّ حفظه بالمستوى المأمول من النظر في متشابه القرآن، وأسرار ختمام الآيات، وترابطها مع ما قبلها وما بعدها لتمكين الحفظ، فهذا لا يكفي فيه ثلاثة أشهر.

وقراءة بحث أو كتاب جَادٍّ يسع له وقت هذه الإجازة يحتاج ربما شهرين أو أكثر أحياناً.

ومثل ذلك إتقان جوانب في اللغة أو الحاسوب.

لابدّ من وضع هدف واحد يتسع له وقت الإجازة، وقد أثبتت التجارب أن مردود التركيز في مثل هذه الإجازات له أثر إيجابي كبير، وفيه تعويد على تقدير الأمور بقدرها. ثمّ بعد هذا الهدف يمكن وضع أفكار تابعة.

2-    لا يمكن أن يعيش المرء حياته كلها جادّاً دون ترفيه، وفي تشريع الإسلام اللهو، والنية الصالحة المصحوبة مع هذا العمل تطمئن المرء على عدم وجود عبء عليه، وفترات الاستجمام والاسترخاء هي في الحقيقة مرحلة طاقة، أو توليد طاقة، كلّ ما في الأمر أن تكون هذه الفترة معقولة ومنسجمة مع النفس.

3-    من الجميل والمفضَّل أن يستفيد الشباب من الإجازة بشيء جديد، أو اكتساب مهارة جديدة، فليس شرطاً أن تكون المعارف مقروءة على قيمتها. ►

 

المصدر: كتاب قلبي يحدثكم

 

*رئيس منظمة فورشباب العالمية

ارسال التعليق

Top