• ١٨ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١٦ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

التأهيل الوالدي.. نموذج قرآني

محمّد العليوات

التأهيل الوالدي.. نموذج قرآني
  يتناول النصّ القرآني قصة في غاية الأهمية تتعلق بشخصية "لقمان الحكيم" كشخصية مؤهلة للقيام بدور تربوي مثالي كنموذج (والدي) في غاية الروعة.. ونستطيع أن نحصل على بعض من المؤهِّلات التربوية اللازمة من خلال محاولة فهم النصّ القرآني، والذي يتناول مجموعة من المؤهِّلات التي تتصل بالشخصية الوالدية المسؤولة.

 

الحكمة الوالدية: (وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ) (لقمان/ 12):

لقد وصفت الآية القرآنية لقمان بالحكمة قبل كلّ شيء وقبل أن تسمعنا ما تلا على ابنه من وصايا قيمة، وربما يراد من ذلك لفت نظر المستمع إلى أنّ ما تلاه "لقمان" على ابنه لم يأتِ من فراغ، ولم يكن صدفة، إذ أنّ الوالد المؤهَّل تربوياً هو من يستطيع أن يوجه إلى الحقائق، ويقوم بمسؤوليته على أكمل وجه، وهو من يستحق أن يضع نفسه في موقع الإرشاد والتوجيه التربوي.

وربما تشير كلمة "الحكمة" هنا إلى كونها كلمة جامعة تتصل بمجموعة من المعارف والأساليب التربوية اللازمة لإنجاح العملية التربوية. فـ"الحكمة" في أبسط معانيها هي: أن يعرف الشخص كيف يضع الأمور في مكانها المناسب.

إنّ العملية التربوية من أهم الحقول التي ينبغي أن تعتني بالحكمة، وتحتاج إلى المربّي الحكيم الذي يتفهّم الحاجات الإنسانية في مختلف مراحل العمر (الطفولة – المراهقة – الشباب)، ويراعي جميع الظروف الإنسانية، ويحيط علماً بالأعراف الحسنة، والتقاليد الاجتماعية المختلفة، واختلاف الأجيال والطبائع الآدمية، وتأثير البيئة وما أشبه، ليتمكن من إيصال القيم والخبرات إلى المستهدف تربويّاً بنجاح، وبمعزل عن الأخطاء التي ترافق العملية التربوية تكتنفها عادة العديد من التعقيدات والملابسات الاجتماعية والتربوية المختلفة.

وحتى تتشكل الحكمة الوالدية، التي تنعكس بشكل إيجابي على الأداء التربوي كمخزون معرفي متكامل تتدفق منه المهارات والخبرات التربوية الناضجة، فلابدّ من الإعداد الذاتي لهذه المهمة الرسالية..

ومن هنا تتحدّث الآيات المباركات عن "لقمان" كمُرشِد ومُرَبِّ من الطِراز الرفيع، يمارس الإرشاد والتوجيه العقدي والفكري والأخلاقي، إذ تُقدِّمه الآيات المباركات كنموذج للأب المتحدث المؤهَّل بالمعرفة والمتسلِّح بالمهارات اللازمة في العملية التربوية.. وتدلل وصاياه على إمكاناته المعرفية والتربوية.

 

المصدر: كتاب قبل أن تكون أباً!!

ارسال التعليق

Top