• ١٨ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١٦ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

الحث على بذل المعروف والعمل به

عمار كاظم

الحث على بذل المعروف والعمل به

أكّد الإسلام على ضرورة أن يمتلك الإنسان روحية عمل المعروف والحثّ عليه بعيداً عن أيّ اعتبارات ضيِّقة أو حسابات شخصية، لا سيّما في العلاقات الاجتماعية والمنافع العامّة، فقال تعالى: ﴿فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ﴾ (البقرة/ 178) و﴿فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ﴾ (البقرة/ 229) و﴿وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ﴾ (البقرة/ 241) و﴿قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ﴾ (البقرة/ 263) و﴿فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ﴾ (النِّساء/ 6) و﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ (النِّساء/ 19) و﴿وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ﴾ (الممتحنة/ 12) و﴿تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ﴾ (آل عمران/ 110).

وللمعروف بركات منها:

- حُسن العاقبة، عن الإمام عليّ (عليه السلام): «اصطنعوا المعروف بما قدرتم على اصطناعه، فإنّه يقي مصارع السوء».

- محبّة الآخرين، عن الإمام عليّ (عليه السلام): «عجبت ممّن يشتري المماليك بماله، كيف لا يشتري الأحرار بمعروفه فيملكهم».

- المعروف زاد الآخرة، قال الإمام عليّ (عليه السلام): «عليكم بصنائع المعروف، فإنّها نِعم الزاد إلى المعاد».

- أهل المعروف في الدُّنيا أهل المعروف في الآخرة، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «أهل المعروف في الدُّنيا أهل المعروف في الآخرة»، قيل: يا رسول الله وكيف ذلك؟ قال: «يغفر لهم بالتطوّل منه عليهم، ويدفعون حسناتهم إلى الناس فيدخلون بها الجنّة، فيكونون أهل المعروف في الدُّنيا والآخرة». وعن الإمام الصادق (عليه السلام): «أوّل مَن يدخل الجنّة أهل المعروف».

وفعل المعروف دليل خُلُق فاعله وروحيته العالية ومحبّته لخدمة الناس، ولذلك نرى أنّ الروايات وإن حذّرت أهل المعروف أن لا يتوقّعوا إلّا الشرّ من بعض الناس الذين لا يستحقّون المعروف إلّا أنّها حثّت على فعله للناس كافّة كي يكون سنّة ولا ينقطع سبيل الخير لفقدان بعض الناس هذه الأهلية. فعن الإمام عليّ (عليه السلام): «ابذل معروفك للناس كافّة، فإنّ فضيلة فعل المعروف لا يعدلها عند الله سبحانه شيء». وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «رأس العقل بعد الدِّين التودّد إلى الناس، واصطناع الخير إلى كلّ برّ وفاجر»؛ لكن هذا لا ينافي التفاوت في هذا المعروف بين البرّ والفاجر، فقد ورد عن الإمام عليّ (عليه السلام): «خير المعروف ما أُصيب به الأبرار»، واعتبر الإمام الباقر (عليه السلام) أنّ الساعي في فعل الخير من أهل العطاء والمعروف فقال: «المعطون ثلاثة: الله المعطي، والمعطي من ماله، والساعي في ذلك معطٍ».

كما من بعض مظاهر المعروف، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «مَن قاد ضريراً أربعين خطوة على أرض سهلة، لا يفي بقدر إبرة من جميعه طلّاع الأرض ذهباً، فإن كان فيما قاده مهلكة جوّزه عنها وجد ذلك في ميزان حسناته يوم القيامة أوسع من الدُّنيا مائة ألف مرّة». وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): «مَن أماط عن طريق المسلمين ما يؤذيهم كتبَ اللهُ له أجر قراءة أربعمائة آية، كلّ حرف منها بعشر حسنات». وعن الإمام الصادق (عليه السلام): «لقد كان - أي عليّ بن الحسين (عليه السلام) - يمرّ على المدرة في وسط الطريق، فينزل عن دابته ينّحيها بيده عن الطريق». وإنّ من أعظم المعروف ما قام به سيِّد الشهداء (عليه السلام) في هداية هذه الأُمّة ومنعها من الانحراف. هذا المعروف الذي كان يقول فيه: «اللّهُمّ إنّي أحبّ المعروف». وهو القائل (عليه السلام) أيضاً: «أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر».

ارسال التعليق

Top