• ١٨ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١٦ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

الخشبة العجيبة

الخشبة العجيبة

كان فيمن كان قبلنا رجل، أراد أن يقترض من رجل آخر ألف دينار، لمدة شهر ليتجر فيها.

 فقال الرجل: ائتني بكفيل.

قال: كفى بالله كفيلاً.

فرضي وقال صدقت... كفى بالله كفيلاً... ودفع إليه الألف دينار.

خرج الرجل بتجارته، فركب في البحر.

 وباع فربح أصنافاً كثيرة. لما حل الأجل صر ألف دينار، وجاء ليركب في البحر ليوفي القرض، فلم يجد سفينة... انتظر أياماً فلم تأت سفينة.!

حزن لذلك كثيراً... وجاء بخشبة فنقرها وفرغ داخلها، ووضع فيه الألف دينار ومعها ورقة كتب عليها:

اللهم إنك تعلم أني اقترضت من فلان ألف دينار لشهر وقد حل الأجل، ولم أجد سفينة.

وأنه كان قد طلب مني كفيلاً، فقلت: كفى بالله كفيلاً، فرضي بك كفيلاً فأوصلها إليه بلطفك يا رب وسد عليها بالزفت ثم رماها في البحر .

تقاذفتها الأمواج حتى أوصلتها إلى بلد المقرض، وكان قد خرج إلى الساحل ينتظر مجيء الرجل لوفاء دينه، فرأى هذه الخشبة.

قال في نفسه: أخذها حطباً للبيت ننتفع به فلما كسرها وجد فيها الألف دينار!

ثم إنّ الرجل المقترض وجد السفينة، فركبها ومعه ألف دينار يظن أنّ الخشبة قد ضاعت، فلما وصل قدم إلى صاحبه القرض واعتذر عن تأخيره بعدم تيسر سفينة تحمله حتى هذا اليوم .

قال المقرض: قد قضى الله عنك. وقص عليه قصة الخشبة التي أخذها حطباً لبيته فلما كسرها وجد الدنانير ومعها البطاقة.

هكذا من أخذ أموال الناس يريد أداءها، يسر الله له وأداها عنه، ومن أخذ يريد إتلافها أتلفه الله عز وجل.!

ارسال التعليق

Top