• ١٨ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١٦ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

الشباب.. طاقة مبدعة

عمار كاظم

الشباب.. طاقة مبدعة

الشباب هم أطفال الأمس، وعماد الحاضر، وقوّة المستقبل، ويُعتبرون الركيزة الأساسية في تقدّم وبناء كلّ مجتمع، فهم يحملون بداخلهم طاقات وإبداعات متعدّدة، يحرصون من خلالها على تقديم الأفضل للمجتمع الذي يعيشون فيه، ويستطيع الشباب من خلال التعاون بين بعضهم البعض على الرقي بالمجتمع، وحثّ الآخرين على المشاركة الفعّالة في تقدُّمه، كما أنّ هذا الدور الذي يلعبه الشباب ينعكس إيجابياً على معارفهم، وزيادة تأثرهم وتأثيرهم بالآخرين. الشباب هم نبض الحياة في المجتمع، ولا شكّ في أنّ لديهم قدرات عقلية فائقة، وإمكانات كبيرة فيما يخصّ التعامل مع التكنولوجيا الحديثة ومفردات الحياة العصرية التي نعيشها الآن. ولا شكّ أنّ مهمّة توجيه تلك الطاقات واستغلالها إيجابياً هو أفضل استثمار يمكن أن يؤدِّي إلى تقدُّم أي مجتمع وتفوقه بكلّ تأكيد. ونحن اليوم أحوج ما نكون إلى هذه الطاقات، لنزرع الأمل في الشباب ونهيئهم لمستقبل مشرق وإيجاد قاعدة إنتاجية مبدعة مفكرة تأخذ بيد مجتمعها لمسايرة التطوّر العملي والتطوّر العالمي السريع. أمّا أولى خطوات هذا الاستثمار فهو تفعيل الدور الإيجابي للمؤسّسات الشبابية والمجتمعية بداية من التواصل والتفاعل مع هؤلاء الشباب، وخلق برامج من شأنها أن تنمي مهاراتهم، وترعى مواهبهم وتوجهها إيجابياً لخدمة بلادهم. فالشباب ثروة المجتمع والاستثمار فيهم هو أفضل استثمار، فمكاسبه مضمونة ولا خسارة فيه.

ثمة دعامات يستند إليها المجتمع لكي يضمن مقومات الحياة اللائقة بالانسان، ولعلّ الأبعاد الزمنية الثلاثة هي أكثر ما يشغل الإنسان تفكيراً وسعياً لبناء الحياة المطلوبة، فالماضي الذي يعدّ من أكثر الأبعاد الزمنية إشكالاً وتعقيداً، يفرض نفسه على الإنسان شاء أم أبى، فهو يشكّل له تاريخه الشامل في تجاربه العملية والفكرية وغيرها، وهو سجل النجاحات والإخفاقات في مسيرته الحياتية، وهو نبع الإنسان الذي يأخذ منه الدروس وتصحيح الأخطاء وما شابه، وبذلك فإنّ الماضي أو (التراث) كما يصطلح عليه بعض المفكرين، ليس عقبة كأداء تقف في وجه المسيرة الإنسانية لمجتمع ما شريطة أن يُحسن المجتمع كجماعة والإنسان كفرد توظيف الماضي لصالحه.

من هنا يمكن أن نرسم صورة لدور الشباب في بناء الحياة لمجتمع إنساني محدَّد، كأن يكون شعباً أو أُمّة، بمعنى أنّ الماضي ممثلاً بصفحات التاريخ سيمنح الدارس أو الراغب باستحصال التجارب ودراستها، معلومات ومؤشرات هامّة عن شريحة الشباب ودورها الإنساني الكبير في بناء حاضر الشعوب ومستقبلها، غير أنّ الأمر سيبقى متعالقاً مع شرائط أُخرى ينبغي توافرها من أجل ضمان نجاح دور الشباب في رفع الشعب أو الأُمّة إلى مستوى أرقى. فهذه الشريحة لها بنية أولية تتمثَّل بمرحلة النشأة والتكوين حيث يشكّل المحيط (الذي تنشأ فيه) عاملاً أساسياً في رسم ملامح هذه النشأة وركائز دورها القادم.

هناك مسؤولية كبيرة على عاتق الجميع.. فإنّ تملّك زمام الشباب لا يكون إلّا بجذب بنّاء صحيح في العقيدة والعمل بحيث يوفّر للشباب من الجنسين العمل في قبال البطالة، والعلم والدراسة في قبال الجهالة، والسكن والمسكن والعلاج الصحّي والحماية وغيرها في قبال عدمها. إذن ثمّة مسؤوليات مُلقاة على عاتق الجهات ذات العلاقة من أجل بناء هذه الشريحة وفق عناصر دعم يجب توافرها ومنها بناء العقيدة الصحيحة، حيث الإيمان يشكّل مصدراً مهمّاً من مصادر بناء شخصية الإنسان وتطوّرها، ثمّ توفير الشرط الإنساني المتمثّل بتحقيق الذات عبر العمل، فالشباب هم قمة حيوية الشعب أو الأُمّة، والعمل هو الميدان الذي يحرّك هذه الحيوية ويجددها في آن، وغيابها يعني تحجيم وربّما (قتل) الشباب ودورهم.

ارسال التعليق

Top