• ١٨ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١٦ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

الشباب وتحديات الثقافة المعاصرة

سعيد كاظم

الشباب وتحديات الثقافة المعاصرة
◄محيط الشباب وواقعه المعاش يقتضي رؤية شمولية ومتجانسة، ذلك لأن قضايا الشباب لم تكن من نمط واحد، بل متعدد المشارب والإتجاهات قدر تعدد التيارات وتنوع الأيديولوجيات التي جاء بها الفكر المعاصر. وتفيد الأبحاث والدراسات الجادة أكاديمية أو ميدانية إن قضايا الشباب تحتاج إلى عملية علاج مستمر باعتبار إنّ العنصر الشبابي عنصر مجدد بكيفية مستمرة، وان أدمغة هذا العنصر قابلة في هذا الوقت أكثر من أي وقت مضى لعملية غسل مما أصبح يخالط هذه الأدمغة من شوائب ومؤثرات تتفاقم بتفاقم الظروف، الشيء الذي جعل الشباب عرضة للاضطراب والتوتر والقلق، وقد تكالبت عليه هذه العوامل المرضية فأصبحت تشكل أزمة في حياته وعقداً في تصرفاته وسلوكه وعلاقاته العامة مع الآخرين، وكادت هذه الأزمة أن تحوله من عنصر إيجابي منتج إلى عنصر سلبي هامشي مستهلك، وهذه حالة لا تليق بالشباب مطلقاً، لكونه يمثل القلب النابض للأُمم والشعوب، ومعولاً أساسياً في البناء والنماء، والبلد الذي تقل فيه نسبة الشباب يسرع الزمن بشيخوخته. وهذه المفاهيم وسواها تقتضي من الباحثين في مجال قضايا الشباب أن يمعنوا النظر في المراحل التي تمر منها الأجيال هذه الأجيال التي عاشت صراعات مختلفة منذ نشأة الإنسان الأولى، غير إنّ إختلاف الظروف وتباين الأحوال والأوضاع بين جيل وآخر يعطي لكل زمان وجهه الحقيقي، كما إنّ الحاجيات والمتطلبات تتعدد وتتنوع من وقت لآخر، فما كان في حاجة إليه الآباء والأجداد ليس هو ما في حاجة إليه من طرف الأجيال الجديدة التي ينتمي إليها الشباب، بل شتان ما بين الأمس واليوم، الأمس كان كل شيء عادياً وطبيعياً أما اليوم فقد أصبح كل شيء ديناميكياً مصطنعاً بفعل التكنولوجيا والتقدم العلمي وما جاء به عصر الكومبيوتر والفيديو وغير ذلك من أسباب الحضارة الحديثة التي عرفت الحياة الإنسانية فيها، تحولات كبيرة في توجهات الشباب على مستويات مختلفة من التكوين والتعليم والممارسات العملية والوظيفية والمردودية والانتاجية. ولعل من أصعب المصاعب التي تواجه الشباب التكيف مع العصر ومسايرة تطوراته السريعة خاصة وإنّ المعلومات تسبق بكثير الإنسان في بعض المجتمعات الملتزمة التي لاتزال تحافظ على أصالتها وتقاليدها وتحرص على القيم والمثل الإنسانية العليا وهذه الوتيرة لها إنعكاسها المعيّن في توجهات الشباب وتقف في طريقه وهو أمام تحديات العصر وملزم باقناع أسرته ومجتمعه وأولياء أمره بجدية إسلوبه في الحياة وهل بهذا الأسلوب يمكنه مواجهة متطلبات الحياة الجديدة بكل ما تقتضيه من حيوية وصبر وتضحية وكفاح، علماً بأن تجربة الشباب لم تكن ناضجة بالقدر المطلوب، هذه التجربة التي تحتاج إلى المزيد من الصقل والتوجيه والتكوين والاعداد نظراً للدور الحيوي والهام الذي يلعبه الشباب في حياة مجتمعاته حاضراً ومستقبلاً في مختلف مجالات البناء والنماء والتقدم والتطور. يتضح جلياً إنّ الشباب أصبح يؤمن بأفكار معاصرة غير لائقة به، بل لم تكن تعبر عن أصالته وعقيدته كما أصبح يتبنى إتجاهات وإيديولوجيات لا تمت بصلة لواقعه الاجتماعي والاقتصادي وهذه في الحقيقة وضعية شاذة وحرجة يوجد عليها الشباب وخاصة في المجتمعات الحضرية. وكادت هذه الفعاليات السلبية التي تفقد الشباب هويته وتقمحه في وهدة من الانحطاط الاجتماعي والتحجر الفكري والفراغ الأخلاقي والروحي وتلك هي الطامة الكبرى والضربة القاضية التي تشل جسد المجتمع وتوقف حركته وتعرقل مسيرته. وبهذه الرؤيا لقضايا الشباب وإشكالياته تضاعف الاهتمام بهذا العنصر البشري وفي ضوء هذا الواقع بدأت تطرح إشكاليات الشباب على بساط العرض والعلاج بغية إنتقاء الحلول المناسبة من منظور شمولي تراعى فيه كل الخلفيات التي تتأثر بها حياة الشباب إنطلاقاً من منظور الاختلاف في المستويات الإجتماعية والإقتصادية والظروف النفسية. وهذه الأوضاع تقتضي فتح حوار هادف لمعالجة اشكاليات الشباب على أساس المعطيات الحضارية، ذلك لأن هناك تفاوتاً حضارياً له أثره المحسوس في توجهات الشباب ولابدّ من تدارس هذه المعطيات وتحديد مفعولها وتأثيرها المباشر أو غير المباشر في سلوكيات الشباب وعلاقاته العامة، إذ هناك عناصر بشرية يصعب عليها التكيف مع نمط معيّن من الحضارة وإن كانت ملزمة بضرورة التكيف مع هذا النمط، أي إنّ الإنسان وخاصة في مرحلة الشباب كثيراً ما يكون متمرداً ضد بعض التقاليد ويزداد تمرده بفعل التأثر بأنماط حضارية معينة ودخيلة، كما إن حب التجديد وسرعة التقليد أمور من ميولات الشباب التي لا مهرب له منها. وقد نشطت هذه الفعاليات السلبية في أوساط الأجيال الصاعدة نتيجة التواصل والمد الإعلامي الذي يغزو مختلف الأوساط دون تصنيف ودون فرز ولا تخصيص، حتى إنّ الشباب الذي ينقصه الوعي وتنقصه المعرفة والتعلم يأخذ مدرسته من الخلاعة وأفلام العنف والجنس والجريمة والسرقة واللصوصية والنصب والاحتيال ويتجرد من الفضيلة والأخلاق والمروءة والحياة والضمير وتلك أوضاع خطيرة أصبحت تكتنف حياة عينات من الشباب وتغذي هذه الأوضاع فئات أخرى من الجانحين الاحداث وبذلك تتصاعد نسبة الانحراف.   -       الشباب... الأسرة... الفراغ: الحديث عن الشباب وعلاقته بالأسرة ومكانته داخلها يتميز بخصوصيات متعددة، ولكن سوف لا نحيط بكل هذه الخصوصيات وإنما نكتفي بالإشارة إلى أهم الروابط التي تربط الشباب بالأسرة. ففي المناخ العائلي يتم إعداد الشباب وتكوينه الأساسي وتربيته ونشأته الأولى بكل ما تتطلبه هذه الظروف من جهد وتضحية من قبل ركائز الأسرة أي الأبوين اللذين يسعيان في خلق الجو الملائم للأبناء كي يشبوا في ظروف حسنة ويعاملونهم معاملة طيبة حتى إنّ البعض من الشباب ذكوراً وأناثاً يعتبرون الآباء مثلهم الأعلى وقدوتهم في حسن السلوك والتصرف ويرون في الأُمّهات مصدر الرأفة والحنان والرقة ويعيشون داخل بيوت يعمها التفاهم والوئام حيث يشعرون بأن لهم داخل أسرهم الشخصية الكاملة يستقبلون أصدقاءهم ويعبرون عن آرائهم بكل حرية. وإذا بحثنا في هذا النوع من الأسر نجد إنها على قدر لا يستهان به من الوعي الشيء الذي يساعدها على ترشيد الأبناء والقيام بالمسؤوليات بينما توجد فئات أخرى من الشباب تعاني من الحرمان والقهر والتفكك العائلي نتيجة إهمال الأسرة أو الطلاق أو سوء التفاهم في المعاشرة الشيء الذي ينعكس سلباً على الأبناء ويقحمهم في دوامة من الحيرة والتوتر والقلق، بل كثيراً ما يؤدي هذا السلوك إلى المصير المجهول. وقد أفرزت بعض البحوث بأنّ المحيط الأسري له تأثير كبير في الإستقرار النفسي والاجتماعي في حياة الإنسان بصفة عامة والشباب بصفة خاصة ولعل من أسباب الخلل في العلاقات بين الشباب والأسرة عدم توفر جو الحوار بحيث أن بعض الأسر تعتمد في التعامل مع الشباب على الأسلوب السلطوي بكل ما يتميز به هذا الأسلوب من قمع وتجاوز وتهميش للشباب وفي هذا إحباط للهمم الشابة وتحطيم للجانب المعنوي وفقدان للثقة بالنفس والشك في المصداقية، بل إنّ هذا الأسلوب الذي يتلقاه بعض الشباب من الأسرة يؤدي إلى الفشل والتراجع والانطواء وعدم الادلاء بالرأي والتزام الصمت خصوصاً إذا كان الأمر يتعلق بمناقشة القضايا الدينية والسياسية. لأن أنانية الآباء والأُمّهات تحول دون إشراك الأبناء في مثل هذه المناقشات. وليس بإمكان أي طرف إقناع الطرف الثاني وبذلك تبقى الرؤى ضبابية وغير واضحة، لأنّ الشيء الذي يفتقد الوضوح يعتبر في حساب المجهول. وهذا في الحقيقة خلل واضح في مسؤولية الأسرة التي ينبغي لها أن تقنع بكل الوسائل والحجج الشباب بما تتوفر عليه من خصوصيات وتجارب ذلك لأنّ الأسرة التي لا تحاول الشباب لا يمكن أن تحظى بثقته وبالتالي كيف يمكنها لها أن تقوم بترشيده في حياته الدراسية والعملية والإجتماعية. أمّا بالنسبة للشباب والفراغ فلقد سبقت آراء وكتابات كثيرة تناولت هذا الجانب في مواضيع تهم الشباب، ولكن مع ذلك لا يزال وسيبقى هذا الموضوع مطروحاً وقابلاً للنقاش ذلك لأن أوقات الفراغ تعتبر في الواقع أوقاتاً ضائعة والضياع لا ينتج عنه إلا الضياع ولا يقبل أي عقل سليم أن يتساهل مجتمع من المجتمعات في صنع أجيال ضائعة أوقات شبابية ضائعة علماً بأن جهوداً جهيدة تبذل من كل الأطراف المعنية والمهتمة بشؤون التربية والاصلاح والإعداد الاجتماعي من أجل تكوين الشباب وإستثمار طاقاته الخلاقة وفعالياته الهامة بهدف صنع المستقبل الكريم. ولقد أكدت بعض الأبحاث الميدانية بأنّ الشباب من الجنسين يعاني معاناة قاسية من أوقات الفراغ ومعظمهم يحملون المسؤولية إلى المسؤولين والمخططين والمبرمجين في إطار الدولة، كما يعبرون عن إستيائهم من تهميش الشباب وعدم إشراكه في وضع تخطيط البرامج والعمل الحكومي وخاصة ما يهم مجالات الشباب ويستجيب لتطلعاته وطموحاته، وإشباع رغباته في الترويح والترفيه، ولكن قبل أن نوجه اللوم إلى الحكومات والقيادات السياسية والأجهزة الساهرة على البرمجة والتخطيط والتي يشكو بأنها لم توفر له الوسائل الضرورية للتنشيط الشيء الذي جعله عرضة للركود ومعايشة الفراغ الذي لا طائل تحته، يمكن أن نقف وقفة تأمل في محاولة لتحليل مدى إستعدادات الشباب للقيام بما يحول بينه وبين الفراغ، ذلك لأن هناك فئات تسعى إلى الخوض في الفراغ وليس الفراغ الذي يسعى إليها. وكمثال على ذلك تشير بأن شباب الوسط الذي عايش ظروفاً قاسية إجتماعياً وسياسياً وتعليمياً وواجه حياة أكثر صعوبة لإنعدام الوسائل والامكانيات مع كل هذا لم يكن يشكو من الفراغ، بل لم يترك مجالاً للفراغ بينما شباب اليوم نراه يخبط في حياته خبط عشواء ويتعاطى المخدرات وبدل أن ينهمك في مطالعة كتاب أو قراءة صحيفة أو مجلة أو يعتكف على الحفظ والكتابة ويخوض في الدراسة والتحصيل والنهل من مناهل العلوم والمعرفة ويسعى إليها بكل الطرق ويبحث عن الثقافة والتوعية والإرشاد في المسجد والأندية والدور والمؤسسات القائمة من أجل ذلك، نجده يهتم بالأغاني التافهة والرياضات التي تشوه بنيته وتطبع شخصيته بالخشونة والعنف. هذه جملة من الأفكار يمكن أن نسميها بالأفكار المعاصرة من وجهة نظر الشباب غير إنّ تساؤلاً يطرح نفسه وفحواه: كيف يمكن تحديد توجهات الشباب المستقبلية في ضوء السلوكيات المتناقضة، ويبقى التساؤل مطروحاً فمن الذي يجيب...؟ لماذا يهرب الشباب من الحياة الزوجية؟ لم يعد خافياً على أحد إن نسبة كبيرة من الشباب أخذت تعرض عن الزواج وتهرب من الدخول في قفص الحياة الزوجية مع إنّ هذه المؤسسة مهمة جدّاً لتأمين الحياة الأفضل للإنسان إذ فيها يشعر بمسؤولياته وبواسطتها يحدد آفاق مستقبله كزوج وكأب وكرجل، لأن بدخول الإنسان في المؤسسة الزوجية يودع حياة الشباب ويستقبل حياة الرجولة بكل ما تتميز به من المسؤوليات والتبعات. والحوار مع الشباب في هذا المشكل يفيد بأنّ الأحلام تبددت في الحصول على رفيقة العمر ومن العسير إيجاد الزوجة المناسبة لتكون ربة بيت ناجحة وقادرة على أن تكون أماً صالحة لتربية أبناء صالحين ثمّ يسترسل في الكلام عن متاعب متطلبات الحياة التي تضاعفت بشكل ما أنزل الله به من سلطان وإنما جاء به عصر التطور في الإستهلاك، وطغيان الأنانية وحب الذات، وكثرة التكاليف التي تعزى إلى التباهي وهذا ما جعل مسألة الزواج متروكة للمستقبل مع إنّ الواقع يقتضي مواجهة الإشكالية بمنطق الاصالة والعفاف والإحتكام إلى الشريعة.   -       الشباب والبرامج التعليمية: إنّ أغلبية الشباب يرون أنّ البرامج التعليمية أكثرها يتسم بالإرتجال والعقم، وإنها لا تتجاوب مع تطلعات الشباب وأهدافه وطموحاته، ولا تفي بحاجياته الأساسية من حيث ضمان مستقبله وتثقيفه ثقافة متينة، فالجانب النظري يطغى على الجانب التطبيقي حتى إنّ الشباب يخرج من حياته التعليمية جاهلاً لأبسط معطيات الحياة العملية والإجتماعية مع إنّ العديد من الشباب يركبون قطار التعليم بغية الوصول إلى محطات العمل في المكاتب الإدارية والحصول على الوظائف والظهور بمظاهر استهلاكية، وهذه المتناقضات تترسخ في أذهانهم نتيجة التلقين والتوجيه بحيث لم تكن هناك روح عملية جادة ولا برامج قادرة ذات أبعاد مستقبلية واضحة وهذا ينعكس على الشباب ويبعث فيه الخمول والركود والكسل وفقدان المبادرة والمنافسة والمواظبة والاجتهاد في الدرس والتحصيل، بل يحدث فيه تحايلاً من أجل الحصول على النقط وتحايلاً في التعامل مع الامتحانات ومراهنة على النجاح أحياناً بالصدفة، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على إنّ البرامج التعليمية لا تتناسب مع طبيعة العمل الذي ينتظر الطالب بعد تخرجه من التعليم الثانوي والجامعي وهذا ما يؤدي إلى الخلل في ممارسة بعض الأعمال والوظائف من طرف الشباب الذي يخلف في مرافق الشغل أولئك الذين تنتهي مدة عملهم باحالاتهم على التقاعد وقد نلتمس العذر للشباب لكونه يفتقر إلى التجربة، ولكن ما عذره في عدم تحليه بالمرونة واللطف والصدق والإتقان في العمل والوفاء بالعهد والإلتزام بقضاء المصالح الموكولة إليه والتفاني في القيام بالواجب دون تقاعس أو تمارض أو مماطلة وتسويف لذوي الحاجات. أمّا بالنسبة للقيم فإننا عندما نحاول معالجة نظرة الشباب إلى القيم والكيفية التي يتعامل بها مع هذه القيم لابدّ من تعميق البحث والاستقراء في بعض الثوابت والمتغيرات ذلك لأنّ التحليل السطحي للازمة لا يفي بالغرض المقصود، بل يخالطه ولا شك تسرع في الحكم على أنماط معينة من سلوك بعض الشباب ومن موقع الوقائع والاحداث التي يعايشها عالم الشباب. وفي ضوء الأفكار المعاصرة التي تسيطر على أدمغتهم لم يعد هناك مبرر لمناقشة القضية بتحفظ وإنما آن الأوان للجهر بالصراحة في القول بأنّ الشباب حاد كثيراً عن قيمه إلى درجة التفريط. وللدلالة على ذلك نقول إن نسبة لا يستهان بها من الشباب المتعلم وأشباه المثقفين لا يتعاملون بما ينبغي التعامل به مع بعض القيم الأساسية، وبدون أن نركز على القيم النابغة من العقيدة نشير فقط إلى القيم المعنوية والأخلاقية والاجتماعية. والحال إنّ التساؤل المطروح هو إلى أين يتجه الشباب...؟ ولماذا يتجه بعضه إلى أوكار الرذيلة وهو يعلم بأنّ التحلي بالفضيلة أنفع له في الدارين الدنيا والآخرة. وقد يصطدم الباحث في هذا الموضوع ببعض المسلمات والافتراضات التي تقحم الشباب في متاهات يفقد بفعلها وتأثيرها السيطرة على هويته الحقيقية وتوجهاته المستقبلية، ولكن إذا تسلح بالإيمان الصحيح لا يمكن أبداً لأي تيار مهما كان عاصفاً وقوياً أن ينال منه. فالرجوع إلي اليقين وبشريعة رب العالمين ترسم أمامه المحجة البيضاء التي ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، وإذا كان وعي الشباب قصيراً ونضجه منعدماً عن إدراك حقيقة نفسه وسوء واقعه فإنّه يتعين على من بيدهم أمور وشؤون الشباب أن يعملوا على تحصينهم وغرس القدرة والشجاعة في نفسه حتى يتمكن من حماية عقله وفكره من الأيديولوجيات المعاصرة. وليس هذا بالشيء السهل، بل لابدّ من تضافر جهود الدراسة والأسرة والمؤسسة والمعهد والمجتمع العام ولا يغفل كذلك دور وسائل الإعلام وأهميتها في عملية تحصين الشباب وحمايته من كل الأمراض النفسية والاجتماعية والانحرافات السلوكية وبالتالي وقاية العنصر الشبابي من الإحساس بالكآبة والشعور الانفعالي والتشاؤم المستقبلي وكل ما يؤدي به إلى الوقوع في المعاناة والارهاصات الناتجة عن التوتر والقلق.►

ارسال التعليق

Top