• ١٨ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١٦ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

العودة الى طريق الإيمان

أسرة

العودة الى طريق الإيمان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا شابة عمري 15 سنة
اما بعد فاني أشكر الله على ان هناك أشخاص مثلكم الحمد لله.
مشكلتي تتجزأ من مشاكل .....
ربي هداني لطريق النجاة السعادة والحياة.. الايمان باالله احببت الله والدين فجاهدت نفسي واحببت الايمان الذي يزداد بقوة.
لكن حصل انتكاس واجهتني مغريات وعوائق فلم اكن مشحونة بالقوة التي تواجه هذه الاغراءات فضعفت امامها وبكل سهولة.. اسأل نفسي اين الايمان ....
احببت الدنيا وازداد حبي لها مع انها لا تساوي شيئاً كلما احاول التوبة واقناع نفسي بأن الايمان والدين هو الحياة هو السعادة الحقيقية أجد نفسي تتكاسل وتتقاعس وتفضل الراحة على العبادة وأجد الشيطان والإغراءات تعترض طريقي وتقنعني بأن الدين تقييد لحريتي وصغط وتعب فانا الان ارجع الى طريق الايمان وبعدها استحلي طريق الفسوق والعصيان...
أطلب منكم مساعدتي كيف أتغلب على نفسي وأن لا أركن الى الدنيا و أستهويها وأن اصبح قوية ضد الإغراءات وأشكركم على مجهوداتكم التي باذن الله لن تضيع سدى ابداً.

الأخت العزيزة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الحديث الشريف :(الايمان ماوقر في القلب وصدقه العمل).
فالمرحلة الاولى من الايمان أن يستقر في القلب, بمعنى أن يعتقد الانسان بالله تعالى وأن يعرف حق المعرفة بأن الله تعالى عليم حكيم فلايختار للانسان إلاماينفعه ويصلحه, وبالتالي فإن الله تعالى لم يحرم شيئاً إلاّ إذا كان مضراً لسلامة الانسان ,روحه وجسده, ولم يوجب شيئاً إلاّ إذا توقفت سلامة الانسان أيضاً عليه.
قال تعالى :(الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل يامرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم اصرهم والاغلال التي كانت عليهم فالذين امنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه اولئك هم المفلحون)(الاعراف /157).
فيجب ان نكون على يقين بأن الحرام داء ووباء وسم وشيء خبيث فلانقترب منه أبداً وإن كانت مظاهره براقة وجذابة...وبعكسه حلال الله فإنه طيب وطاهر وفيه بركة وعافية وسلامة.
هذه المعرفة تحدث فينا إرادة تبعدنا عن المعاصي وتقربنا من الطاعات بإذن الله.
ويحتاج مع ذلك الى أن نتردد على بيوت الله ومساجده حتى نعمر قلوبنا بذكره ونتواصل مع أهل طاعته, من عباد الله المخلصين, فنزداد إيماناً الى إيماننا وصبراً وقوة على العمل.
قال تعالى :(وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)(العصر/1-5).
من جهة أخرى نعمل على ترويح أنفسنا بما أحله الله من طعام وشراب وراحة واستحمام, حتى نحصل على التعادل في شخصياتنا, فالاسلام ليس دين رهبنة ولاعزوف عن الدنيا, وإنما هو دين الدنيا والاخرة.
(ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار).
وساحة الحلال في الدنيا واسعة أوسع بكثر من ساحة الحرام,لذلك يمكن للانسان المؤمن أن يعيش حياة هنيئة طيبة في ظل طاعة الله وطاعة رسوله.
قال تعالى:(من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون)(النحل/97).
ويجب علينا تذكر الآخرة, وماأعد الله تعالى لعباده من نعيم وأجر عظيم, وماأعد العاصين من عذاب مقيم, والعاقل من تدبر العواقب قبل أن يقدم على عمل يندم عليه.
ومن الامور التي تساعد على استحضار الآخرة وتقوية الايمان, قراءة القرآن, لما فيه من المواعظ والآيات, وهي تساعد أيضاً في استقرار النفس وزيادة سكونها (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
وقد يواجه الانسان ضعفاً في الارادة فيقع -لاسمح الله- في الخطأ أو الحرام فعليه الاستغفار والتوبة والتصدق على الفقراء ومن العزم على عدم العودة..فإن عاد فعليه اعادة الاستغفار, من دون يأس من رحمة الله, وطلب العون منه...
ومن النافع جداً في تقوية الارادة :الصوم, ولو ليوم في الشهر أو الاسبوع, فإنه يقوي عزيمة الفرد ويعطيه ثقة عالية بالنفس في مواجهة الشيطان.
وقد فسر الصبر بالصوم, في قوله تعالى:(واستعينوا بالصبر والصلاة وانها لكبيرة الا على الخاشعين)(البقرة /45).
أخيراً عليك أن تتذكري دوماً أن الله يحبك ويريد لك الخير, وأن إيمانك ليس ضعيفاً كما قد تتصوري, لأنك حريصة على تغيير واقعك نحو الافضل, وستتوفقين في ذلك بإذن الله.

ارسال التعليق

Top