• ١٨ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١٦ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

الكتاب.. عالم من الأفكار والفوائد

عمار كاظم

الكتاب.. عالم من الأفكار والفوائد

هو المعلّم الأوّل للبشرية وفوائده تكاد لا تحصى، فالكتاب الذي تتنوّع مواضيعه وعلومه بالنهاية لابدّ له فائدة قيّمة بين دفتيه. وقد حُدد الثالث والعشرون من أبريل يوماً عالمياً للكتاب بعد أن قررت اليونسكو منذ عام 1995م الاحتفال بالكتاب.

الكُتب كثيرة ومختلفة من حولنا، ومواضيعها شاملة لجميع مجالات حياتنا تقريباً، سواءً أكانت دينية، أو ثقافية، أو أدبية، أوعلمية، أو اجتماعية، ومهما كان موضوع الكتاب وما يحمل بين صفحاته معانٍ كثيرة وقيّمة لا يمكننا الحصول عليها والاستمتاع بقراءتها إلّا من الكتاب، فالقراءة هي أوّل ما أمرنا به عزّوجلّ؛ فقد كانت أوّل كلمة من القرآن الكريم هي "اقرأ" في أوّل آية نزلت على رسولنا محمّد (ص): (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) (العلق/ 1)، وذلك لأهمية القراءة في حياتنا، وبالأخص قراءة كتاب الله عزّوجلّ القرآن الكريم، فمن أفضل الأمور التي يمكن أن يشغل بها أيّ منّا بها وقت فراغه هي القراءة، فالكتاب هو خير جليس للإنسان في حياته، فكلّ كتاب نقرأه يأخذنا معه إلى عالم آخر لنشعر بأنّنا جزء من ذلك العالم.

وعلى الرغم من انشغال الناس في الآونة الأخيرة بالتطورات التكنولوجية التي شهدناها إلّا أنّ الكتاب مازال ذا أهمية كبيرة للإنسان، فمهما كان المصدر الذي نحصل على المعلومات منه فإنّه لا يضاهي الكتاب، فقراءة صفحات الكتاب تجعلنا نشعر بمعاني المفردات التي نقرؤها.

الكُتب هي الوسيلة الرئيسة التي تجعلنا نتعلّم ونتعرّف على كلّ ما حولنا من الثقافات والمعارف والعلوم المختلفة. كما تعتبر الكُتب مصدراً مهماً لتنمية اللغة لدى مَن يقرؤها، عدا عن ذلك فهي تنمّي شخصية الفرد. تعمل الكتب على إكساب القارئ مهارة التعلم الذاتي، والتي أصبحت ميادين التعلم في أيامنا هذه تعتمد عليها، فلمواكبة التطورات في مجال البحث العلمي لابدّ من قراءة الكُتب.

كما تجعل الكُتب الفرد أكثر ثقافة بحيث يكون لديه القدرة دائماً على نقاش الآخرين في جميع المجالات، كما تكون لديه القدرة على الحديث في المجالس بشكل أفضل، الأمر الذي يجعل من شخصية الفرد أقوى. وإنّ قراءة الكُتب تكسب الفرد العديد من الخبرات والمهارات المتنوّعة، كما تثري لغته بالكثير من المفردات والعبارات. الكُتب هي ما يشغل وقت فراغ الإنسان لتجعل منه أكثر فائدة. تعمل الكُتب على توسيع آفاقنا ومداركنا وقدراتنا وعقولنا، وتجعلنا نعرف الحديث من القديم.

وختاماً، بقراءة الكتب سيثري القارئ عالمه الفكري، وسيرى الأمور بوجهات نظر مختلفة، سيجد أنّ الكتب الفكرية أو حتى الأدبية تعرض له الكثير من الأفكار المتناقضة التي لن يقرّها بالضرورة، لكنّه مع الوقت سيصل إلى مرحلة ليتقبل الاختلاف بصدر رحب، سيرتفع بالضرورة وعيه للعالم المحيط به، وسيقرّر الجانب الفكري الذي يتبنّاه. كما إنّ الجمل التي سيقرأها القارئ ستتشكل في دماغه كصور حيّة، هذه الصور مع الوقت ستصير أكثر إبهاراً، فحتى أروع الأفلام لن تكون قادرة على مُجاراة الخيال بشري.

ولطالما قال الناس جملة: الرواية أجمل من الفيلم، وهذا لأنّهم يترجمون كلمات الكُتب كلاً بشكل مختلف وأجمل وأكثر ابتكاراً، والكلمات التي يحصل عليها القارئ من الكُتب لن تقرأ ككلمات في الدماغ، فالدماغ أكثر معامل الصور إبهاراً. ويحصل القارئ بالقراءة على ما يجهله، فهو مصدر التعليم الأوّل لأيٍ كان، فلا أفضل من الكتاب لتعلّم العلوم على اختلافها، فأنت بالكُتب تستطيع تعلّم كلّ شيء عن مكان ما أو عن علوم الطبيعة، والبيولوجيا، واللغة، والعلاقات العامة، والتاريخ، والأديان أو أي أمرٍ كان.

ارسال التعليق

Top