قال تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (البقرة/ 185). شهر ترتقبه النفوس كلّ عام، وتشتاق إليه منذ رحيله لمدة عام، شهر الرحمة والغفران، شهر الصلاة والقرآن، شهر الصيام والإيمان. تتجه كلّ قلوب المسلمين نحو قبلة الإيمان، يجتهدون في الطاعات.
وأن تدعو الله بكلّ ما تريد فللصائم دعوة لا ترد، فلا تبخل على نفسك من استجابة دعاء يتحقق فيه حلم كنت ترجوه لسنوات. يقول الرسول (ص) :" ثلاث دعوات لا ترد، دعوة الوالد لولده، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر" في رمضان مائدة السحور والفطور قبل أن تكون رمزاً للأكل هي رمز للاجتماع الصادق على الطاعة، تجتمع كلّ العائلة على مائدة واحدة تقيم بعدها فريضة إيمانية. إنّ لرمضان ثمار ومعجزات دينية وصحّية، هناك بعض الدراسات التي اكتشفت أنّ الجسم يحتاج للامتناع عن الطعام لفترة معينة، وقدرت هذه الفترة بالـ(30) يوماً وهي تماماً كصيامنا لشهر رمضان. رمضان فرصة التغيير الأكيدة، فإذا استمريت على عملٍ معين لمدة (30) يوم هذا يعني أنّ العمل صار جزء منك وعادة من عاداتك، لذلك كان رمضان كمحطة تغيير لأنفسنا وتجديد لها، كمرحلة لانطلاقةٍ جديدة بأعمالٍ جديدة وأهداف أسمى وأرقى. احرص على أن تكون ربانياً لا رمضانياً، واجعل لرمضان فيك أثر يبقى بعد انتهائه ويستمر معك لعام قادم. رمضان فرصة للتغيير، رمضان راحة للنفوس، رمضان صحّة ونشاط، رمضان علاج للغضب وليس العكس، رمضان بوابة كبيرة للجنّة، رمضان دليلك لعمل الخير ولبذل الصدقات لمستحقيها، رمضان عنوان الفرحة الحقيقة لقوله (ص):" للصائم فرحتان يفرحهما، إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربّه فرح بصومه". فكن ممن يستعدون لهذا الشهر العظيم، ويعدون له العدة العظيمة.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق