• ١٨ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١٦ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

عظمة الإسلام في تعامله الإنساني

عظمة الإسلام في تعامله الإنساني

◄في بيئة صحراوية قاسية انطلقت الدعوة الإسلامية دعوة حضارية فذة، ومن خلال تعامل الرسول (ص) مع تلك الظروف والأوضاع الاجتماعية والفكرية المتخلّفة يمكننا أن نكتشف قدرة الإسلام على التغيير والتأثير، ونعرف عظمة الإسلام في تعامله الإنساني مع الإنسان، وقدرته على بناء المجتمع الحضاري المتطوّر.. لنقرأ تلك الحادثة مع الرسول (ص) وهو القائد والحاكم والمنتصر في تلك الفترة، ولنكتشف احترام الحقوق، ومطالب الآخرين في عالم السياسة والاقتصاد، وانفتاح الأُفق النفسي للحاكم على أُمّته وشعبه، وإن أساؤوا التصرّف، وأخطأوا الفهم والتقدير، فالرسول (ص) لم يكن قد منع حقّاً للأعرابي، بل كان ذلك تصوّراً خاطئاً من الأعرابي.

إنّ الذي نقرأه في حادثة الأعرابي مع رسول الله (ص) ليس موقفاً أخلاقياً فذاً يعبّر عن العفو وحُسن الخلق فحسب، بل هو منهج عمل سياسي للحاكم المسلم يوضّح لنا كيف يجب أن يتعامل مع شعبه وأُمّته حين تطالبه بحقّها.. لنتعامل مع نص الحديث، ولنفهم عظمة هذا الرسول (ص) الذي خوطب بقوله تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم/ 4).

روى أنس بن مالك: «إنّ النبيّ (ص) أدركه أعرابي فأخذ بردائه فجذبه جذبة شديدة حتى نظرت إلى صفحة عنق رسول الله (ص)، وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جذبته، ثمّ قال له: يا محمّد مُر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه رسول الله (ص) فضحك، وأمر له بعطاء».

إنّ الإطلال على هذا الموقف الإنساني النبيل يرسم أمامنا صورة الرسول وهو يضحك أمام هذا التصرّف الجاف المُعتدي، فهو لم يغضب ولم يُعاقب، بل يضحك ويُعطي هذا الإنسان حاجته من المال. ذلك هو تعامل القائد القدوة مع شعبه وأُمّته، إنّه المُصلح والمُربي، وليس الحاكم الجبّار. ►

ارسال التعليق

Top