• ١٨ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١٦ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

كيفية الوصول إلى العمل المناسب

واليس د. واتلس

كيفية الوصول إلى العمل المناسب

النجاح في أي عمل معيّن يعتمد على امتلاكك – وبدرجة جيدة من التطور – القدرات المطلوبة في ذلك العمل. من دون قدرات موسيقية جيدة لا يستطيع أحد أن ينجح في العمل كمعلم موسيقى، من دون قدرات ميكانيكية جيدة لا يستطيع أحد أن ينجز النجاح في أي تجارة ميكانيكية، من دون براعة وقدرات تجارية لا أحد يمكنه النجاح في الأمور التجارية، ولكن امتلاك القدرات المطلوبة في مهنتك المعينة وبدرجة جيدة لا يضمن إدراكك الثراء، هناك موسيقيون لديهم موهبة مميزة، ومع هذا يبقون فقراء، هناك حدادون، نجارون و... إلخ لديهم قدرة ميكانيكية ممتازة، ولكن لم يدركوا الثراء، وهناك تجار يتمتعون بقدرات تعامل جيدة مع الناس ومع ذلك يفشلون.

القدرات المختلفة هي أدوات، من الضروري امتلاك أدوات جيدة، ولكن من الضروري أيضاً استخدام هذه الأدوات بالطريقة الصحيحة، يمكن لأحدهم أن يأخذ منشاراً، أداة هندسية وغيرها، وينتج قطعة أثاث جيدة، رجل آخر يمكن أن يأخذ الأدوات نفسها وينتج نسخة عن أي قطعة ولكن عمله سيكون تشويهاً للقطعة الأولى، فهو لا يعرف كيف يستخدم أدوات جيدة بطريقة ناجحة.

القدرات المختلفة لعقلك هي أدواتك التي بها يجب أن تنجز العمل الذي سيجعلك ثرياً، لذلك سيكون من الأسهل عليك أن تنجح إذا زاولت عملاً وكنت مؤهلاً له بأدوات عقلية.

بشكل عام سوف تقوم بأفضل ما لديك في ذلك العمل والذي سوف يستخدم قدراتك الأقوى – العمل الذي يناسبك بشكل طبيعي، ولكن هناك حدود لهذه العبارة أيضاً، لا يجب على أحد أن يعتبر مهنته شيئاً ثابتاً ولا يتغير بالميول التي ولدت معه.

يمكنك إدراك الثراء بأي عمل، إذا لم تكن تملك الموهبة المناسبة، يمكنك تطوير تلك الموهبة، هذا يعني أنّه يجب عليك أن تصنع أدواتك بينما تتطور، بدل أن تحجز نفسك باستخدام تلك التي ولدت معك، سيكون من الأسهل لك أن تنجح بالمهنة التي تمتلك مواهبها بشكل جيّد، ولكن يمكنك أن تنجح في أي مهنة لأنك تستطيع أن تطور أي موهبة في مراحلها الأولى، وليست هناك موهبة لا تمتلك بذورها الأولى على الأقل.

سوف تدرك الثراء بسهولة بالغة عبر الجهد، إذا فعلت هذا وهو ما يناسبك تماماً، ولكن ستدرك الثراء بشكل مريح إذا فعلت الشيء الذي تريد فعله.

فعل ما تريد فعله هو الحياة، وليس هناك رضا حقيقي في الحياة إذا أرغمنا على أن نقوم بعمل شيء ما لا نحب فعله إلى الأبد وألا نقوم بالشيء الذي نريد القيام به، الرغبة في عمله هو برهان بأنك تمتلك بداخلك الطاقة القادرة على فعله.

الرغبة هي إظهار للطاقة.

الرغبة في عزف الموسيقى هي الطاقة التي تستطيع عزف الموسيقى والتي تبحث لنفسها عن التعبير والتطوير، الرغبة في اختراع معدات ميكانيكية هي الموهبة الميكانيكية التي تبحث لنفسها عن التعبير والتطوير.

عندما لا يكون هناك طاقة، متطورة أو غير متطورة، لفعل شيء ما، فلن توجد هناك أي رغبة لفعل ذلك الشيء، وعندما يكون هناك رغبة قوية لفعل شيء ما، فهذا دليل أكيد بأنّ الطاقة لفعل هذا الشيء قوية وتتطلب فقط أن تتطور وتطبق بالطريقة الصحيحة.

بما أن كلّ الأشياء الأخرى متساوية، فإنّه من الأفضل أن تختار العمل الذي تمتلك موهبة متطورة لإنجازه، ولكن إذا  كانت لديك رغبة قوية لتزاول أي عمل معيّن، يجب أن تختار ذلك العمل كهدف نهائي لك.

يمكنك أن تفعل ما تريد فعله، وهذا حق وامتياز لك أن تزاول العمل أو المهنة التي ستكون ملائمة ومبهجة، لست مجبراً أن تفعل ما لا تحب أن تفعل، ولا يجب أن تفعله ما لم يكن وسيلة لتصل عبرها إلى الشيء الذي تحب أن تفعله.

إذا كانت هناك أخطاء من الماضي والتي نتائجها وضعك في عمل أو بيئة غير مرغوبة، ربما ترغم لبعض الوقت أن تقوم بما لا تود القيام به، ولكن يمكنك أن تجعل القيام به مبهجاً بمعرفتك أنّ هذا يجعله ممكناً لك لتصل إلى فعل ما تريد أن تفعل.

إذا كنت تشعر بأنك لست في المهنة المناسبة، لا تتصرف بتهور في محاولة الحصول على عمل آخر، الطريقة الأفضل بشكل عام هي بتغيير العمل أو البيئة بالتدريج.

لا تخف من أن تأخذ تغيراً مفاجئاً وجوهرياً إذا سنحت الفرصة وتشعر بعد تفكير دقيق بأنها الفرصة المناسبة، ولكن لا تتخذ أبداً خطوة مفاجئة وجوهرية عندما يكون لديك شك.

ليس هناك أبداً أي تسرع في المجال الإبداعي، وليس هناك افتقار للفرص.

عندما تبتعد عن العقل التنافسي سوف تفهم بأنك لن تحتاج أبداً للتصرف بعجلة، لا أحد سوف ينافسك بالشيء الذي ترغب بفعله؛ هناك ما يكفي للكل، إذا شغل مكاناً ما، فسوف يتاح لك بعد وقت مكان آخر وأفضل؛ هناك الكثير من الوقت، عندما يكون لديك شك، انتظر.

عد إلى التأمل في رؤيتك، وقوِّ إيمانك وتصميمك، في أوقات الشك والتردد، وبكل الوسائل، فعَل الشكر والامتنان.

قضاء يوم أو يومين في تأمل رؤية ما تريد وبالشكر الجاد أنك تحصل عليه سيجعل عقلك بعلاقة أقرب إلى القوة العليا الأمر الذي يبعدك عن أي خطأ عندما تبدأ بالعمل.

هناك عقل يعرف كلّ ما يُعرف، ويمكنك أن تقترب من التوحد مع هذا العقل بالإيمان والتصميم لتتقدم في الحياة، إذا كان لديك عميق الشكر.

يأتي الخطأ من التصرف بسرعة أو من التصرف بخوف أو من الشك أو من نسيان الدافع الصحيح.

بينما تمر بالطريقة المعينة، ستأتيك الفرص بأعداد متزايدة، وتحتاج لأن تكون ثابتاً بإيمانك وتصميمك، وأن تبقى على اتصال بالعقل الأعلى بالشكر المناسب.

أنجز كلّ ما يمكنك إنجازه بطريقة كاملة  كلّ يوم، ولكن أنجزه من دون سرعة، أو قلق أو خوف، امضِ بأسرع ما يمكنك ولكن لا تتعجل.

تذكر أنّه باللحظة التي تبدأ بها بالتعجل تتوقف عن كونك مبدعاً وتصبح منافساً، وتسقط مرة أخرى إلى المستوى القديم.

كلما وجدت نفسك متعجلاً، تمهل.

ثبت انتباهك على الصورة العقلية للشيء الذي تريد وابدأ بتقديم الشكر لحصولك عليه، التدرب على الشكر سوف لن يفشل بتقوية إيمانك وتجديد تصميمك.

 

المصدر: كتاب علم إدراك الثراء

ارسال التعليق

Top