1- عامل المحيط: المحيط الذي نعيش فيه تأثير كبير على اختيارنا أو تفضيلنا للون على لون آخر ودرجة الثقافة والمستوى المعيشي وكذلك إذا كان المجتمع محافظ أم لا.
2- عامل الإقليم: لو راقبنا الشعوب التي تسكن في مناطق حارة لوجدنا أنّ الأكثرية يميل إلى الألوان الباردة أما الشعوب التي تسكن في مناطق باردة تميل إلى الألوان الدافئة.
3- عامل السن: تتغير الألوان المحببة لنفس الشخص مع كبره في السن فالأطفال يفضلون الألوان البراقة، بينما كبار السن يفضلون الألوان الداكنة أو الغامضة والرمادية.
4- عامل الجنس: كثيراً ما يفضل الذكور في السن نفسه ألواناً تختلف عن الألوان التي تفضلها الإناث وممكن أن نصادف ذكوراً وإناثاً يفضلون أو يكرهون اللون نفسه.
هناك ألوان يفضلها الذكور يمكن تسميتها بالألوان المذكرة مثل اللون البرتقالي والأصفر والأخضر والأسود.
وألوان تفضلها الإناث يمكن تسميتها ألوان مؤنثة مثل الأزرق والأزرق السماوي والزهري والأبيض والأسود وهناك ألوان محببة من الطرفين مثل الأحمر والليموني والبنفسجي.
5- عامل الصحّة والمرض: للصحّة والمرض تأثير كبير في اختيار لون أو مجموعة من الألوان ورفضه لوناً آخر أو مجموعة من الألوان وعندما نتكلّم لا نقصد مناعة الصحّة والمرض حالة المرء الجسمية فقط بل حالته النفسية وأثرها في اختيار الألوان فالألوان مرآة لنفسية الإنسان ويقول "غوتة" إنّ عالم الألوان ليس موجوداً في محيطنا وليس في داخلنا فقط، بل هو اللب والقشرة ونعني باللب نفسية الإنسان حتماً ومكنونات نفسه الباطنية.
الألوان الساخنة (الدافئة) والألوان الباردة:
حقيقة نجدها في معظم اللغات أنّ الألوان الحمراء والبرتقالية تسمى ألواناً ساخنة أو دافئة، والألوان الزرقاء والقريبة من الزرقاء تسمى ألواناً باردة.
هذه التسمية ربما لأنّ الألوان الحمراء والبرتقالية هي ألوان النار والدم، وكلاهما مصدر للحرارة والدفء. أما الزرقاء والألوان القريبة منها فقد سميت ألواناً باردة، ربما لأنّ السماء والمياه وكلاهما مصادر برودة نجد ألوانها تميل إلى الزرقة.
والسؤال الآن: هل توجد علاقة فسيولوجية أو سيكولوجية – يحسها الإنسان – لهذه الحقيقة اللغوية؟
في الواقع، هذه الألوان الحمراء والبرتقالية تعطي لنا الإحساس بالدفء والسخونة أما الألوان الزرقاء والقريبة منها فتعطي الإحساس بالبرودة.
وقد ذكرت أمثلة صحيحة لمصانع بالخارج، كان يشكو العمال فيها من البرودة في الصالات المطلية باللون الأزرق أو الأبيض أو الأزرق المخضر، وإذ بنا نجد هؤلاء العمّال في حالة نفسية طيبة بطلاء الجدران نفسها باللون الكريم البرتقالي.
وقد حاول بعض الباحثين معرفة ما إذا كان لهذا الإحساس بالحرارة أي تأثير فسيولوجي، أو أنّه إحساس سيكولوجي محض وقد برهنت التجارب أنّه لا يوجد بوضوح أي ارتباط بين الإحساس الفسيولوجي بالحرارة واللون.
إنّ الإحساس السيكولوجي بالبرودة والسخونة موجود فعلاً لا جدال في ذلك، ولكنه خارج عن كلّ التغيرات الحرارية الفسيولوجية للشخص.
ولندرس الآن مناطق وحدود كلّ من الألوان الساخنة والباردة في الدائرة اللونية، إنّه بترتيب الألوان في وضع خطي بطريقة تتطابق مع أطوال أمواجها، ثم بتقسيم المسافة بين أولها عند النقطة أ وآخرها عند النقطة ح إلى 1000 قسم متساوي، ثم بوصل النقطة أ بالنقطة ح في شكل دائري، نكون قد توصلنا إلى الوضع الذي يسمح لنا بالدراسة العلمية والعملية للألوان.
الألوان الزرقاء هي ألوان باردة. أما الألوان الصفراء والبرتقاليات فهي ألوان ساخنة. كما وأنّ الألوان الخضراء والأرجوانية هي ألوان معتدلة، على مسافات متساوية بين القطب الشمالي والقطب الجنوبي من الدائرة.
هذه الصورة حقيقية بدرجة من أنّ اللون الأرجواني إذا ما قلّت فيه نسبة الأحمر وتقدم ناحية اللون البنفسجي فإنّه يعد في مجموعة الألوان الباردة.
أو بالعكس إذا ما زادت فيه نسبة اللون الأحمر فإنّه يدخل في مجموعة الألوان الساخنة إذا ما أضيف إليه الأصفر. وبالعكس يدخل في مجموعة الألوان الباردة إذا ما تقدم ناحية اللون الأزرق.►
المصدر: كتاب فلسفة الألوان
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق