• ١٨ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١٦ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

مشكلة البطالة عند الشباب العربي

د. طارق عبدالرؤوف عامر

مشكلة البطالة عند الشباب العربي

تعد البطالة من بين أهم المشكلات التي عاني منها غالبية المجتمعات المعاصرة على اختلاف أنظمتها الاجتماعية والاقتصادية؛ فتظهر هذه المشكلة في الدول المتقدمة والعربية والنامية على حد سواء على رغم فوار التطور بين هذه الدول على المستويين الاقتصادي والاجتماعي.

وقد بدأ ظهور مشكلة البطالة عالمياً مع الثورة الصناعية في مطلع القرن الحالي وتزايدت في بعض المجتمعات حسب التغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي طرأت عليها.

حيث بدأ أغلب الدول تعاني من مشكلة البطالة في السنوات الأخيرة بمعدلاتها المرتفعة، ومشكلة البطالة ترجع في الواقع إلى العديد من المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها الاقتصاد العالمي.

وانخفاض معدلات النمو في أغلب دول العالم وقد زادت حدة هذه المشاكل اعتباراً من نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات من هذا القرن.

فأدت في مجمل نتائجها إلى إعاقة التطور الأنتاجي وبالتالي الحد من توفير إمكانيات وإيجاد فرص جديدة للعمل.

وإن النقص في إمكانيات توفير فرص العمل الجديدة تؤدي بالضرورة إلى نشأة وتكوين ظاهرة البطالة، وتؤدي تلك الأعداد الجديدة المضافة والمتزايدة من خريجي المدارس والجامعات ومراكز التدريب ممن ينهون دراستهم وتدريبهم سنوياً إلى تفاقم هذه المشكلة بصورة سريعة هذا إلى جانب الأعداد المتزايدة من السيدات الراغبات في العمل نتيجة للتطورات الاقتصادية والارتفاع المستمر في تكاليف المعيشة والتغيرات الاجتماعية خاصة في أنماط الحياة والسلوك والاستهلاك التي أضافت أبعاد جديدة لهذه المشكلة.

ولما كانت مشكلة البطالة من بين المشاكل العالمية الآن فإن وطننا العربي عاني الآن من مشكلة البطالة لا سبيل لإنكارها أو التغاضي عن أثارها الواضحة على سطح المجتمع العربي فالثابت أن سوق العمل في أغلب البلدان العربية وبالذات البلدان ذات الكثافة العالية مثل: (مصر- السودان- سوريا- الأردن- تونس- المغرب- الجزائر) تواجه تحديات عديدة في عالم التعيينات يمكن تلخيص أهمها على النحو التالي:

1- النمو المتزايد في السكان وبالتالي النمو في قوة العمل وما يتطلبه ذلك من خلق فرص عمل جديدة للداخلين الجدد في سوق العمل والتأثيرات الجانبية لبرامج الإصلاح الاقتصادي والتعديل الهيكلي للاقتصاد وما يترتب عليه من سياسات انكماشية في توليد فرص جديدة للأعمال.

2- قضايا التدريب المهني وضرورة تطوير أنظمته وهياكله وآلياته.

3- تطوير أنظمة المعلومات.

4- قضايا التنسيق بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل.

5- القضايا المتعلقة بتنقل الأيدي العاملة العربية وإمكانية التشغيل الكامل على مستوى الوطن العربي.

6- قضايا انتقال رؤوس الأموال العربية واستثمارها في الوطن العربي لتحقيق فكرة التشغيل الكامل لفائض الأيدي العاملة بدلاً من انتقالها من دولة لآخرى.

إن النظرة المتأنية لهذه التحديات في مجموعها ترسم صورة غاية في الموضوعية لأسباب مشكلة البطالة التي يعاني منها الشباب في البلدان العربية الآن وترسم في ذات الوقت صورة مثالية تتضمن في كل خط من خطوطها حلاً للمشكلة وحداً للتحدي وأن مواجهة هذه التحديات في مجملها على مستوى الوطن العربي تتطلب رسم استراتيجية كثيفة العمالة للنمو في نطاق الإطار الشامل للتعديل الهيكلي الذي يتم حالياً في بعض الدول العربية، وهذا من شأنه أن يطرح ثلاث قضايا مهمة هي:

1- قضية بلوغ معدل للنمو يكفل تحقيق مستوى أعلى من الاستخدام.

2- قضية زيادة رصيد الموارد البشرية من المهارات.

3- قضية تهيئة مناخ مواتي من حيث السياسات يساعد على تحقيق هذه السياسات.

 

المصدر: كتاب الشباب واستثمار وقت الفراغ

ارسال التعليق

Top