• ١٨ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١٦ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

الأسوة (Role models)

السيد عادل العلوي

الأسوة (Role models)

الأُسوة لغةً:

اسم مصدر من الائتساء، وهي مأخوذة من مادّة (أ س و) التي تدلّ على المداراة والاصطلاح، يقال: أَسوت الجُرح إذا داويته، ولذلك يسمّى الطبيب: الآسي. ويقال: أسوتُ بين القوم إذا أصلحت بينهم، ومن هذا الباب: لي في فلا أُسوة (بالكسرة والضمّ) أي قدوة، أي إنّي اقتدى به، وقال ابن منظور: الأُسوة والإسوة: القدوة، ويقال: أئتس به أي اقتد به وكن مثله. قال الليث: فلان يأستى بفلان أي يرضى لنفسه ما رضيه ويقتدي به، وكان في مثل حاله.

ومصطلحاً: قيل (الإسوة) الحالة التي يكون الإنسان عليها في اتّباع غيره إن حسناً وإن قبيحاً، وإن سارّاً وإن ضارّاً.

وربّما (الأسوة) و(القدوة) من الكلمات التي إذا اجتمعت افترقت، وإذا افترقت اجتمعت في المعنى والمفهوم، كالفقير والمسكين، وحينئذٍ (القدوة) ذلك الإنسان الذي يقود الركب البشري الإنساني إلى شاطئ السلام وسبل النجاة. و(الأُسوة) هو ذلك المثل الأعلى لكلّ المثل والقيم العليا، فالمقصود من الاسوة النموذج الكامل لأفضل ما يفكّر فيه الإنسان من خُلق وسلوك، بينما القدوة يقصد منها الهادي إلى الصواب والسبيل الناجح من بين سبل الحياة المتفرّقة، فمثل الأنبياء والأوصياء ومن يحذو حذوهم ليسوا فقط (قدوة الأُمّة) بل هم (الأُسوة) أيضاً.

وربما الفرق بين الأُسوة والقدوة أنّ القدوة في الأموال والأُسوة في الأفعال، فكما يجب أن نستنير بهدى الأنبياء (فبهداهم اقتده) الذي خلّفوه لنا في أقوالهم، فكذلك يجب أن نتأسّى بهم في أعمالهم التي عملوها، وكانت سنّة للبشر.

 

المصدر: كتاب في رواق الأسوة والقدوة

ارسال التعليق

Top