• ٢٥ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٦ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

كيف تتصرفين مع زوج مرتبط بأصدقائه؟

كيف تتصرفين مع زوج مرتبط بأصدقائه؟

إذا كنت تتحلين بروح المغامرة والشجاعة والدراية والطموح، فأخبريني كيف ستقومين بتخليص زوجك من هذه العادة "العودة إلى البيت بعد منتصف الليل" وكأنه ما زال يعيش أيام (العزوبية)!! سوف نستعرض عدة حلول، ولعلك بطريقتك الخاصة تستطيعين تحقيق مرادك في تمهيد طريق السعادة لزوجك الغالي.
• إن تهيئة الزوج للانتقال من حياة (العزوبية) إلى الاستقرار الزوجي ليس بالأمر السهل، فأنت تحتاجين إلى بعض الوقت في بداية زواجكما حتى تستطيعي السيطرة على هذا الموضوع الذي كان هو عادة لديه أيام كان أعزب. وبالطبع فأنت تحدثينه عن الفارق الذي يطرأ على حياة الطرفين بعد الزواج؛ لأنك أيضاً قد هجرت حياة المكالمات الهاتفية اليومية لصديقاتك، والخروج لزيارة بنات الجيران والتسوق بصفة شبه يومية، وأنه بالمقابل لابد أن يتنازل عن بعض تلك العادات التي منها السهر خارج البيت يومياً حتى منتصف الليل. ولعله يصغي إليك ويتفهم "أن لكل غربال جديد شدّة" وأن ما كان يصلح أيام (العزوبية) لا يصلح حالياً. بل ينبغي عليه أن يصحو نشيطاً للذهاب إلى عمله صباحاً حتى ولو كان عملاً حراً. أما إذا لم يقتنع فمن الممكن أن يحدد يومين للسهر مع أصدقائه خارج البيت إلى ما بعد منتصف الليل وليس لساعات تثير الشبهات، وإلاّ فعليك أخذ الحيطة والحذر في التعامل معه لأنه إذا لم يستجب لمحاولاتك فإنه أقرب للعنيد في طباعة، فعليك مداراته حتى تصلين معه إلى حل مناسب تدريجي حتى يتخلص من هذه العادة، تجنبي إثارة غضبه وابتعدي عن تصعيد المواقف لأنك متأكدة بأنه في رفقة أصدقائه المفضلين وليس برفقة أخرى. كما أنك تعلمين أنهم ليسوا رفقاء سوء لا سمح الله. وإن لم يصغ فعليك بالانتقال إلى أحد الحلول الأخرى وتجربة ذلك فلعل وعسى أن تكون هناك فائدة ترجى من وراء ذلك.
• أقنعيه بأن ينصح الأصدقاء العزاب بأن يبحثوا عن الزوجة الصالحة، وساعديه في ذلك، فلعل بقية المجموعة إن تزوجوا فسوف لن يكون من السهل عليهم الالتقاء يومياً كمجموعة مثلما كان يحدث في الأيام الخوالي.
• حاولي وضع خطة جديدة تغيرين بها نمط حياتكما المشتركة بعد الزواج، فمثلاً اتفقا يومياً على القيام بعد عودته من صلاة العشاء بممارسة نشاط اجتماعي مختلف. فمثلاً في أحد الأيام تذهبان معاً لزيارة بيت أهله إذا كانوا يسكنون بالبلدة نفسها أو حتى أحد أقاربه المقربين، بينما في يوم آخر تقومون بزيارة الطرف الثاني "أهلك أنت ومعارفك"، ويبقى يوم ثالث تقضونه في رياضة المشي معاً في أحد المناطق المخصصة لذلك، أما اليوم الرابع فبإمكانكما متابعة برنامج معين في التلفاز يروق لذوق كل منكما. وبإمكانك اصطحابه لأكبر متجر للتسوق لأغراض الثلاجة في اليوم الخامس، ويبقى اليوم السادس الذي تستقبلون فيه بعض المقربين من الأهل والأصدقاء، أما في اليوم السابع من الأسبوع فقومي بقضائه في ترتيب بيتك وخزانة ملابسك مثلاً بينما يذهب هو لقضاء أمسية جميلة مع أصدقائه.
• كوني أقرب لزوجك من صدى أعماقه، عيشي معه عيشة رضية وابذلي قصارى جهدك في احتضان آماله وتحقيق أحلامه وشعوره بالنشوة والاستقرار. اجعلي حبك له وحبه لك ينساب بين الأضلاع ليضمكما سقف واحد يظلل بظلاله الوارفة على هذا الحب الكبير الذي تنمو بذوره في أحضان عش هادئ يجد فيه زوجك ملاذه الوحيد، ويدخل وهو يرفرف من الفرح إلى القفص الذهبي الذي تغردين فيه كعصفور الكناري الجميل، ليسمع وحده هتافك، ويرتعش فؤاده وهو يلبي النداء. اشغلي وقت فراغه بوجودك إلى جانبه وأنت تقومين برشاقة بتلبية طلباته وكأنك إحدى الحوريات التي يحلم بها في أحلام يقظته. إن هذا ليس تنازلاً منك أو جرحاً لكبريائك، بل إنه الكبرياء بعينه عندما تجسدين الحب والود والهيام، وبذلك تكونين المرأة الوحيدة في حياته، تمسحين بيدك الناعمة على جبينه الذي أرهقه التعب طيلة اليوم، وعندما يشعر بدفئها يسري الدفء والطمأنينة إلى قلبه، هذا القلب الكبير الذي يبدو بين يديك كقلب طفل صغير يزداد تعلقاً بك كلما أحس بفيض من الحب والرعاية والاهتمام. إنه ينجذب إليك وحدك فأنت نصفه الحلو بلاشك الذي يكمل نصفه الآخر لتتوحد الأحاسيس والمشاعر داخل حدود بيتكما العامر.
لا تقولي: "إنك أيضا سيدة عاملة، وإن ما يطلبه زوجك أكبر من طاقتك"، ثقي تماماً بأن الحب الذي تزرعينه اليوم بيديك، سوف يكون حصاده هو الطاقة المحركة لشخصيتك كامرأة عاملة، إنك وعاء لا ينضب، وذلك لأن المولى – عز وجل – قد منحك من المواصفات ما يمِّكنك من أن تكوني راعية في بيتك، وبالتالي سوف تجدين أنه يبادلك الطريقة نفسها كل ما تقدمينه من بهجة وسعادة، وستلمسين بنفسك وجود نوع خاص من التوافق الروحي بينكما، وسوف يتبنى أفكارك البناءة ومواهبك، ولن يبخل بدعمك بالإمكانيات المادية بالإضافة للمعنويات المرتفعة، وستكونين أنت الرابحة!!.
• عززي طموحات زوجك منذ بداية زواجكما، وحاولي أن تناقشي معه بموضوعية فكرة العمل الإضافي في الفترة المسائية فيما يعود عليكما بالنفع. فبدلاً من السهر ليلاً في حضور الأصدقاء حتى ما بعد منتصف الليل، فإنه بإمكانه أن يكون صاحب فكرة ما لتجميع الأصدقاء معاً لقضاء الوقت لصالح عمل يعود بالنفع على الجميع.
إن هناك أعمالاً كثيرة هادفة تختلف باختلاف احتياجات المجتمعات المتنوعة وليس من الصعب إيجاد الفكرة المناسبة، وكذلك المكان المناسب، طالما أن هناك مجموعة من الأصدقاء يربطهم التفاهم والاحترام فإن طموحهم سوف يقودهم إلى ما هو أنفع لصالحهم، وأيضاً لما يحقق الفائدة من حولهم. وبذلك تتغير نظرة الزوج من ضرورة قضائه لوقت ممتع مع أصدقائه يسوده اللهو وما شابه ذلك، إلى نظرة تفاؤلية إيجابية تحتم عليه تغيير مساره في الحياة إلى ما يحقق طموحاته ويكلل بالسعادة والرفاهية حياته الزوجية. أما أوقات الفراغ التي من الممكن أن تمرين بها إذا كان لزوجك عمل مسائي، فإنه من السهل عليك ملئها. فعلى أقل تقدير أنت مرتاحة نفسياً مما كان يساورك من شك وإحراج من جراء سهره خارج المنزل بصفة شبه دائمة.
• حاولي قضاء وقتك فيما ينفعك، وعليك بقراءة كل ما تقع عليه عينيك من موضوعات مفيدة، وبإمكانك تصفح كتب الطهي وعمل الحلويات والقيام بصنع بعض الحلوى، أو تعِّلمي الحياكة أو الأشغال اليدوية والرسم والتلوين وكلها هوايات رائعة وذات فائدة على الصعيد النفسي والصحي والاجتماعي. وهناك أساليب تسلية كثيرة بإمكانك الاستفادة منها. إقضي وقتاً ممتعاً خلال الشبكة العنكبوتية "الإنترنت"، وبعض الوقت في ممارسة الرياضة أو السباحة، وإن كنت صاحبة هواية ما فلا تضيعيها بسبب زواجك، بل حاولي العمل على صقلها والوصول إلى ما تصبو له نفسك من تفوق ونجاح، كما أن أطفالك سوف يحظون بوقت ممتع عندما تقومين برعايتهم بنفسك عندما ترزقين بهم.

المصدر: حكايات رحلة العمر

ارسال التعليق

Top