• ٢٠ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٨ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

في المشاجرات الزوجية.. الأطفال هم الضحية

في المشاجرات الزوجية.. الأطفال هم الضحية
الحياة في وقتنا الحاضر والعصر الذي نعيشه لا يخلوان من المشاكل والتعقيدات التي قد ترجع إلى أسباب اقتصادية أو اجتماعية. وفي المعتاد نجد انّ مثل هذه المشاكل والتعقيدات كثيراً ما تنعكس على حياة الأسرة، فيسود التوتر والمشاحنات علاقة الزوجين.. وقد تزداد حدة هذه المشاحنات وتصبح مشهداً يومياً يخيّم على حياة الأسرة. وأخطر ما يسود هذه المشاحنات الزوجية والعائلية هو انعكاساتها العميقة والسلبية على سلوك وشخصية الأطفال. ولا شكّ ان الأبوين هما بمثابة المثل الأعلى في حياة الأطفال، كما انّهما رمز الكمال الأخلاقي والإنساني، فالطفل بطبيعته وفطرته توّاق إلى تقليد أحد أبويه أو كلاهما في سلوكه وشخصيته. كما انّ الطفل يرى ان أبويه هما ملاذه الآمن والامين ومصدر لتزويده بالطمأنينة والسكن في الحياة. هذا وعندما تتفجر المشاكل وتنشب خلافات بين الأب والأُم وتتحول إلى مشاحنات ساخنة وشجارات يومية، عندئذ يكون الأطفال الضحية الأساسية لمثل تلك المشاحنات والمشاجرات. وتصبح الأجواء الهادئة متوترة وصعبة الفهم بالنسبة للأطفال. كما انّ الطفل يبدأ بتجريد أبويه أو أحدهما من صفات الكمال التي أضافها عليه وتبدأ صورة الأب بالشحوب والتضاؤل في نظر الابن، ولذا فإنّه لا يجد في صورة والده الجديدة ما يشجعه على تقليده أو الاقتداء به، ومن ثمّ يبدأ بالبحث عن مثال آخر خارج الأسرة، فإنّ هذا المثال ضروري لتطوير شخصية الطفل، ومن الممكن ان يجد الطفل هذا المثال في رفقة أحد الأقارب، أو في صورة معلمه فيقترب منه نفسياً ووجدانياً، ويعتبره مثاله الجديد ومصدر استلهام للشخصية والسلوك.   الأطفال وفقدان الانتماء للعائلة: ونحن بدورنا نقول ان أخطر ما يعانيه الأطفال الذين يعيشون وسط جو عائلي مشحون ومتوتر هو فقدان الانتماء للعائلة وعليه فإنّه يتمرد عليها، وهذا بدوره قد يمهد السبيل لانحراف الأبناء في المستقبل. فشعور الأطفال بالضعف وعدم القدرة على حل المشاكل والخلافات بين الأبوين. فضلا عن عدم معرفة الأسباب الرئيسية لمثل هذه الخلافات، يؤدي إلى أن تترسب داخل الأطفال أنفسهم مجموعة من التأثيرات النفسية السلبية التي تتراكم وتتوالد مع مواصلة المشاجرات والخلافات داخل سقف العائلة.

 

المصدر: مجلة الطاهرة/ العدد 189 لسنة 2008م

ارسال التعليق

Top