• ٢٣ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٢١ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

كيف تتواصل أفراد العائلة مع المولود الجديد؟

كيف تتواصل أفراد العائلة مع المولود الجديد؟

يأتي الطفل الجديد إلى هذا العالم بعد تسعة أشهر يمضيها بهدوء داخل رحم أمه، فيعتاد الأصوات التفاعلات خارجية، ليحسها بدوره من خلالها. وما إن يصل المولود الجديد ويرى النور تبدأ حواسه كلّها بالتعرف على هذا العالم وكلّ ما يحيط به، وأقوى هذه الحواس يكون الشم والسمع بحيث يمكن للطفل أن يتعرف على أمه، حتى أنّه يشعر بصوت والده ويتفاعل معه قبل ولادته، لهذا السبب، فإنّ مجرد وجودك فقط إلى جانب ولدك يشعره بالطمأنينة، ويتجاوب مع ذلك عبر لجوئه إلى حضنك والميل إلى الاقتراب والالتصاق بجسدك والتمسك بك أو التحديق بوجهك وتمييز ملامحك والتفاعل معها.

في الواقع يختلف هذا الرابط الذي ينمو بين الطفل ووالديه، إذ قد تشعر به بعض الأُمّهات مباشرة عند الولادة داخل المستشفى أو عند إرضاعه، فيما لا يشعر الوالدان بوجوده إلا عند وجودهما في المنزل لوحدهما مع الفرد الجديد مع حاجتهما للقليل من الوقت من أجل استيعاب هذا الحدث الكبير، كما لا يشعر الآخرون بهذا الرابط إلا عند رؤيتهم الابتسامة ترتسم على وجهه أي في الشهر الثاني تقريباً من عمره. وقد أشارت بعض الدراسات إلى عدم تمييز هذه العلاقة الوثيقة بين لطفل الرضيع وأمه وأبيه إلا بعد الشهر الثالث إلى الرابع عندما يبدأ بالضحك والتودد.

وعلى الرغم من هذه المفارقات اطمئني لأنّ شعورك الواضح بهذا الرابط مع ولدك يأتيك بشكل طبيعي بفعل حبك اللاإرادي له وعنايتك به.

والأمر سيان بالنسبة لزوجك، لذا حاولي دائماً إعطاءه بعض الوقت ليمضيه وحده مع الطفل، عبر مناجاته له وملاطفته بحيث يشعران بأنهما مرتبطان فعلاً.

لكن ماذا يحصل لو كان المولود الجديد له أخ أو أخت أكبر منه سناً؟

يعتبر هذا الوضع دقيق للغاية، ويحتاج تنبّه الوالدين معاً لتقريب الولد الأكبر من الصغير ومساعدته على تقبل وجوده معهم في منزل واحد، وضرورة العناية به وإعطاءه الوقت والاهتمام الكافي.

ومن أجل النجاح في تحقيق التناغم بين الوالدين وعدم رفض الكبير لهذا الحدث على الأب والأُم تعزيز الارتباط الطبيعي بينهما من خلال إعطاء الابن الأكبر مسؤولية الاهتمام بأخيه أو بأخته الصغيرة، فيساعد في تغيير الحفاض، أو تهدئة الصغير عندما يكون منزعجاً أو باكياً.

وفي الوقت عينه، عليك مشاركة ولدك متعة إتمام بعض الأشياء والخطوات التي تتعلق بالرضيع، مثل فرك ظهره بلطف حتى يتجشأ، ومشاركة الوالدة في تحضير طعامه عبر سكب الحليب أو تحريكه، بالإضافة إلى مداعبة الصغير كجزء من التسلية. كما عليك أيضاً أن تشجيع ولدك الأكبر على الغناء أمام أخيه أو أخته الصغيرة بداعي أنها تتمتع بذلك وتفرح خصوصاً عندما تسمع صوته لأنّها هي أيضاً تحبه كما هو يحبها.

واحرصي دائماً على إعطاء ولدك الأكبر وقتاً خاصاً به وحده، حتى لا يشعر أنّ وجود الطفل الصغير قد سلبه حنانك واهتمامك المعتادين له.

أما فيما يخص الجد والجدة وباقي أفراد العائلة والأصحاب، فدعيهم يحملونه ويلعبون معه، لأنّه إذا كنتِ كثيرة التعلق بولدك خلال الأشهر الأولى من ولادته، قد يعيق ذلك حب الآخرين له وتقربهم منه، ولهفتهم عليه، وكلما أعطاه الآخرون الاهتمام والمودة، كلما شعر طفلك بالراحة والفرح.

 

انتبهي! لا تحفظي الطعام الذي تلوث بلعاب طفلك، ولا تقدمي له طعاماً تلوث بلعابك أيضاً

 

المصدر: كتاب دليل الطفل من عمر يوم إلى 3 سنوات

ارسال التعليق

Top