◄الحياة الزوجية رحلة طويلة تتحقق فيها السعادة والهناء إذا أخلص كلّ من الزوجين وابتغى بعمله وجه الله، فابتسامة الزوج تضفي إشراقة على الأسرة، وابتسامة الزوجة تدخل السرور على قلب الزوج، وتكريس كلّ منهما وقته وجهده في سبيل إسعاد الآخر، ما يعين على بقاء هذه اللبنة وامتدادها على مر السنين والأعوام، فالزوجان هما دعامة الأسرة وسر سعادتها.
ولا تتحقق السعادة في الأسرة إلّا بالعمل على البذل والتضحية ونكران الذات، وشيء من الأناة وسعة التفكير وإذابة أي مشكلة قد تعترض هذا العش الهانئ، فالأسرة هي ركيزة المجتمع فإذا نجح بناء الأسرة سعد المجتمع كلّه؛ لأنّ الإنتاج يكون سليماً، وإن سلم نتاج الأُسر من الأبناء سلم المجتمع ككلّ، وإذا عرف الزوجان عبء هذه المسؤولية وخطورتها شمر كلّ منهما عن ساعد الجد لتنشئة جيل مسلم نقي السريرة قوي الإيمان ثابت البنان، لا تهزه الأعاصير..
طرق إسعاد الزوجة:
وكما أنّ للمرأة دوراً كبيراً في إسعاد الأسرة وتذليل أكبر العقبات التي تعترض الحياة الزوجية، فإنّ للزوج أيضاً الأثر الكبير في السعادة الزوجية ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
1- تفهم الرجل لنفسية الزوجة، فقد تتعرض المرأة في كثير من الأحيان لضغوط نفسية سواء من أطفالها وكثرة متطلباتهم وتعليمهم، أو مشكلات أسرية تتعلق بأسرتها أو مرض جسدي كآلام الدورة الشهرية، كلّ ذلك يحتاج إلى تفهم من الزوج وتقدير لهذه الظروف فيتطلف معها ويشعرها باهتمامه بها وحبه لها، ما يزيح عنها الكثير من آلامها فتسعد برفق هذا الزوج ولطفه.
2- احترام الزوج وأخذ رأيها في كثير من أمور الأسرة، يشعرها بأهميتها وبأنّها جزء من كيان هذه الأسرة وموافقتها والثناء على رأيها وامتداحها، ما يعزز ثقتها بنفسها، فتكن بذلك الاحترام والود والحب لزوجها، وبذلك تشعر الزوجة بالطمأنينة والاستقرار، ما ينعكس على تصرفها وسلوكها مع زوجها وأطفالها.
3- مساعدة الزوج لزوجته في أعمال البيت اقتداء بالرسول الكريم (ص) ولو بالقليل تضفي على جو البيت بهجة وتسعد الزوجة وتشعرها بتقدير زوجها لها فيسعدان معاً بهذه المشاركة.
4- الثناء والمديح من الزوج لزوجته لجمال ترتيب البيت أو اختيار أصناف الطعام أو إتقان الطبخ، وكذلك لبسها وعطرها وأسلوب تربيتها لأولادها أو أسلوب تعاملها مع الآخرين، كلّ هذا يدخل السرور والسعادة إلى نفسها، وقد ذكر الرسول (ص) في الحديث: "إنّ أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم" فكيف بمن هي أحب الناس إليه زوجته، فليحتسب الزوج كلّ هذا عند الله سبحانه وتعالى.
5- الكلمة الطيِّبة والابتسامة المشرقة لها أثر عظيم في إسعاد الزوجة، كما قال الرسول (ص): "الكلمة الطيِّبة صدقة"، وقال (ص): "لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلق أخاك بوجه طليق"، وقال (ص): "تبسمك في وجه أخيك صدقة" فكيف بالزوجة فإنّ الأجر أعظم، وكم لهذه الابتسامة من الزوج من أثر في نفسية الزوجة وكم من الكلمات الطيِّبة التي تسعد الزوجة وتزيل آلامها وتشحذ همتها لمواصلة الجهد في إسعاد هذه الأسرة.
6- العناية بالنظافة الشخصية والاهتمام بحسن المظهر، فكما يحب الرجل أن يرى زوجته في صورة حسنة يحصن بها نفسه، فكذلك الزوجة.
7- احترام أهلها، وإظهار التقدير والإكرام لهم، وعدم ذكرهم أمامها إلّا بالخير.
8- إذا أردت أن تعاتب أو تعاقب فلا تنفعل أمام الآخرين والأبناء على وجه الخصوص، ولا توجه لها ألفاظاً قد تجرح مشاعرها، أو تقارنها بغيرها من النساء، وأعلم أنّ مشاعر المرأة مثل الزجاج شفافة، حساسة، سهلة الخدش والكسر، لذلك قال (ص): "رفقاً بالقوارير".
9- الحزم في القضاء على أي مشكلة قد تحدث بين زوجته وأهله وعدم السماح لأي طرف منهما بالتدخل في شؤون الطرف الآخر. ولا يترك لهم فرصة في ذلك وضرورة احترام كلّ منهما للطرف الآخر، وذلك في بداية الحياة الزوجية حتى يسعد باباً لا يغلق لو ترك، فيصم أذنيه عن السماع لهما ويقف موقف رجل، فإذا أحست الزوجة إخلاص الزوج لأهله وعدم السماح لها بأي كلام مهما كان وكذلك مع أهله يقطع عليهم أي فرصة للتدخل، فيكون بذلك قد أزاح عن حياته كثيراً من المشكلات، كما عليه أن يفرض كلّ منهما احترام الطرف الآخر.
10- لا يجبرها على زيارة أهله بطريقة دورية، بل يترك لها اختيار الوقت المناسب لزيارتهم.
11- تقديم الهدية المناسبة للزوجة تعبيراً عن حبه وتقديره لها، ما يقوي أواصر المحبة بين الزوجين، وقد قال رسولنا الكريم (ص): "تهادوا وتحابوا".
12- القيام برحلات أسبوعية مع الزوجة بمفردها ما يتيح لهما الجلوس معاً بعيداً عن جو البيت فيوثق ذلك عرى المحبة بينهما.
وأخيراً مَن غرس بذرة بشيء من الرعاية والاهتمام والبذل والتضحية حتماً سيجني الثمرة ويفرح بها عند حصادها.►
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق