· لأنّ موضوع الحب ضمن اختصاصي المهني، أعرف معنى تأثيره في السعادة والألم والتعاسة.
أسمع كثيراً في برنامجي اليومي عبارات مثل: "هذا الإنسان جعلني تعيساً وحزيناً". وفي قناعاتي العلمية والحياتية أنّه لا يوجد إنسان يمكنه أن يجعلك تعيساً. فقط أنت من تجعل نفسك تعيساً. وهناك سؤال منطقي: لماذا تجعل لشخص آخر دوراً في تقرير عواطفك؟
بالطبع، للآخر كلام وأفعال ضدك. ولكن، مهما عمل الآخر، قل لنفسك: إنّ ما يفعله لن يؤثر فيّ حتى لو كان فعلاً ملموساً ويبدو مضراً.
· قد يكون السؤال: كيف ذلك؟ وماذا أقول لذاتي المجروحة؟ هنا يجب أن يكون قبول للقضاء والقدر. فكلّ ما نمرّ به يجب أن نتعامل معه كدروس نفهمها.
وهؤلاء البشر لا يجب أن تعطي لهم تقديراً أو مساحة اعتبار. هم فقط مناسبة للدرس، وليسوا هم الدرس. إنّ كلَّ الأمر الخاص بالتجربة المؤلمة هو الإيمان بأنّ الله محبة، وقلبنا مفتوح لكلِّ صور المحبة، حتى لو كانت تجربة فيها ألم.
لكن الحب وحده معجزة، لأنّه قادر على امتصاص غضب وزعل قد يدمر صاحبه، ولكن بالحب يتحول الأمر إلى كتلة من التسامح.
الحب معجزة، لأنّه يجعلك تعطي وتعطي وتعطي، بلا خوف، وبلا تردد، وبلا انتظار في المقابل. لذا، فإن شعرت بأنّ حياتك خالية من أي إحساس، قل لنفسك: لماذا غاب الحب فيها؟ وكيف أعيده إليها؟
وعليك بحب من حولك قدر استطاعتك. فهل لك أن تتصور حياتك بلا حب؟
إنّ الحياة بلا حب تجعلك مثل إنسان فقد حاسة التذوق. فمهما وضعت في فمك فلن تستطعم شيئاً.
إنّ الحياة بلا حب مثل عالم بلا أشجار: جفاف، انعدام حياة، حياة بلا ماء. فلا شجر بلا ماء، ولا زرع بلا ماء. فهل لك أن تتصور حياة ليس فيها إلا لون الرمل؟
أنّ الحياة بلا حب مثل بيت بلا أثاث.. مساحة خالية، فراغ مؤلم، مجرد سقف وجدران بلا دفء ولا احتواء ولا أشياء تعكس أرواحاً تعيش فيه.
الحياة بلا حب مثل إنسان في غرفة الإنعاش.. كلّ شيء فيه ميت، ولكنه يتنفس بالآلات. وما فائدة الجسد والروح راحت؟
لذا، ومن باب حبك لنفسك، أبحث عن حب أو محبة. ونحن هنا لا نقصد شريك حياة فقط، بل أي حالة محبة، حتى لو لهواية، لأنّ حياتك ستظل بلا طعم، مثل سيارة بلا بنزين، أي مجرد كتلة حديد واقفة. هكذا أنت بلا حب.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق
تعليقات
ساكن
الحب و بس