• ٢١ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

عامليه كطفل لتكسبي قلبه

عامليه كطفل لتكسبي قلبه
◄ "عامليه كطفل" نصيحة تثير جدلاً كبيراً!!

يقال: إنّ الرجل طفل كبير.

وإنّ على المرأة الذكية أن تعامله على هذا الأساس، لكي تكسب قلبه وتفوز بحبه. فهل هذه المقولة صحيحة؟ وإلى أي حد يعيشها الأزواج؟ كزوجة... هل تعاملين زوجك كطفل؟ وكزوج... هل تحب أن تعاملك زوجتك كطفل؟

"زوجي طفل كبير في المنزل" تقولها الزوجة بالفم الملآن، وتضيف: "هو يبدو، أحياناً، مثل الطفل، ولكنّه لا يتخلى عن دور سي السيد" تقولها زوجة أخرى. وفي المقابل، ثمّة زوجة أخرى تؤكّد أنّ زوجها يرفض أن تشعره، ولو للحظة، بأنّه طفلها المدلل.

أين الحقيقة في هذا الموضوع؟ وهل يحب الرجل أن تعامله زوجته كطفل، أم هو يرفض الفكرة من الأساس؟ قد يبدو من الصعب تحديد العلاقة وتفاصيلها بين الرجل والمرأة. وربما مقولة: "عامليه كطفل" تنطبق على ثنائي دون آخر.

التحقيق التالي يظهر واقعاً لا يكون ظاهراً، إنّما يعيشه معظم الأزواج.

 

معاملة الأُم:

"زوجي طفل مع وقف التنفيذ، وفي الواقع هو قال لي مرة: إنّه لا يحب أن يكبر". بهذا الكلام الواضح، تتحدث سعاد (سكرتيرة) عن زوجها، الذي ارتبطت به منذ عامين، وتكمل لتقول: "لقد كان واضحاً معي قبل الزواج، وطلب مني أن أعامله مثلما تعامله أُمّه، أن أرعاه مثل الابن لا مثل الزوج". تبتسم سعاد، وتصمت للحظة قبل أن تتابع بالقول: "في البداية اعتقدت أنّه يمزح، لكن مع الوقت والعشرة اختبرت الحقيقة هذه، ووجدتني أعيش في كنف رجل هو أشبه بطفل كبير". وتضيف: "هو رجل من ناحية كونه زوجي، يأخذ القرارات، ويفرض سلطته وهيبته في البيت، ولكنه، من ناحية أخرى، طفل يتوق لرعايتي واهتمامي به. يزعل لو انشغلت عنه مع صديقة، أو تأخرت عليه في زيارة لأهلي، ويستمر في زعله إلى أن أراضيه، تماماً مثلما تفعل الأُم مع ابنها".

 

كلّهم أطفال:

تكبر ابتسامة ساهر أحمد (مدير مبيعات)، وهو يستمع إلى حديث سعاد، ويعلّق بكلّ جدية: "كلّ الرجال أطفال، وأنا طفل، بل طفل صغير، ولو لم تكن زوجتي تهتم بي وترعاني وتدللني، لما أبقيتها زوجة لي". ثمّ يتابع قائلاً: "أنا متأكد من أنّ زوج سعاد سعيد في حياته، لأنّني سعيد بمعاملة زوجتي أيضاً". يتلفت ساهر يميناً وشمالاً، ويعترف: "أشعر بأنّني كهارون الرشيد في البيت، حيث إنّي محاط بالاهتمام الذي أرغب فيه، طلباتي مستجابة، وأوامري لها الأولوية، والويل لزوجتي إن ترددت في إرضائي. قد أثور عليها، أو أضرب رأسي في الحائط". ونسأل "هارون الرشيد"، كما يسمي نفسه، إذن، أنت تتبنى رد فعل الطفل إذا لم يحصل على مبتغاه؟ فيجيب: "تماماً، اسألوا زوجتي المسكينة كم تعاني مني. لقد منعتها من الاهتمام بولدنا أمامي، يمكنها أن تفعل حين أكون خارج المنزل". وينظر ساهر إلى الدهشة التي علت وجوهنا، فيعلّق ممازحاً: "لا تخشوا عليها، لقد اعتادت ذلك وهي تتقن التعامل مع هذا الأمر".

 

طفلة مدللة:

لا تستغرب ميناس وليد (ربة منزل) أن تكون مقولة: "عامليه كطفل" شائعة جدّاً بين الزوجات، حيث تقول: "لقد اعتاد زوجي الدلال والرعاية والاهتمام في بيت والدته، وهو يحب أن أعامله بالأسلوب نفسه، تماماً مثل الطفل المدلل". وتستسلم ميناس لتفكير مطول قبل أن تعود إلى ملحوظتها على الموضوع، قائلة: "لقد تكون هذه النصيحة تسجل أهدافاً طيبة لصالح الزواج وتعزّز العلاقة بين الطرفين، إلّا أنّ المرأة، للأسف، ليست مستعدة دائماً للعمل بها". وتختم بالقول: "لا توافقني النساء جميعهنّ على تأييد مقولتكم، ويربطن الموضوع بأمزجتهنّ، وهن على حقّ، لأنّ الأمر متعب، ويحتاج إلى مجهود زائد من الزوجة، بالإضافة إلى بعضهنّ يفضلن أن يكن هن الطفلات المدللات".

 

لِمَ لا؟

حتى لا تتشوّه صورة الرجل، أو ينتقص أحد منها، يُصر أحمد جميل (مندوب مبيعات) على القول: "لا يرفض الرجل أن يتحوّل إلى طفل في ما لو أراد أن يلعب مع أولاده، أو يمارس هواية مع أصدقائه، لكنه في المقابل يرفض رفضاً قاطعاً أن تنظر إليه زوجته أو أي إنسان آخر على أنّه طفل". "أن تدللني زوجتي وترعاني مثل الطفل، فلِمَ لا... لقد تزوجت لهذا الهدف". يعلّق أحمد ممازحاً وهو يشير إلى "أنّ ابني ينسيني الدنيا ومن فيها، وأعتقد أنّه حين يكبر ويصبح مستعداً للعب، سوف نلعب معاً أنا وهو، تماماً مثلما يلعب الأولاد مع بعضهم بعضاً".

 

ذكاء:

وتقول آية علي (ربة منزل): "إنّ معظم الرجال يحبون أن تعاملهم زوجاتهم كأطفال، لذا أعتقد أنّ النصيحة، التي تتحدثون عنها، تبدو جد فعّالة مع الأكثرية". وتستند آية إلى خبرتها الشخصية، لتشير إلى "أنّ الموضوع يحتاج ذكاء من المرأة، فالرجل، في رأيي، يحب أن تدللـه زوجته وترعاه مثل ولد من أولادها، شرط أن تحافظ على صورته الذكورية، وعلى كونه "سي السيد" عليها وعلى بيته وأسرته". وإذ تتحدث عن زوجها، تقول آية: "زوجي رجل ناضج ومتزن إلى أقصى حد في بعض المسائل، لكني أراه يتحوّل إلى طفل في مسائل أخرى، مثل موضوع الغيرة عليّ، أو بسبب اهتمامي الزائد بابننا أو بأهلي أو بصديقاتي. هو يريد الاهتمام كلّه تماماً مثل الصغار، الأمر الذي يفرض عليّ الديبلوماسية في السلوك والتعامل معه".

 

بيئة رافضة:

في مكان آخر، وقبل أن يعلّق على الموضوع، يقف حيدر صبحي (مهندس)، وهو ينظر إلينا مطولاً، محاولاً جمع أفكاره، قبل أن يعود ليعلن بشيء من العصبية: "أن تعاملني زوجتي كطفل، يقضي على علاقتنا معاً. ومن هنا، يستحيل أن أسمح لها بذلك". وحين نفسر لحيدر أنّ ما نقصده هو رعاية زوجته له واهتمامها به، وليس نظرتها إلى صورته الرجولية، يكتفي بإيماءة صغيرة، ويعلّق: "لقد نشأت في بيئة لا توافق على المقولة التي تطرحونها، فطبيعتنا خشنة، ومن المعيب أن نسلم ونفرح بمعاملتنا كالأطفال". ولكي يلطّف حيدر الحديث، يعود ليصرح: "قد أنصح ابنتي بهذه المقولة بالصبر على زوجها ورعايته، لكي تحافظ على زواجها ولتكون سعيدة، ولكنني لا أضمن أن يكون الزوج من النوع الذي يحب أن تعامله ابنتي كالطفل".

 

رابع المستحيلات:

أما صديق حيدر وزميله في العمل، فائز فوزي (مهندس)، فلم ينتظرنا حتى ننهي السؤال، بل بادر إلى الإجابة بنبرة جادة: "إنّ نصيحتكم عن معاملة الزوجة لزوجها كالطفل هي، بشكل عام، جيدة، إنّما هذه المسألة وكيفية تطبيقها تختلف من رجل إلى آخر. وما قد يكون مقبولاً عند رجل، قد يكون من رابع المستحيلات عند آخر. وأظن أنّني انتمي إلى الفئة الثانية، التي تعتبر المستحيل أسهل من قبولي أن تعاملني زوجتي كالطفل". ويتابع فائز، وقد ارتفعت نبرة صوته، فيقول: "إنّ الرجل الذي يفرح بأن تعامله زوجته كالطفل، هو رجل نشأ في بيئة مغايرة للبيئة التي نشأت فيها، هي بالتأكيد أقل خشونة". ويضيف: "لا أنكر أنّ رعاية الزوج والاهتمام به من الأمور المحببة، ولكنّ ذلك لا يعني التمادي في الموضوع إلى حد التعامل معه كطفل مدلل، لا يُرفض له طلب أو أمر".

 

أعصاب:

وعلى الرغم من اعتراف روعة الخطيب (ربة منزل) بأنّ المقولة التي نطرحها "جيدة"، إلّا أنّها تقر بأنّها تحتاج "إلى أعصاب"، لتطبق هذه المقولة، وتضيف: "في الحقيقة أنا غير مستعدة، دائماً، لمداراة مشاعر زوجي، واستيعابه مثل الأُم التي تستوعب صغيرها، علماً بأنّي أدرك أنّ الزواج يقوم على المسايرة بيين الطرفين كأساس وضرورة". وتتحدث روعة عن زوجها، فتقول: "زوجي، حتى وإن أحب أن أعامله كطفل، يبقى ميالاً إلى الاحتفاظ بصورة "سي السيد" الآمر الناهي في البيت. يعني هو طفل في شق المشاعر، يريد الحنان والعطف والرعاية، ولكنه في شق الرجل يخشى الانتقاص من صورته الذكورية، تماماً، مثل معظم الرجال الشرقيين، لا يحب أن تهتز هذه الصورة بتاتاً".

 

نموذجان:

على صعيد متصل، ترى ميساء خليل (ربة منزل)، "أنّ الرجل بطبعه يحب أن تهتم المرأة به جيداً. ولكن، من أين تملك الزوجة الصبر الكافي للاهتمام به ورعايته، وهي، في أكثر الأحيان، مشغولة بمسؤوليات لها أوّل ما لها آخر؟". وقبل أن تعلّق ميساء على طبع زوجها، وما إذا كان يقبل بأن تعامله كطفل، تسألنا ماذا نعني بسؤالنا؟ وحين تفهم قصدنا، تسرع لتقول: "إذن الرجل الذي يحب أن يُعامل كطفل شخص يحب أن يهتم به أحدهم، وهذا لا ينتقص من صفته الذكورية، لأنّ الأمر يرتبط بشخصيته لا بصفاته الرجولية". وبعد أن نؤكد على كلامها، تتابع قائلة: "قد يمثل زوجي نموذجين من الرجال هما: نموذج لا يُخفي حبه، مثل كلّ الرجال، أن يكون موضع الاهتمام والرعاية. ونموذج صارم جدّاً في بعض الأمور، إلى حد أنّه، في لحظتها، لا يسعني أن أفكّر بأن أعامله كطفل".

 

معاملة بالمثل:

يتأرجح قرار محمّد سمار (يعمل في صناعة الأدوية) بين قبول مقولة "عامليه كطفل" ورفضها، لكنّه في النهاية يُعلن موقفه باختصار، قائلاً: "عيب أن أسمح لزوجتي أن تعاملني كطفل". ومع أنّنا شرحنا لمحمّد ماذا نقصد بالمقولة: إلّا أنّه أصر على تكرار ما قاله، معقباً: "لا أفهم كيف أسلّم بتلك المقولة، ولو كان على صعيد المشاعر والحب والمودة. في رأيي، إنّ التعامل بين اثنين، لا شروط طفولية فيه، بل يرتكز على مبدأ تبادل الاهتمام والرعاية والمعاملة بالمثل". ولا يُخفي محمّد، خلال حديثه عن بناته، "لن أعلّمهن أن يعاملن أزواجهنّ كأطفال، بل أن يتبادلن المشاعر عينها معهم وبشكل متساوٍ. لا أرضى أن يعطين أكثر مما يأخذن. يجب أن تسقط هذه المقولة من لائحة النصائح التي تزوّد بها العروس قبيل زفافها".

 

ضغوط:

وعلى غرار الآخرين، تشير رندة شهاب إلى أنّ زوجها "يميل إلى الحصول على الاهتمام والرعاية"، لكنها تسرح قليلاً، محاولةً اختيار ما تود قوله، ثمّ تعلن: "أعتقد أنّنا نعيش في عصر لم نعد قادرين فيه على إضافة ضغوط إلى ضغوطنا. وأنا، كزوجة وأم، لدي من المسؤوليات ما يكفي ويفيض، وبالتالي لا أجد نفسي مؤهلة للتفرغ لمسؤوليات إضافية، وأقصد هنا، موضوع معاملة زوجي كالطفل. في الواقع لا أجدني قادرة على فعل ذلك، ولا أعتقد أنّ زوجي يتوقع مني فعل ذلك". وتعود رندة وتستدرك بالقول: "صحيح أنّ الناس كلّهم، على مختلف أجناسهم وأطيافهم، يسعدون باهتمام الآخرين بهم، وزوجي، بالتأكيد، لا يختلف عن بقية البشر، إلّا أنّه لن يصر على أن يحظى بتدليل من هذا النوع".

 

ضوء أخضر:

"لو قبلت الزوجة أن تعامل زوجها مثل الطفل، لن تكون قادرة على الاستمرار في ذلك طويلاً، وحينها سوف تبدأ المشكلات بينهما". بهذه التوضيح، يبدأ الدكتور مدحت الصباحي (استشاري الطب النفسي) تعليقه على الموضوع، فيقول: "إنّ مقولة "عامليه كطفل"، لا تكسب كثيراً في العلاقة الزوجية، لأنّ الطفل يعتاد الطلب من دون توقف، ولا يحسن العطاء في المقابل، ما يعني أنّ العلاقة بين الزوجين لا يمكن أن تقوم على هذا الأساس، لأنّها، في الأصل، قائمة على التبادلية في كلّ الأمور والتفاصيل". ويتابع في الإطار عينه: "إنّ الرجل الطفل يطلب من دون قيد أو شرط، وينسى أن يعطي زوجته في المقابل بالطريقة نفسها التي تعطيه، لذا تصبح العلاقة ناقصة من جهة الزوجة، التي هي، أيضاً، من حقّها أن تكون طفلة مدللـه، تنال قسطها من الاهتمام والرعاية من طرف الزوج".

ويُحلّل د. مدحت الصباحي شخصية الرجل الذي يحب أن تعامله زوجته كطفل، فيوضح: "إنّ الأمر يعتمد على أسلوب التربية، فإذا كان الزوج قد نشأ على مبدأ أنّ رغباته كلّها تتحقق، وأنّ لديه ضوءاً أخضر يجيز له فعل كلّ ما يحلو له، فهو بالتأكيد سيتابع حياته بعد الزواج على المنوال نفسه". ويتابع د. الصباحي قائلاً: "كما أنّ هناك جزءاً كبيراً في هذه المسألة يعود إلى العلاقات الاجتماعية التي كونها على مدار حياته، فلو كان هو محور هذه العلاقات، بحيث إنّ كلّ من حوله يطيعه وينفذ رغباته، فمن الطبيعي أن يتعزّز لديه هذه السلوك، الأمر الذي يؤدي إلى النتيجة عينها: التمسك بشخصية الطفل الذي لا يُرفض له طلب". من جهة ثانية، يتناول د. الصباحي نموذج الرجل الذي يرفض فكرة معاملته كطفل، ليفسّر: "هذا النوع من الرجال نشأ على مفهوم التربية الذكورية، التي ترى أنّ كلّ ما ينتقص من رجولته هو أمر ممنوع، حتى لو كان المرض، فهو إذا مرض لا يعترف بمرضه خوفاً على رجولته، وهو يرفض، بالمطلق، أن يعامل كطفل من قبل الزوجة، أو أي إنسان آخر. ولهذا السبب لن يسمح لزوجته أن تعامله كطفل لكيلا تمس رجولته أو تنتقص من شخصيته".

ويشير د. مدحت الصباحي إلى "أنّ لدى كلّ منا 3 أنماط في شخصيته"، ويتابع مفسراً: "إنّ جميع البشر فيهم الطفل الذي يحب أن يلعب ويلهو، والأب الذي يمثل الضمير، والنضج الذي يصل إليه المرء بالخبرات. والنماذج هذه تتحرك فينا بحسب الظروف أو الحالة التي نتعامل معها".

وينهي د. الصباحي حديثه ملاحظاً: "أنّ الحياة الزوجية تُبنى على تكامل الأدوار بين شخصين، ولا تستقيم عندما يأخذ أحد الطرفين على حساب الآخر، ومن هنا أرفض التسليم بمقولة "عامليه كالطفل". بل يجب أن تكون النصيحة هي: تبادلا الحب والاحترام والمودة والاهتمام، لأنّها خريطة الحياة السعيدة التي تجنب الشريكين الكثير من المشكلات".

 

مكافأة:

من جهته، يوافق خبير شؤون الأسرة وتربية الأبناء، الدكتور عبد اللطيف العزعزي، على مقولة "لكي تملكي قلب زوجك عامليه كطفل"، ويقول: "قد تكون هناك، أيضاً، عبارة أقدم من هذه العبارة، وتخدم المعنى نفسه، وهي: "كوني له أُمّة يكن لك عبداً".

ويضيف: "نعم، إنّ الرجال أطفال كبار، وإذا مدحت الزوجة زوجها يفرح بالمديح كطفل، ولا تستغرب أنّه لو سمع المديح من خارج البيت أن يرتبط عاطفياً بالتي مدحته". ويتابع: "إنّ الرجل يحتاج إلى مديح زوجته ولينها، ومقولة "عامليه كطفل" لا تعني التعامل مع عقله كطفل، إنّما مع مشاعره، وهذه هي نقطة الجذب بين الزوجين، التعامل بالمشاعر، لكيلا تتحول مؤسسة الزواج إلى شركة غير إنسانية".

وفي حين يقول علماء النفس: إنّ الإنسان هو كتلة من المشاعر، يُصرح د. العزعزي شارحاً: "نحن لا ننفي وجود العقل، وفي الوقت عينه نشير إلى أنّ الإنسان يتعامل مع العالم الذي حوله من خلال مشاعره. وفي الواقع إنّ المشاعر العقلانية والواعية والمدركة مطلوبة". وعن الرجال الذين يرفضون المقولة يتوقف د. العزعزي ملاحظاً "أنّ رأي بعض الرجال الرافض لأن تعامل المرأة زوجها كطفل صحيح، ولكنه مبطن بقسوة الذات، والرجل من دون هذه القسوة يعود إلى الفطرة، أي إلى اللين والحنان والمودة، مهما قال عن كونه تعلّم من الحياة والبيئة الخشونة والقسوة". واستناداً إلى خبرته، يرى د. العزعزي "أنّ من الضروري أن تبادر الزوجة إلى تطبيق هذه المقولة بحكمة ومسؤولية، وذلك باستخدام أحسن أسلوب لديها وأجمل الكلمات، مع مراعاة عدم إحداث فرق واضح بين السلوك الذي كانت عليه وهذا الذي أصبحت عليه، لكيلا تحفز في نفس الزوج نوعاً من الاستهجان أو الاستغراب". ويقول: "خيرٌ للزوجة أن تقضي وقتها في عمل ما يسعد زوجها، خصوصاً أنّه يحب الاحترام والتقدير والود والابتسامة، وأن تسمع كلمته وتحفظ مكانته في البيت"، لافتاً إلى أنّه "بحسب مفهوم الرجل.. فهو شخص يكد ويتعب كثيراً في العمل والحياة من أجل عائلته، ويتوقع في المقابل مكافأة".►

ارسال التعليق

Top