• ١٨ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١٦ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

تكوين شخصية الطفل منذ لحظة ولادته

تكوين شخصية الطفل منذ لحظة ولادته

إنّ ترتيب طفلك في العائلة قد يؤثر بشكل من الاشكال على مستوى نجاحه في المستقبل، فقد بيّن بحث علمي أوروبي جديد أنّ الأطفال الذين يكون ترتيبهم الأوّل في الأسرة غالباً ما يعتمدون على مقدّراتهم وإمكانياتهم الخاصة، بينما يميل الطفل الثاني إلى مقارنة نفسه بأخوته في معظم الأحيان.
في دراسة قام بها باحثون من جامعة كامبريدج، أجريت على 316 طفلاً يبلغون ثلاثة اشهر من العمر، تبيّن أنّ الصغار الذين حصلوا على رضاعة طبيعية احتاجوا إلى وقت أطول لكي يستعيدوا هدوءهم بعد انخراطهم في حدث ممتع مقارنة بالذين كانوا يستخدمون الحليب الصناعي.
من جانب آخر، تشير عدّة دراسات إلى أنّ الطفل الأصغر في العائلة غالباً ما يكون أكثر ميلاً للإبتكار والإبداع، فهو الصغير المدلل محط الأنظار. وبالنسبة لكِ كأُم، ستكونين أكثر إسترخاء لأنّك خضت تجربة الأمومة من قبل، وبالتالي هذا يشجع صغيرك أكثر على خوض التجارب الخطرة، والتي تقود بشكل طبيعي إلى الإكتشاف والإبداع.
إن كان لديك طفل صبي، على الأرجح أنّكِ عندما تريدين اختيار لون غطاء له مثلاً ستختارين اللون الأزرق، لكن الحقيقة أن كل الأطفال ذكوراً كانوا أم إناثاً يفضلون اللون الأحمر. ومن هنا عليك مساعدته حتى لا يلتصق بأي شيء تبعاً لجنسه. فلا مانع، على سبيل المثال، أن يرى والده يطبخ الطعام، بينما أنتِ تقودين السيارة، أو عكس ذلك. وبهذا لن يشعر بأنّه مقيد بما يجب أن يفعله الرجال أو تفعله النساء.
فيما يتعلق بالحياة الإجتماعية، فإنّ المزاج عموماً أمر يولد مع الطفل، لكن التجارب التي يمر بها الصغير هي التي ستؤثر وتتدخل في تكوين شخصيته. فإن كان حساساً مثلاً قد يعرضه وضعه مع مجموعة حتى لو من الأطفال لا يعرفهم كثيراً إلى الإنزعاج والتوتر، ولهذا عرفيه على أي شيء جديد بشكل تدريجي.
عندما يتعلق الأمر بحس الفكاهة والدعابة، هل تريدين أن يكون صغيرك خفيف الظل؟ حسناً، هذا الأمر خاص جداً بشخصية كل فرد على حدة، لكن يمكنك مساعدة طفلك ليعبر عن الجانب الظريف من شخصيته بشكل منتظم من خلال اللعب والغناء والضحك معه.
من المهم أن تسهمي في تعزيز المهارات الإجتماعية لدى طفلك، وذلك من خلال جعله ينخرط في معظم الأحيان مع أطفال آخرين، فهؤلاء الملائكة الصغار يغرم كل واحد منهم بغيره بشكل أو بآخر، والتفاعل مع الآخرين يعزز الثقة بالنفس ويقوي الشخصية، لكن ذلك يجب أن يحدث من دون أن تضغطي عليه، بحيث تتركيه يفعل هذا وحده وبرغبة منه.
لتقوية مهارات اللغة لديه، فليس هناك ما هو أفضل من المحادثة بالطبع، والطفل بطبعه يحب التقليد، وهنا تكلّمي معه دائماً، وإن كان لديه أخوة أكبر منه سناً، شجِّعيهم على التحدّث إليه، وستفاجئين بقدرات اللغة الكامنة لدى صغيرك الجميل.

ارسال التعليق

Top