• ١٨ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١٦ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

تصرفات تدل على ذكاء الطفل وتفوّقه

تصرفات تدل على ذكاء الطفل وتفوّقه

لا شكّ في أنّ كلّ أسرة تحب لأبنائها الإبداع والتفوّق والتميّز وتتمنّى أن يكونوا أذكياء وناجحين. وهذه بعض الصفات التي تظهر على طفلك وتجعلك تحكم من خلالها على ذكائه.

يُعتبر كلٌّ من الذكاء والموهبة والتفوق مفاهيم مجرّدة لا يمكن إخضاعها للقياس المادي أو الملاحظة المباشرة، وإنما يمكن الاستدلال عليه من خلال السلوك الملاحظ للفرد في مواقف متنوعة، كما أنّ الذكاء ليس عملية عقلية أو معرفية في حدّ ذاته، وإنما هو ائتلاف واتحاد لعمليات عديدة، بهدف التكيُّف الفعّال مع المحيط، ومن بين العمليات العقلية، التي أشار إليها الباحثون، ورود بعضها في اختبارات الذكاء: الإدراك، التذكُّر، المحاكمة اللفظية، الطلاقة اللفظية، قياس التمثيل، التصنيف، كمال المسلسلات والتصور المكاني، المحاكمة العددية أو الرياضية، المحاكمة المجرّدة. ومن العناصر المهمة التي اشتملت عليها تعريفات الذكاء: القدرة على التفكير المجرّد، القدرة على التعلُّم، القدرة على التكيُّف مع متطلبات الموقف أو الطرف.

ومما لا شك فيه أنّ كلّ أسرة تحب لأبنائها الإبداع والتفوق والتميز لتفخَر بهم وبإبداعاتهم، ولكنّ المحبة شيء والإرادة شيء آخر. فالإرادة تحتاج إلى معرفة كاشفة، وبصيرة نافذة، وقدرة واعية، لتربية الإبداع والتميّز، وتعزيز الذكاء والموهبة وترشيدهما في حدود الإمكانات المتاحة، وعدم التقاعُس بحجّة الظروف الاجتماعية والحالة الاقتصادية المالية. ونحو هذا، فَرُبّ كلمة صادقة، وابتسامة عذبة رقيقة، تصنع الأعاجيب في أحاسيس طفلك ومشاعره، وتكون سبباً في تفوّقه وإبداعه.

وهذه الحقيقة يدعمها الواقع ودراسات المتخصصين، التي تُجمع على أنّ معظم العباقرة والمخترعين والقادة الموهوبين، نشؤوا وترعرعوا في بيئاتٍ فقيرة وإمكانت متواضعة. هناك بعض الصفات تظهر على طفلك، تجعلك تحكم من خلالها على ذكائه.

 

تعرّف إلى صفات طفلك الذكي:

·      يُحبّ اللعب والتسلية.

·      كثير النسيان للأسماء والأماكن.

·      يسأل كثيراً.

·      لا يعمل بوضوح كامل وإنما يُجرّب.

·      متحمّس لما يحب فقط.

·      لديه الكثير من أحلام اليقظة (السَّرحان).

·      يحب السفر والتجوال كثيراً.

·      لديه إحساس بجمال الأشياء.

·      غير مُنظّم في أوراقه ومكتبه.

·      يحل المشكلات ممن دون التأكد من كيفية الحل.

·      لا يتبع المنهج المنطقي في حل المشكلات (يُجرّب)

·      لا يهتم كيف ينظر الآخرون إليه.

·      يعمل ما يؤمن به.

·      صبور عند العمل فيما يرغب، مَلول في غير ذلك.

·      يفكر بشكلٍ أفضل في فترات الهدوء والفراغ.

·      يعتمد كثيراً على أحاسيسه ومشاعره. بطيء في تحليل المعلومات وسريع في الوصول إلى الحل.

·      لا يحب هوايات جمع الأشياء التي تحتاج إلى ترتيب.

·      تهمّه قناعته أكثر من اهتماماته بالتأثير في الآخرين.

·      لديه أفكار غريبة بالنسبة إلى الآخرين.

·      يستمتع بالأشياء الجديدة.

·      يسهل عليه تغيير طريقة تفكيره.

·      من المهم عليه أن يتناسب عمله مع رغباته وليس العكس.

·      يحب الكلام الغامض والاستعارات والتشبيهات.

·      صبور على العمل الشاق.

·      لا يضبط مشاعره دائماً.

·      لا يُعتمد عليه في أداء التكاليف، ويؤديها في الوقت وبالكيفية التي تناسبه.

·      يُفضّل التفكير وحده.

·      يفكر في الأمور الفلسفية ولغز الحياة.

ملاحظة: ليس بالضرورة وجود كلّ هذه الصفات، وإنما كلما زادت دَلّ ذلك على احتمال أن يكون الشخص أكثر ذكاءً. ولكن، ليس المطلوب تكلّفها وإنما هي موجودة بشكل طبيعي لدى المبدعين والعباقرة.

كثير من العباقرة والمبدعين فاشلون دراسياً، أو لم يُكملوا دراستهم واتجهوا إلى البحث والاكتشاف، وأكبر دليل على ذلك مصمم المايكروسوفت، والذي يستخدمه ملايين البشر الآن كان في دراسته فاشلاً، ثمّ تركها وأخذ يُفكر ويصمّم ويجرّب، حتى توصل إلى هذا الإنجاز "المايكروسوفت" بالتعاون مع أصدقائه.

 

سمات وخصائص الأذكياء:

أوّلاً: ما قبل الدراسة:

هناك بعض السمات والخصائص يمكن أن تلاحظيها في طفلك الذكي وهي:

1-  الاستعداد للحبو والمشي المبكر.

2-  النطق بجُمل مفيدة من كلمتين أو أكثر في سن مبكرة قبل مَن هم في عمره.

3-  حُب الفضول والاستكشاف.

4-  تفضيل نوع من المهارات أو القدرات.

5-  محاولة القراءة والكتابة في سن مبكرة.

6-  الميل إلى ألعاب التركيب وألعاب الاستكشاف.

7-  تميّزه بالقدرة على التركيز والمثابرة على العمل الشاق بالنسبة إلى عمره.

ثانياً: أثناء الدراسة:

الذكي في هذه المرحلة هو الذي تتوافر فيه بعض السمات والخصائص بدرجة عالية، وغير عادية، وهي:

1-  سريع الفهم.

2-  مُحب للمعرفة ومُتميّز في أسئلته.

3-  حصيلته اللغوية كبيرة.

4-  يُعبّر عن أفكاره بوضوح.

5-  متفوق دراسياً.

6-  يُنجز أعماله بمفرده وبجدّية.

7-  يناقش وينتقد بموضوعية...

8-  لديه أفكار وحلول لما يُطرح عليه من أمور.

9-  قوي الملاحظة وإدراك التفاصيل.

10-                 مُتميّز في بعض المواد.

11-                 مُبدع في الرسم والأشغال.

12-                 لديه نزعة قيادية.

13-                 ذاكرته قوية.

لا يفترض أن تكون كلّ هذه الصفات في طفلك ليكون ذكياً، فالبعض منها يكفي للحكم على ذكائه.

 

كيف تُعلّم طفلك أن يكون ذكياً؟

من النقاط المهمة التي لابدّ منها في تربية طفلك، والتي تُنمّي الذكاء لديه، هي ما يلي:

1- ضبط اللسان: ولاسيّما في ساعات الغضب والانزعاج، فأنت قُدوة لطفلك.

2- الضبط السلوكي: وقوع الخطأ لا يعني أنّ المخطئ أحمق أو مُغفّل، فلابدّ من أن يقع طفلك في أخطاء عديدة كي يتعلم. لذلك، عليك أن تتوجّه إلى انتقاد الفعل الخاطئ والسلوك الشاذ، لا انتقاد طفلك وتحطيم شخصيته. لو تصرّف تصرفاً سيئاً قول له: هذا الفعل سيئ، وأنت طفل مُهذّب جيّد لا يحسن بك فعل هذا السلوك. ولا يجوز أبداً أن تقول له: أنت طفل سيئ، غبي، أحمق.. إلخ.

3- تنظيم المواهب: قد تبدو في طفلك علامات تَميُّز مختلفة، وكثير من المواهب والسّمات، فيجدر بك التركيز على الأهم والأولى وما يميل إليه طفلك أكثر، لتفعيله وتنشيطه، من غير تقييده برغبتك الخاصة.

4- اللقب الإيجابي: حاول أن تدعم طفلك بلقب يُناسب هوايته وتَميُّزه، ليبقى هذا اللقب علامة له، ووسيلة تذكير له ولك، على خصوصيته التي يجب أن يتعهّدها دائماً بالتزكية والتطوير، مثل:

(عبقرينو، نبيه، دكتور، النجار الماهر، مُصلح، رسام، عازف بيانو).

5- التأهيل العلمي: لابدّ من دعم الموهبة بالمعرفة، وذلك بالإفادة من أصحاب الخبرات والمهن، وبالمطالعة الجادة الواعية، والتحصيل العلمي المدرسي والجامعي، وعن طريق الدورات التخصصية.

6- امتهان الهواية: من الجيد أن يمتهن طفلك مهنة تُوافق هوايته وميوله في فترات العطل والإجازات، فإنّ ذلك أدْعَى إلى التفوّق فيها والإبداع، مع صقل الموهبة والارتقاء بها من خلال الممارسة العملية.

7- قصص الموهوبين: من وسائل التعزيز والتحفيز، ذكر قصص السابقين من الموهوبين والمتفوقين، والأسباب التي أوصلتهم إلى العَلياء والقِمَم، وتحبيب شخصياتهم إلى طفلك ليتّخذهم مثلاً وقدوة، وذلك باقتناء الكتب، أو أشرطة التسجيل السمعية والمرئية والـCD ونحوها.

مع الانتباه إلى مسألة مهمة وهي: جعل هؤلاء القدوة بوابة نحو مزيد من التقدم والإبداع وإضافة الجديد، وعدم الاكتفاء بالوقوف عند ما حقّقوه ووصلوا إليه.

8- المعارض: ومن وسائل التعزيز والتشجيع أيضاً، الاحتفاء بطفلك المبدع وبنتاجه، وذلك بعرض ما يُبدعه في مكان واضح، أو بتخصيص مكتبة خاصة لأعماله وإنتاجه، وكذا بإقامة معرض لإبداعاته يُدعى إليه الأقرباء والأصدقاء في منزل الطفل، أو في منزل الأسرة الكبيرة، أو في قاعة المدرسة.

9- التواصل مع المدرسة: تواصُلك مع مدرسة طفلك المبدع المتميّز، إدارةً ومدرّسين، وتنبيههم إلى خصائص طفلك المبدع، ليتم التعاون بين المنزل والمدرسة في رعاية مواهبه والسمو بها.

10- المكتبة وخزانة الألعاب: الحرص على اقتناء الكتب المفيدة والقصص النافعة ذات الطابع الابتكاري والتحريضي، المرفَق بدفاتر للتلوين وجداول للعمل، وكذلك مجموعات اللواصق ونحوها، مع الحرص على الألعاب ذات الطابع الذهني أو الفكري، فضلاً عن المكتبة الإلكترونية التي تحوي هذا وذاك، من غير أن ننسى أهمية المكتبة السمعية والمرئية، التي باتت أكثر تشويقاً وأرْسَخ فائدة من غيرها.

ارسال التعليق

Top