• ١٨ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١٦ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

كيف تخلصون طفلكم من صفة التكبر؟

كيف تخلصون طفلكم من صفة التكبر؟

التكبر صفة مرذولة، تستدعي المواجهة المبكرة إذ ما لوحظت في شخصية الطفل، تلافياً ان تترسخ فيه وتعوق تواصله والآخرين مستقبلاً.

من المعلوم أن الطفل الوسيم أو متقد الذكاء أو عذب الصوت... يكون محور أحاديث الأهل في المجالس، ما يشعر الصغير بالسعادة لتميزه عن أقرانه. وبمرور الوقت قد يتنامى لديه هذا الشعور. فيضع نفسه في موضع فوق الآخرين، ويتعامل معهم بتعالٍ وغرور. وإن لم يتم تدارك هذا الموقف من الأهل منذ البداية، فسوف يصبح متكبراً في هذا الإطار، تقول الاختصاصية في علم النفس والتقويم التربوي آيات ياسر، إن التكبر سمة سلبية، توقع الطفل في فخ تضخيم الذات، وتهميش أدوار الآخرين وقدراتهم، مضيفة ان الطفل المتكبر لا ينمو بالشكل السليم الذي يجعله قادراً على تحقيق النجاح في المستقبل. ولأن الغطرسة والغرور هما من الصفات المنبوذة، فإنه يفشل بالتواصل مع الآخرين، وإثبات ذاته في المجتمع.

أخطاء تربوية:

إن قدرة الطفل على الثقة بذاته تعد العامل الأساسي لنموه الأخلاقي والاجتماعي والعاطفي، كما تطوره الأكاديمي، وبالتالي نمو شخصيته إلا ان خبراء الطفولة يميزون بين الثقة بالنفس والتكبر، معولين على التربية الصحيحة التي تنتج طفلاً واثقاً في نفسه وقادراً على إثبات ذاته في المستقبل. ولكن، أثناء سعي الاهل إلى ذلك، قد يخطون في تقدير بعض الأمور، فبدلاً من تنشئة طفلهم ليكون واثقاً من نفسه، يدفعون به إلى التكبر والغطرسة دون علم ذلك.

من جهة ثانية يقود إهمال الطفل إلى إنتاج حاجز نفسي بين والديه وبينه ليتسع هذا الحاجز بمرور الوقت، ما يجعله الانغلاق على ذاته، ويرفض أن يتدخل أحد في شؤونه، وفي هذا المجال قد يساء تفسير سلوك الطفل، ويتهم بأنه متكبر، ولكن في الحقيقة لم يجد من يستمع إليه ويشاركه أفكاره ومشكلاته ونجاحاته وإخفاقاته...

مؤشرات دالة على تكبر الطفل:

هو لا يتعلم من أخطائه ويعتبر أن تعرضه للفشل والخسارة لا يعود إلى عيب فيه أو ينتج عن تقصير منه، وإنما يتهم الأخرين بالتسبب في ذلك بدون أن ينظر إلى الامر على أنه فرصة للتطور والنجاح والتعلم من الأخطاء.

هو يعتقد إن في إمكانه إنجاز أي عمل أفضل من أي شخص آخر، بدون النظر إلى إمكانات الأخير.

هو يعتبر أن أخوته ورفاقه هم مصدر تهديد له، لأنه يضعهم في موضع المنافسين له، وبالتالي يفشل في التواصل معهم هو يرفض أفكار الآخرين ولا يبالي بها ولا يرحب بسماع وجهات نظر من حوله.

حلول ممكنة:

ينتهي اكتشاف الأهل صفة التكبر المرذولة باكراً إلى تقويمها في الطفل حسب الاختصاصية ياسر، عبر الآتي:

- الاستجابة الفورية لرغبات الطفل مهما كانت: سبب رئيسي مسؤول عن تكبر الطفل ففي بداية الأمر، يتعالى الأخير على رفاقه بما يمتلكه، وبما يستطيع أن يمتلكه إن أراد، ثم يتطور الأمر ويتكبر على أهله أنفسهم، ويعتبرهم لا يملكون الحق رفض طلباته، لذا، فإن الاعتدال في تلبية طلباته، وتأجيل بعضها أمر في غاية الأهمية.

- الاحترام: فضيلة يجب أن يحرص الاهل على تحلي طفلهم بها في جميع الأحوال لاسيما المتكبر، وهذا لا يولد بين عشية وضحاها، بل يتطلب أن يعايش الطفل هذا الامر بين افراد أسرته، وان يشهد على تبادله بينهم، كبيرهم وصغيرهم.

- التعاون: يعتقد الطفل المتكبر أنه يترتب على جميع من هم حوله خدمته ورعايته وتحقيق رغباته! وللمكافحة، بفضل أن يتم تكليف الطفل ببعض المهام البسيطة التي يمكنه القيام بها وفقاً لسنه وقدرته على التحمل، مثل إشراكه في الاعمال المنزلية أو طلب المساعدة منه، في إعداد وجبة طعام او تحضير المائدة او رعاية أخوته الصغار لبعض الوقت حتى يتنام لديه الشعور بالمسؤولية، ويعلم ان وجوده في الأسرة يوجب عليه القيام ببعض الأعمال الخدمية.

- الألعاب الجماعية: ينصح المتخصصون بإشراك الطفل الذي تظهر عليه علامات التكبر في ألعاب جماعية، مثل كرة القدم والسلة أو أي أنشطة جماعية (المسرح) مثلاً او تشجيعه على الدخول في مسابقات للمهارات والمعلومات ضمن فريق، بدون الاستسلام لمحاولاته وإصراره على التفرد بنفسه. ويبرر المتخصصون ذلك، بإنه قضاء الطفل وقتاً كبيراً منعزلاً عن العالم ينمي لديه الشعور بالتعالي والقدرة على الاستغناء، عن المجتمع. من جهة ثانية أن الألعاب الجماعية ستعلم الطفل المتكبر بطريقة غير مباشرة اموراً إيجابية منها: تقبل الخسارة، وأن الوصول إلى الانتصار والنجاح يتطلب بذل المزيد من الجهد والإصرار.

- إن شعر الطفل بالإهمال: فإنّه سيلجأ إلى التكبر بتقليد الكبار الذين لا يكترثون به ولا يعنيهم أمره، فيتعامل مع الآخرين على هذا النحو، أو يستخدم ذلك وسيلة للدفاع عن نفسه وليشعر من حوله بأنه أكثر أهمية مما يظنون. وفي هذه الحالة على الأهل بذل المزيد من الجهد لاحتواء الطفل والأهتمام به والإنصات إليه، مهما كانت المشاغل تستنزف وقتهم.     

ارسال التعليق

Top