عانى ملايين الأشخاص من انقطاع التيار الكهربائي أو من الفيضانات، الثلاثاء، في شمال شرق الولايات المتحدة حيث أوقع الإعصار ساندي أضراراً فادحة لا سيما في ولايتي نيويورك ونيوجرسي التي سيقصدها أوباما الأربعاء.
وقبل أسبوع تماماً على موعد الاستحقاق الرئاسي في السادس من نوفمبر، علق أوباما حملته الرئاسية للتركيز على عمليات الإغاثة.

ومن المقرر أن يتوجه الرئيس، الأربعاء، الى نيوجرسي الولاية الأكثر تضرراً بالإعصار الذي ضربها مساء الاثنين.

وأعلن مسئولون، الثلاثاء، أن حصيلة الإعصار ساندي ارتفعت إلى 43 قتيلاً في الولايات المتحدة وفي كندا، ومن المتوقع أن تزداد إذ لا يزال العديد من الأشخاص في عداد المفقودين.

وأوقع الإعصار 67 قتيلاً في الكاريبي من بينهم مواطن أمريكي في بورتو ريكو، خلال مروره في الأيام الأخيرة مما يعني أن الحصيلة الإجمالية بلغت 110 قتلى.
وفي ولاية نيويورك، ارتفعت الحصيلة إلى 23 قتيلاً بعد أن أعلن رئيس بلدية المدينة مايكل بلومبرج أن 18 شخصاً على الأقل قتلوا في المدينة وحدها.

وأضاف بلومبرغ "مع الأسف نحن نتوقع أن يرتفع هذا العدد".
ولا يزال أكثر من ثمانية ملايين منزل محرومين من التيار الكهربائى صباح الثلاثاء فى الولايات المتحدة. وأدى مرور العاصفة التى صادف مسارها رياح باردة من الشمال، إلى تساقط كبير للثلوج في منطقة أوسع خصوصا في فرجينيا الغربية وفرجينيا وبنسلفانيا وماريلاند وتينيسى وأوهايو.

وأعلن رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ فى مؤتمر صحافى أن عشرة قتلى على الأقل سجلوا فى المدينة، مشيرا إلى احتمال ارتفاع الحصيلة. وتابع أن قرابة 750 ألف أسرة لا تزال محرومة من التيار الكهربائي في المدينة.

وغرق النصف الجنوبى من جزيرة مانهاتن في الظلام خلال الليل. وحدها بضعة أبنية مزودة بمولدات كهربائية كانت مضاءة. والنصف الجنوبى للجزيرة هو أيضا الأكثر تضررا من الفيضانات.

وصرح جوزف لوتا رئيس شركة "ام تى ايه" المسئولة عن النقل فى نيويورك "أن مترو نيويورك عمره 108 سنوات لكنه لم يسبق أن واجه كارثة مدمرة كالتى شهدناها الليلة الماضية".

وصرح نيل شيهان، المتحدث باسم هيئة الأمن النووى الأمريكى لوكالة فرانس برس "كل شىء يبدو تحت السيطرة في هذه المرحلة. لم تتعرض أي بنية تحتية في المحطات لأضرار".

وقال الحاكم الجمهورى، كريس كريستى، القريب من رومنى، إن الأضرار على الساحل "تفوق الوصف"، لكنه أشاد أيضا بالأداء "الملفت" للرئيس أوباما.

وفي دائرة برغن (نيوجيرسى) الواقعة على بعد كيلومترات من مدينة نيويورك انهار سد مهدداً مئات الأشخاص مما دفع بالحرس الوطنى إلى تعبئة صفوفه مع أجهزة الإنقاذ.
وفى 11 ولاية، تمت تعبئة أكثر من 7400 عنصر من الحرس الوطنى، الثلاثاء، لمواجهة عواقب الإعصار.

ويواصل الإعصار مساره فى البر، لكن مع تضاؤل قوته، وعند الساعة 17,00 تغ كان يعبر بنسلفانيا وتراجعت سرعة الرياح المرافقة له إلى 70 كلم/الساعة فى مقابل 150 كلم/الساعة في اليوم السابق.
وأعلنت اللجنة الفيدرالية للاتصالات أن العاصفة ألحقت أضرارا كبيرة بشبكة الاتصالات الهاتفية الأمريكية.

وصرح رئيس هذه اللجنة المستقلة جوليوس جيناتشوسكى أمام صحافيين "في الإجمال تسبب الإعصار ساندى بأضرار خطيرة وجدية في البنى التحتية الهاتفية في شمال شرق البلاد".

من جهة أخرى، أكد بلومبرغ أن وول ستريت ستستأنف أعمالها عند الساعة 09,30 (13,30 تغ) الأربعاء، إلا أن المدارس ستظل مغلقة في نيويورك غداً.

وكانت نيوجرسي التي مر فيها الإعصار ساندي مساء الاثنين الأكثر تضرراً من انقطاع الكهرباء إذ حرم 2,5 ملايين شخص من التيار.

وفى ولايتى نيويورك ونيوجرسى أوقف العمل فى ثلاثة مفاعلات نووية بينما وضعت محطة قديمة فى حالة الطوارئ.

وفى الولايات المتحدة غالبية خطوط الكهرباء غير موصولة تحت الأرض مما يجعلها معرضة لسقوط الأشجار أو الأغصان خلال العواصف.