• ١٨ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١٦ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

أوجاع ملونة

*عادل مثنى خلف

أوجاع ملونة

للحُب أوان.. وللحبر أوان أيضاً، وبين الإثنين مساحة كي أحبّك. لقد حلمت طويلاً بأن تكون لي إمرأة مثلك، تعرف كيف تدين رجلاً بإلتفاتة، تنزع عنه بنظرة رجولته، تُعرِّيه وتُلبسه خيباته، تكتبه وتمحوه هكذا كما تُريده تماماً. مدهشة أنوثتك يا امرأة، مدهش كل شيء يُشبهكِ، صمتكِ.. فستانك الأسود.. حروف إسمك.. وتعيس كل ما يُشبهني.. أحلامي.. مساحيق وجهي.. جثتي في مثواها الأخير.. أكتبك هذا المساء لأعيش، كي أبقى مُعَلَّقاً بآخر حفنة عمر، وبمشاريع حُبِّي للعمر القصير. مذهولاً جئتكِ، هكذا كما تُريد الكلمات، كما نلقي بجثة إلى البحر، كما تواصل أيدٍ كتابة في لحظة غرق. ماذا بقي من العمر يا سيِّدتي؟ هل نَصلُح لعمر آخر؟ مَن يُعيد إلى هذا الحبر شبابه؟ ومَن يُحيي حُبّاً مات قبل أوانه؟ مَن يقيس وَجَعاً على مَدّ البصر من دون أن يكون حزيناً؟ إنّك لا تدرين ما يحدث في الركن الحزين. مشنوق يُتمتم نَفَسَاً انتهى، وبقي مُعلّقاً في آخر كلمة محمومة، كما يتعلّق تَقيٌّ بشهادته.. أريد أن أعبُر هذا الحزن ذهاباً وإياباً، سريعاً وبطيئاً في الوقت نفسه. أريده أن يكون جميلاً.. "أخاف السعادة عندما تصبح إقامة جَبرِيّة".

ارسال التعليق

Top