• ١٨ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١٦ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

أيهما أفضل.. الدراسة على انفراد أم مع الجماعة؟

أيهما أفضل.. الدراسة على انفراد أم مع الجماعة؟

◄موضوع الدراسة على انفراد موضوع حساس جداً، فقد أوضحت الأبحاث والدراسات أن التثبيت الحقيقي للمعلومات- حفظاً أو فهماً- يكون أغلبه عندما يكون الطالب منفرداً في غرفته، أو مع كتبه ودفاتره وأقلامه، صحيح أنّنا كلنا تعلمنا في مدارس وفي فصول أو صفوف جماعية، ولكن ما يثبت ما تعلمناه في المدارس أو يمحوه هو سلوكنا عند خروجنا من المدرسة.

إن الانفراد مع الكتب يسمح لنا بالحفظ والفهم، والربط والتحليل، والتثبيت الأمثل للمعلومات التي تعلمناها.

ولكن، أليس من التعسف أن يكون الطالب منفرداً دوماً مع نفسه؟ أليس من الممل أن لا يقابل أحداً زملائه إلّا في الفصل الدراسي، الذي يسمح الوقت إلا بدقائق قليلة للحوار والنقاش؟

من المفيد للطالب أن يخصص وقتاً لبعض زملائه في المدرسة، يقضيه معهم خارج أوقات الدوام، في بيته أو بيوتهم، أو في حديقة عامة، أو مكان عام لائق.

فتبادل المعلومات، المصاحب بالمودة والمرح، يفيد كثيراً في التعمق في الدراسة، ويمكن أن يغير في تفكير بعض اليائسين من النجاح، أو بعض غير المبالين في الدراسة أصلاً، فيعيدهم إلى الأجواء الدراسية، ويعزز عند الآخرين قوة محبتهم للدراسة.

ولكن لابدّ من شروط للدراسة مع الآخرين:

1- أن يكون الآخر من نفس المستوى الدراسي، ويفضل أن يكون في نفس المدرسة والفصل.

2- أن تجري أجواء الدراسة ضمن حوار مفيد، تستذكر فيه المعلومات، فهذا يقدم فكرة تكمل أفكار ذاك، وهكذا.

3- أن يسبقها دراسة انفرادية منتجة.

4- أن لا تستغرق وقتاً طويلاً، ولا تكون يومية.

5- أن لا يطغى المرح والتسلية عليها، فإذا كان لا بأس من بعض المرح والأحاديث الشخصية، فإنّه يجب أن لا ننسى السبب الذي جمعنا معاً، وهو الدراسة.

6- أن لا تكون مع عدد كبير من الأفراد، إلّا إذا كان هناك شخصية متقدمة في العمر وذات تحصيل علمي مناسب، فكثرة العدد تؤدي إمّا إلى سيطرة قلة منهم على الحديث، وتوجيهه الوجهة التي يريدونها، وهذا ليس في صالح المجموع، وإمّا إلى جعل الأحاديث ثنائية، والدخول في لغو وأصوات غير مفهومة. أمّا إذا كان هناك بينهم أستاذ قدير أو شخصية متعلمة أكبر منهم، فإن الأنظار تتجه نحو هذه الشخصية، فيفيد الجميع منها.

وفي كلّ أحوال فإن الدراسة مع الآخرين يجب أن تكون محدودة في الزمان والمكان، وأن ينتبه كلّ واحد إلى المردود الذي انعكس عليه، سواء أكان المردود علمياً أو ترفيهياً، وأن يحسب نتائجه مستقبلاً، فيوازن بين التعلم والترفيه.►

ارسال التعليق

Top