• ١٨ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١٦ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

الأتيكيت المتعارف عليه عالمياً

الأتيكيت المتعارف عليه عالمياً

الأتيكيت مصطلح يعني فن التعامل أو الآداب العامة في التعامل مع الأشقياء، ومرجعيته هي الثقافة الإنسانية الشاملة، ويعنى بشؤون الحياة كافة، وقلما يختلف من بلد إلى بلد إلّا في أشياء جزئية لأنّه يمثل سلوكاً شخصياً قبل أن يكون مجتمعياً. والأتيكيت الدولي هو نفسه المعروف لدينا كون هذا الفن ينبع من الآداب العامة التي قلما تختلف فيها أو عليها الشعوب، وللأتيكيت باللغة العربية معاني كثيرة مثل: الذوق العام، أو الذوق الاجتماعي، أو آداب السلوك، أو اللياقة، أو فن التصرف في المواقف الحرجة. ويعتبر الأتيكيت من السلوكيات الإنسانية التي يجب على المرء أن يضعها في اعتباره أينما ذهب وحيثما جلس أو تحدث مع جلسائه في موضوع من الموضوعات، وأصبح للأتيكيت أسس وقواعد معروفة يعمل بها في المجتمعات المتحضرة. إنّ قوانين الإسلام كثيرة، ومن جملتها الآداب والمستحبات والمندوبات التي حث الشرع المبارك عليها، لخير الناس وصلاحهم، هذه الآداب هي التي تسمى اليوم بـ"الأتيكيت أو البروتوكول" الذي توافق عليه المجتمع الدولي في علاقاته ومجتمعاته المدنية، الجماعية، والفردية، كدول وأفراد وهو الذي يُدرّس في المعاهد المختصة بذلك، ومنها التابعة لوزارة الخارجية أو دائرة البروتوكول في رئاسات الدول.

وأشتهر في هذا المجال، البروتوكول البريطاني، والفرنسي، والروسي، وهي المدارس السائدة اليوم، وترى ذلك بوضوح في الاحتفالات والمناسبات والاجتماعات والسهرات والمآدب والاستقبالات والجلسات... وغيرها، وتضاف إلى هذه المدارس المشهورة تعديلات طفيفة لها دلالات أو إشارات أو يقصد بها مواقف معينة.. خاصة في الأتيكيت الصيني والياباني. ويعتبر موضوع الأتيكيت من الموضوعات المهمة في كلّ أوجه حياتنا حيث نتعلم منه أصول التقديم والضيافة ويستفاد منه في الحفلات والزيارات التي تعتبر من مظاهر الحياة الاجتماعية وتختلف طبيعتها وفقاً لمناسبتها وموعدها كما أنّ لها أهمية كبرى في تكوين العلاقات وإقامة الصداقات الشخصية والأسرية. ويعتمد الكثير من خبراء البروتوكول الأميركي على كتاب "بروتوكول"، الذي اشتركت في كتابته ماري ما كافري، مديرة البروتوكول في إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق أيزنهاور، وتم تحديثه لمرات عدة بطبعات متتالية، وتشدد مقدمة الكتاب على أنّ السؤال الأوّل الذي يواجه أي شخص مسؤول عن البروتوكول، في أي موقع، وفي أي بلد، هو مَن أهم من الأخر إنّ لكلّ مجتمع طريقة حياته وأسلوبه في التعامل مع الآخرين، وإنّ تلك الأساليب تتباين باختلاف المجتمعات نفسها. فأهل الشرق ليسوا مثل الغربيين في ثقافاتهم، فيما يختلفون عن بعضهم بطريقة التواصل بينهم وردود أفعالهم ويحكم الكثير منها سلوك الآداب أو الأتيكيت... وطالما ارتبطت هذه الكلمة بما يعرف بـ"البروتوكول".

وحسب التجارب فإنّ البروتوكول يختلف من بلد لآخر بحكم التقاليد الاجتماعية التي تحكم حياة الناس، وتقول كاننت دورثيا جونسون مديرة مدرسة واشنطن للبروتوكول، بأنّ حفيدتها الممثلة السينمائية، ليف تايلور، التي مثلت في فيلم (لورد أوف ذا رنغ). سألتها قبل رحلة لها إلى المنطقة العربية وخاصة مدينة دبي بالإمارات العربية المتحدة للاشتراك في معرض هناك: جدتي، بماذا تنصحينني ردت عليها: لا تستعملي يدك اليسرى للأكل، ولا تسيري أمام الرجل. بعكس ما نرى في الدول الغربية، إذ أنّ من قواعد الأتيكيت هو مسك "الشوكة" عند الأكل باليد اليسرى، ومن العيب الكبير أن يتقدم الرجل امرأة في أثناء السير، تطبيقاً للمقولة الشهيرة Ladies First.

الكاتب: د. فاضل البدراني

المصدر: كتاب فن الأتيكيت في بناء العلاقات الاجتماعية والدبلوماسية

ارسال التعليق

Top