رحل العبد الصالح الحاج كاظم عبدالحسين محمد وارتقى إلى الرفيق الأعلى يوم الثلاثاء الموافق 16 أكتوبر 2018 وبرحيله فقدت الساحة الإسلامية قامة كبيرة ونموذج وقائد يُحتذى به في العمل الرسالي والحركي والاجتماعي، كاظم عبد الحسين لم يكن شخصية كويتية، ولكنه شخصية إسلامية. جسَّد هذا العبد الصالح مفهوم (وقل أعملوا) و طبقها بأجلى معانيها، لم يقدم مبلغاً من المال ليقوم غيره بتأسيس المشاريع أو رعايتها عن بُعد، بل وقل أعملوا عند كاظم عبدالحسين هو استشعار الحاجة وتفقد مناطق الفراغ في الساحة الإسلامية والتخطيط والعمل الدؤوب وتوفير فرص النجاح والمتابعة المستمرة خصوصاً في المناطق (المشاريع) التي لا يقترب اليها الكثيرون لأنها متعبة وشاقة وتحتاج إلى عناء وصبر وتحمل وأذى. قليل بل من النادر أن نجد في زماننا من نذر نفسه ووقته وماله كله لله، ولعل مشاريعه المتنوعة الفكرية والثقافية والخيرية وبالذات في أفريقيا بما في أفريقيا والتي تطلب الوصول إلى أكثر المناطق التي زارها عناء ومشقة سفر وأخطار وأمراض والتي لم يسلم هو شخصياً من جميع تأثيراتها شاهدةٌ على أن هذا الرجل لديه بصيرة ووعي بأن تأسيس المشاريع الإسلامية الحيوية والمؤثرة في مسيرة ونهضة الأمة تحتاج إلى صبر ومعاناة وتحمل لأنه فهم وقل أعملوا هكذا.
علاقته مع مراجع الطائفة لم تكن تلك العلاقة التقليدية، بل كان يتحسس ألامهم واحتياجاته ومشاريعهم المستقبلية ويدخل في عمق احتياجاتهم الشخصية والرسالية ليقوم بتلبيتها ويترجم تطلعاتهم المستقبلية إلى مشاريع وعمل مؤسسي، لأنه فهم وقل أعملوا هكذا.
هذه الشخصية تستحق الدراسة لتكون نموذجاً يُقتدى به في القيادة الصالحة .. في القيادة الموقفية، وشخصية الحاج الوجيه كاظم عبدالحسين نموذج يجب أن يُدّرس في كيف تكون القيادة الموقفية،، فقد أنجز أعماله ومشاريعه خلال الظروف والمتغيرات والتقلبات المختلفة وكلنا يعلم بأن هذا الطريق هو طريق ذات الشوكة، ولكنه مشى فيه بثقة وثبات وقوة وعزيمة وصبر وحقق أهدافه وألهم من حوله وسيترك رحيله تحدياً كبيراً لأمثالنا عندما يريد أن ينظر إلى صحيفة أعماله ويفتش فيها عن عمل صالح ويعيد النظر في فهمه لغايات قوله تعالى: وقل أعملوا
أتمنى أن يتم كتابة سيرة هذا المناضل بما يستحق فحياته تاريخ وعبرة، ومن المهم للجيل الحالي وللجيل الذي سيأتي بعد ذلك أن يتعلم من نموذج الحاج كاظم عبد الحسين شخصيته الحقيقة بكافة أبعادها، وأعني ليس فقط استعراض إنجازاته ومشاريعه ومساهماته الخيرية والرسالية، ولكن الذي عنيته السيرة التي تترك أثراً وتبني سلوكاً ووعياً والسيرة التي تستعرض شخصيته كقائد رسالي مع التركيز على:
ماهي عوامل تكون شخصيته الرسالية؟ كيف كان يفكر؟
ماهي مواصفاته الشخصية والايمانية حتى كسب احترام وتقدير وثقة مراجع الطائفة؟
ماهي الصعوبات التي واجهته وفريق العمل والرجال الذين كانوا رفقاء دربه؟
كيف كان ينظر إلى المتغيرات وكيف تعلم منها وكيف تكيف معها؟
كيف عالجوا افرازات المحن وتغلبوا عليها؟ كيف حافظوا على وحدة الصف وتأليف القلوب؟
رحمك الله يا أبا حسين وحشرك الباري مع من تحب محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين، وعزائنا لأبنائك وأهلك ومحبيك وأصدقائك ورفقاء دربك وأن يلهمهم جميعاً الصبر والسلوان
محمد جاسم بواحمد / دبي
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق