• ١٨ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١٦ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

الشكر على بقاء الأمانة عشرين عاماً

الشكر على بقاء الأمانة عشرين عاماً

يُحكى أنّ أحد الأساتذة كان يُدرِّس طلّابه، فتلقّى في أثناء الدرس خبرَ وفاة إبنه الوحيد الذي هو في العشرين من عمره.

فلم يقطع الأستاذ درسه، بل راحَ يُكمل رسالته التعليميّة حتى انتهى الدّرس في وقته المحدّد، هنا سألَ أحد الطّلبة أستاذه: كيف تصبّرت أو تماسكتَ ولم يسلبكَ الحزنُ الثباتَ والوقار، مع علمنا أنّه ابنكَ الوحيد؟!

قال الأستاذ لتلميذه: إعلم يا بُنيّ، أنِّي منذ ولادته أقدِّرُ له حلول أجله في كلِّ يوم من حياته، وكلّما مضى عام من أعوامه، اعتبرتُ ذلك خلسة اختلستها من الدّهر، حتى مضى على هذه الوديعة (أي ابنه المُودَع عنده أمانة من قِبَل الله تعالى) عشرون عاماً.

فشكري لله اليوم على أن أبقى الوديعةَ (ابنه) في يَدي هذه المدّة يقوم مقامَ الحزن!!

 

الدّروس المُستخلَصة:

1-    صبرٌ جميلٌ كهذا ينبع عادةً من ضمائر حَوَت من العلم والعرفان الإلهيّ ما جعلها متماسكة في موقف يقلّ فيه الصّبر والتماسك، فبقدر ما تكونُ على استعدادٍ لمواجهة حقيقة الموت، يكون وقع الموت عليك.

2-    وتخفّ وطأة التعزِّي والتصبّر وتحمّل وقع وألم المُصاب أيضاً إذا كان النّظر إلى المصيبة من الزاوية التي نظرَ فيها الأستاذ إلى موتِ إبنه. فأولادنا ودائع الله عندنا، ولأنّ وديعةَ بطلِ القصّةِ استمرّت في يدهِ عشرين عاماً، فإنّه وجد أنّ الشُّكرَ للهِ أجدى وأجدر من الجزع والحزن والبكاء.

فكما تنظرُ للشّيء يبدو الشّيء في نظرِكَ بحسب رؤيتكَ له، ولذلك غيِّر نظرتكَ عن العالم والكون، تتغيّر أشياء كثيرة، وتتبدّل مفاهيم كثيرة.

ارسال التعليق

Top