• ١٨ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١٦ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

العيد موسم التواصل وإزالة ما في النفوس

العيد موسم التواصل وإزالة ما في النفوس
تحتفل الأُمّة الإسلامية بعيد الفطر المبارك الذي تستقبله بعد وداعها لشهر الصيام الذي عطرت أيامه بنفحات الصيام ولياليه بأريج القيام وأفراح المسلمين مستمرة بحمد الله، فهم يفرحون لأنهم أتموا شهر رمضان سائلين المولى أن يكون قد منّ عليهم بالغفران. وليوم العيد آداب وسنن ينبغي على المسلم أن يراعيها، وفي هذا الموضوع تحدث الدكتور فيصل الرميان، عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية – المعهد العالي للقضاء، فقال: للعيد آداب وسنن تسبقه وتوافقه، حري بالمسلم أن يؤديها وهي كثيرة، فمن ذلك ما يلي: ·       يسن التكبير ليلة العيد ويومه ويستمر المرء في ذلك حتى يصل إلى المصلى، مصلى العيد. ·       أن يغتسل المرء ويلبس أحسن ثيابه قبل ذهابه لصلاة العيد، وأن يخرج مبكراً. ·       يستحب أن يخرج زكاة الفطر بعد صلاة الفجر يوم العيد وقبل صلاة العيد، وإن أخرجها قبل ذلك في ليلة العيد فلا بأس بذلك، فقد نص العلماء أنّه يجوز إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين. ·       أن يؤدي صلاة العيد مع المسلمين فلا ينبغي أن يتخلف عنها إلا من عذر، لأنها من شعائر الإسلام الظاهرة. ·       قبل خروجه لصلاة العيد يسن أن يأكل تمرات وتراً. ·       أن يذهب بطريق ويعود بطريق آخر. ·       أن يقوم بتهنئة إخوانه بالعيد، سواء كانوا من أقاربه أو من سائر المسلمين، ويظهر المسلم فيه الفرحة والسرور، لكن وفق ما شرع الله عزّ وجلّ، فإن هذا عيدنا أهل الإسلام هو وعيد الأضحى، ويفرح المؤمن في هذا العيد أن أكمل الله له النعمة بإتمام شهر الصيام.   - موسم للتراحم والتصالح: العيد موسم يقرب القلوب من بعضها ويغسل درنها، لذلك ينبغي للمسلمين أن يحرصوا على هذه المثل، وحول هذه المعاني الجميلة للعيد يقول الدكتور عبدالله بن أحمد العمري، عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية: يفرح المسلمون بالعيد لأمرين، الأمر الأوّل لأنّه يأتي بعد أداء ركن من أركان الإسلام يجتهد فيه المسلمون في الطاعة ويتبارون في التقرب إلى الله بالصيام والقيام والصدقة فتكون فرحة المسلم من هذا الباب نوعاً من الشكر لله الذي مكَّن المسلمين من عبادتهم، وأمدَّ في أعمارهم حتى أدركوا شهر رمضان، وأعانهم على صيامه وقيامه، ومن حق المسلم أن يعلن فرحه بذلك وأن يشكر ربه عليه، أما الآخر فلأنّه مظهر من مظاهر تميز الأُمّة الإسلامية عن غيرها، فالمسلم في يوم العيد يلبس أجمل ما لديه لترجمة جمال المناسبة، فجمال المظهر يدعو إلى جمال المخبر من حسن الظن ونبذ الكراهية والشقاق والتواصل بين الأقارب والجيران وإعلان التغلب على هوى النفس الأمارة بالسوء، وذلك بالتسامح في ما قد يكون كدَّر صفو العلاقات الأخوية بين الأقارب والجيران والأصدقاء، فالعيد فرصة ثمينة لكل مسلم لكي يفتح صفحة جديدة في مضمار العلاقات الاجتماعية، هذه الصفحة تلغي كل مظهر من مظاهر الضغينة والحقد وتزيل كل رواسب الحزازات والمشاحنات التي لو دقق المسلم في أسبابها لوجد أن ذلك كله ما هو إلا نزوة شيطانية. فالعيد مكان لصفاء النفس وشفافية الروح ونبل العاطفة ومن هنا ينبغي للمسلم أن يستغل ذلك للتصافي مع الآخرين وإبداء الصفح إن كان وقع عليه خطأ وإبداء الاعتذار إن كان وقع خطأ منه، والعجيب أن بعض الناس يظهر ذلك كله يوم العيد ثمّ لا يلبث أن يعود إلى ما كان عليه من القطيعة والبغضاء وكأنّه بهذا يحتفظ في داخله بحقده وكراهيته ويظهر أمام الآخرين بخلاف ذلك مجاملة لهم أو سدّاً لباب الانتقاد من قبل الآخرين حتى إذا ذهبت مناسبة العيد نكص على عقبيه، وهذا الصنف من الناس مريض سيئ الطوية، فإنّ المؤمن إذا صفح وعفا لم يعد إلى الكراهية والبغضاء إلا بسبب جديد يوجب ذلك، وإني أدعو نفسي وإخواني المسلمين إلى التصافي والتواد وإعلان فرحة العيد مع صادق الود وصريح الصفاء.   - لزوم الطاعات: فرحة العيد لا تكون عظيمة كبيرة إلا لمن اجتهد وعمل في هذا الشهر، فهو يفرح في العيد بالفطر بعد الصيام ويفرح بما وعد الله به عباده المطيعين له من عظيم الأجر والثواب، ولا شك أنّ الصيام وقيام ليلة القدر من جملة الأعمال الواردة التي وعد الله من عمل بها بأن يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وهل هناك أعظم من هذه الفرحة. وأنّ العيد فرصة للتودد للناس ووصلهم، وشكر الله على نعمه الظاهرة والباطنة ومنها نعمة الصحة والعافية والمال والبنون والأمن في الأوطان، فليس العيد لباساً جديداً فحسب، فالمعتبر من الإنسان المعنى والصفات، لا الملابس والذات.   - دعاء: اللّهمّ ارفعني ولا تضعني وادفع عني ولا تدفعني وأعطني ولا تحرمني وزدني ولا تنقصني وارحمني ولا تعذبني وفرج همي واكشف غمي وانصرني ولا تخذلني وأكرمني ولا تهني واسترني ولا تفضحني فإنك على كل شيء قدير يا أرحم الراحمين. اللّهمّ أنت أمرتنا بالدعاء ووعدتنا بالإجابة، وقد دعوناك كما أمرتنا بأجبنا كما وعدتنا، يا ذا الجلال والإكرام، إنك لا تخلف الميعاد.

ارسال التعليق

Top